أقوى صفقة للعام: انتهز خصم يصل لـ 60% على InvestingProاحصل على الخصم

لولا يسعى لتعزيز الروابط الثنائية مع إيران.. وسرية حول المفاوضات النووية

تم النشر 16/05/2010, 22:50

طهران، 16 مايو/آيار (إفي): شهدت زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الى طهران لبحث الملف النووي للجمهورية الاسلامية نشاطا محموما، بينما أحيطت بسرية مطلقة حول المفاوضات النووية.



وعلى غير المتوقع، جاء الملف النووي الايراني، في المرتبة الثانية للمباحثات بين الرئيس البرازيلي ونظيره الايراني، محمود أحمدي نجاد، حيث تركزت معظم المحادثات على كيفية دفع العلاقات الثنائية بين البلدين.



وصرحت مصادر بالوفد البرازيلي لـ(إفي) ان الرئيسين ناقشا الملف النووي، وتواصلت المفاوضات على مدار اليوم "على نحو جيد" بين وزراء خارجية البلدين.



وفي ذات السياق، أبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الارانية رامين مهمان برست تفائلة إزاء احتمالية التوصل لاتفاق يحظى بقبول جميع الاطراف حول برنامج إيران النووي.



وقال مهمان برست في تصريحات نقلتها قناة (العالم) الايرانية اليوم "نأمل ان تتيح لنا الخيارات المطروحة والصيغ الجديدة المقترحة تلقي الضمانات الكافية"، بشأن تبادل الوقود النووي.



ومع ظهور أجواء إيجابية في المفاوضات، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عزمه التوجه مساء اليوم الى طهران للمشاركة في لقاء ثلاثي في إطار انعقاد مجموعة الـ15.



وأوضحت وكالة أنباء (الاناضول) ان أردوغان قرر مساء اليوم إجراء تعديل في جدول اعماله، والسفر الى طهران بعد 24 ساعة من اعلانه عدم سفره الى الجمهورية الاسلامية في ضوء عدم رد الاخيرة على الاقتراح التركي بتخصيب اليورانيوم اللازم للمحطات النووية الايرانية على الاراضي التركية.



وكان كل من لولا وأردوغان قد ظهرا خلال الاشهر الماضية بين المدافعين عن النظام الايراني الذي تشتبه الولايات المتحدة وإسرائيل ودول غربية أخرى في شفافية برنامجه النووي، وتشير إلى سعيه وراء الحصول على سلاح نووي، فيما تؤكد طهران سلمية أنشطتها النوية، وتطالب بحق تطوير الطاقة النووية المدنية.



وزادت حدة النزاع في نهاية العام الماضي بعد ان طلبت ايران الحصول على الوقود النووي لمفاعلها المدني في طهران، ونصبت العراقيل في الوقت نفسه أمام اقتراح تقدمت به روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا لارسال الوقود الايراني المخصب بنسبة 3.5% الى الخارج واستعادته بعد تخصيبه بنسبة 20%.



وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت مؤخرا حاجتها للحصول على الوقود لمفاعلها النووي العلمي في طهران، عن طريق تبادل اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% بوقود نووي مخصب حتى 20%.



وطبقا للخطة التي رسمت في فيينا، فإن روسيا قبلت الحصول على اليورانيوم وتخصيبه حتى 20% وارساله إلى فرنسا لتحويله لقضبان وقود نووي ثم إعادته إلى إيران.



وقبل المفاوض الإيراني في بداية الأمر مسودة المشروع، إلا أن حكومة طهران رفضته بعد ذلك لعدم قبولها تسليم كل اليورانيوم المخصب الذي بحوزتها وفقا لمطلب الطرف الآخر. وتصر السلطات الإيرانية على أن تجري عملية التبادل على أراضيها.



وتحاول الولايات المتحدة منذ ذلك الحين بدعم من بلدان كفرنسا وبريطانيا، الاتفاق حول حزمة جديدة من العقوبات لفرضها على النظام الايراني.



ووصل الرئيس البرازيلي الليلة الماضية إلى طهران في زيارة يعتبرها المراقبون "مصيرية" بالنسبة للأزمة النووية الإيرانية.



واعتبرت الولايات المتحدة وروسيا الزيارة الفرصة الأخيرة امام الجمهورية الإسلامية لقبول الاقتراحات الدولية بشأن تبادل اليورانيوم قبل ان تتعرض لحزمة جديدة من العقوبات الدولية.



وطبقا لمصادر من الوفد البرازيلي، فإن هدف لولا من الزيارة هو اقناع أحمدي نجاد بالتوقف عن تحدي المجتمع الدولي واتباع سياسة نووية مثل تلك التي تتخذها البرازيل، عن طريق قدر أكبر من الشفافية وحرية مفتشي الوكالة واصدار قرار ضد الأسلحة النووية.



ولم يتطرق أحمدي نجاد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا في طهران إلى القضية النووية، ولفت إلى "ضرورة أن تشهد العلاقات بين البلدين دعما أكبر في المستقبل، مع العمل على إرساء علاقات طويلة المدى، والتصميم على رفع سقف التعاون المشترك".



وقال الرئيس الإيراني إن "الأعمال الاقتصادية التي تحكم العالم حاليا تستخدم ضد شعوبنا ولمصلحة بعض الدول، في ظل هذه الازمات، وهي تزداد يوما بعد يوم"، مضيفا "نحن بحاجة الى قطبين وعلينا ان نطور من علاقاتنا العادلة والمستقلة".



والاشارة الوحيدة للملف النووي صدرت من الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية التي قالت إن احمدي نجاد "شكر للولا دفاعه عن حق الامة الإيرانية ومواقفها لاصلاح النظام العالمي".



ومن جانب آخر التقى الرئيس البرازيلي كذلك المرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي الذي أدان "الضجة" التي تحدثها الدول الغربية الكبرى حول زيارة دا سيلفا، وأشار إلى أن "الدول الاستكبارية تسعى لاقامة علاقات فوقية مع الدول الاخرى من أجل الهيمنة عليها".



وفي أعقاب ذلك، شارك لولا ونجاد في ختام المنتدى التجاري البرازيلي الرابع، الذي عقد اليوم الاحد في مركز المؤتمرات شمالي طهران.



واتفق الرئيسان على ضرورة المطالبة بإيجاد نظام اقتصادي جديد، ينطوي على منح الدول الصاعدة المزيد من الثقل العالمي، وشهدا التوقيع على ثماني مذكرات تفاهم في مجالات التعاون التجاري وافتتاح خطوط ائتمان جديدة وتبادل التكنولوجيا، والطاقة خاصة في قطاع النفط.



وشدد لولا على ان العلاقة بين البلدين هامة للغاية في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم مرحلة من التحول في الجغرافيا الاقتصادية والتجارية، يستدعي إيجاد نظام متعدد الاطراف ووضع اسس العلاقات الثنائية.



وفي هذا الصدد، اشار الرئيس البرازيلي الى ان افتتاح خطوط الائتمان المباشر بقيمة مليار يورو لمدة خمس سنوات تمخضت عن المفاوضات "المثمرة" بين البلدين، وتسعى لتمهيد الطريق امام الشركات المشتركة التي سترغب في الاستثمار في ايران أو البرازيل على الحصول على التمويل اللازم واعفائها بالمرور بالاجراءات الروتينية.



وأوضح أن "إيران باتت واحدة من الاسواق الكبرى في العالم، وتحولت خلال السنوات الخمسة الاخيرة الى أحد الاسواق الرئيسية للبرازيل في الشرق الاوسط"، مشيرا الى ان الازمة الاقتصادية لم تؤثر في اقتصادها، وهو ما يساعد على أحراز المزيد من التقدم في العلاقات الثنائية.



وبدوره، وصف الرئيس الايراني النظام الاقتصادي الحالي بـ"غير الآمن" وشدد بالمثل على "الحاجة لاستبداله بنظام اقتصادي ومالي جديد يقوم على العدل".



واعتبر أحمدي نجاد ان "النظام الرأسمالي وصل الى نهايتة ليس على الصعيد الاقتصادي فحسب، بل على الساحة السياسية وفي الأمن العالمي أيضا، ويواجه الآن مشكلات خطيرة".



وفي سياق متصل، انتقد الرئيس الايراني استمرار هيمنة "سياسات وعملات حفنة من الدول، ونقل مشكلات الاقتصاديات الرأسمالية للدول الصاعدة مثل إيران والبرازيل"، داعيا لتوسيع نطاق العلاقات الثنائية وإيجاد أنظمة اقتصادية جديدة ووضع مواثيق مصرفية ونقدية تبتعد عن نظام الهيمنة لتجنب هذه المشكلات.



وأشار الى "ضرورة إزالة العوائق الجمركية وتحسين انظمة النقل من أجل تحقيق الريادة وتحسين التجارة الثنائية".



ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 1.5 مليار دولار، فيما يصب الميزان التجاري لصالح البرازيل التي تصدر إلى إيران المواد الغذائية والمعدات.(إفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.