Investing.com - كان الرئيس المريكي "دونالد ترمب" قد اتفق مع نظيرة الصيني "شي جين بينج" على تعليق الرسوم الجمركية المفروضة لمدة 90 يوماً لحين إجراء مفاوضات واتفاقيات جديدة بينهم، ولكن على الصين أن تحرص على شراء كميات من منتجات زراعية ومنتجات الطاقة الأمريكية خلال تلك الفترة.
وبعد صدور تلك القرارات شهدت بعض الأسواق حالة من الانتعاش حيث ارتفع سوق الأسهم الصيني بأكثر من 2 %، بالإضافة إلى ذلك فقد ارتفع مؤشر "داو جونز" الذي يضم أسهم أكبر 30 شركة صناعية أمريكية في بورصة "وول ستريت" بأكثر من 400 نقطة، وذلك خلال جلسة يوم الاثنين الماضي.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع إلا أن مؤشر "داو جونز" قد أغلق منخفضاً بنحو 800 نقطة خلال جلسة تداولات يوم أمس الثلاثاء، وذلك بسبب المخاوف والقلق من عدم الاتفاق بين الحكومة الأمريكية ونظيرتها الصينية، ومن المرجح أن يكون هذا الانخفاض بعض تصريحات "ترمب" بإحتمالية فشل المحادثات والتفاوض بين الطرفين، وذلك بالتزامن مع سعي الحكومة الأمريكية لحماية شركاتها التكنولوجية من سرقة على حقوقها الملكية الفكرية.
وخلال فصل الخريف الحالي قام مزارعوا محصول الصويا في أمريكا بوضع المحصول في أكياس بلاستيكية بالحقول، وذلك بالتزامن مع انخفاض شحنات المحصول الصينية بأكثر من 90%، وبالتالي كان لهذا الأمر أثاره السلبية على حكومة البيت الأبيض، حيث سيطرت حالة من الذعر والقلق على البيت الأبيض بسبب أهمية قطاع الزراعة لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى نفس السياق تمر الأسواق الأمريكية بحالة من التقلبات والاضطرابات الشديدة، فخلال الشهر الماضي قررت شركة "جنرال موتورز (NYSE:GM)" خفض تكاليفها، وذلك عن طريق إغلاق مصانع في أمريكا الشمالية والتخلي عن 15 ألف موظف تقريباً.
وعلى الجانب بالأخر فإن الصين تستشعر قلقاً شديداً في أسواقها، ولكن الشيء الذي تحتاجه بكين حالياً هو توفير المزيد من العوامل النقدية لدعم النمو الاقتصادي، وذلك قبل إنتهاء مدة الهدنة واشتعال الأوضاع التجارية بين البلدين مرة أخرى.
وفي حالة عدم الاتفاق والوصول إلى حل جديد بين البلدين خلال تلك الفترة والتي ستشمل أعياد الكريسماس ورأس السنة القمرية في بكين فإنه من المتوقع أن يقوم الرئيس الصيني بفرض بعض الرسوم على شراء محصول الصويا والنفط الأمريكي منذ بداية العام القادم.
وبالتالي فإن حجم الضغوط سيزداد على الرئيس الأمريكي "ترمب" مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 2020، حيث أن الشيء السيء بالنسبة لإدارته أن التغيرات التي تسعى إليها واشنطن هي التي تحتاجها بكين لانتعاش اقتصادها من جديد.
ومن الظاهر أن هذه الهدنة تأتي في مصلحة الصين و اقتصادها، وذلك حسبما ظهر في مؤشر "داو جونز" الأمريكي والذي شهد خسائر فادحة خلال جلسة أمس الثلاثاء.