- Investing.com قال معهد التمويل الدولي، إن التدهور الكبير الذي يشهده السوق التركي والتراجع الحاد لليرة التركية، قد أثر بشكل واضح وملحوظ على شهية المستثمرين تجاه أصول الأسواق الناشئة، حيث شهدت الأسواق الناشئة تخارج لرؤوس أموال بلغت قيمتها 1.4 مليار دولار، منذ التاسع من أغسطس الجاري.
وأفادت بيانات معهد التمويل الدولي، بأن تخارج رؤوس الأموال كان بوتيرة أكبر وأسرع في سوق الأسهم ثم السندات، كانت الصين وجنوب أفريقيا من أكبر المتضريين في الأسواق الناشئة من تخارج رؤوس الأموال، وفي المقابل تمكنت البرازيل وتايلاند من جذب تدفقات استثمارية خلال الأيام الماضية.
منذ عدة أشهر، بدأ الاقتصاد التركي يتدهور بشكل كبير، وخسرت الليرة التركية جزء كبير من قيمتها أمام الدولار التركي، وبعد بسبب الأزمة الدبلوماسية القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، بسبب رفض الأخيرة الإفراج عن القس الأمريكي المتهم بالجاسوسية.
ولعل من أسباب هذا التدهور الحاد، خوف وقلق المستثمرين من السياسة التي يتبعها الرئيس التركي، حيث إنه أعلن في خطابه رفضه لرفع أسعار الفائدة، ونيته التدخل في سياسات البنك المركزي التركي، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى سحب أموالهم من السوق التركي.
حاول الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" احتواء الأمر، وطالب الشعب التركي بتحويل ما يمتلكون من العملة الصعبة والذهب إلى ليرة، من أجل مساعدة بلادهم على تجاوز هذه الأزمة، ودعم العملة المحلية، التي وصلت إلى مستوى قياسياً منخفضاً مقابل الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع، وفقدت نحو 40%، من قيمتها منذ بداية العام.
ولكن من الواضح أن نسبة كبيرة من الشعب لم تستجيب لهذه الدعوات، فبحسب بيانات البنك #المركزي_التركي الصادرة أمس الخميس، فقد ارتفعت حيازة الأتراك من الودائع بالعملة الأجنبية إلى 159.9 مليار دولار خلال أسبوع واحد فقط، حتى العاشر من أغسطس الجاري، مقارنة بـ 158.6 مليار دولار في الأسبوع الذي يسبقه، مرتفعة بنحو 1.3 مليار دولار.
ومن جانبها، أعلنت الحكومة التركية، أنها ستتصدى لهذا التدهور والتراجع بكل الطرق، وستتخذ كافة التدابير والإجراءات الازمة، لحماية الاقتصاد التركي ووقف تدهوره، ولوقف النزيف الحاد الذي تعاني منه الليرة التركية منذ مطلع هذا العام.