أتلانتا (الولايات المتحدة) (رويترز) - تحرك جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي يوم الجمعة لتهدئة مخاوف أسواق المال، قائلا إن الزخم في الاقتصادي الأمريكي قوي وإن البنك المركزي الأمريكي سيستجيب للمخاطر التي يلقي المستثمرون الضوء عليها وإنه سيتحلى بالصبر فيما يخص سياسته النقدية في 2019.
ومتحدثا بعد أشهر من تقلبات في أسواق المال العالمية، وبعد ساعات فقط من التقرير الشهري للوظائف الذي أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي ما زال قويا، دفعت تعليقات باول المهدئة مؤشرات الأسهم للارتفاع.
وأبلغ باول الجمعية الاقتصادية الأمريكية "بالأخص مع القراءات الضعيفة التي يسجلها التضخم والتي رأيناها، سنتحلى بالصبر ونحن نراقب لنرى كيف يتطور الاقتصاد"، مضيفا أن المركزي الأمريكي لا يمضي في مسار محدد مسبقا لتشديد السياسة النقدية ويشير إلى أنه قد يعلق الزيادات في أسعار الفائدة مثلما فعل في 2016.
وقال باول، الذي كان يتحدث في جلسة في أتلانتا إلى جانب الرئيسين السابقين لمجلس الاحتياطي الاتحادي جانيت يلين وبن برنانكي "نحن مستعدون دوما لتحويل موقف السياسة ولتعديلها بشكل كبير".
وأضاف قائلا "الأسواق تضع في الحسبان مخاطر نزولية... ومن الواضح أنها سبقت البيانات، وخصوصا إذا نظرت إلى بيانات سوق العمل هذا الصباح".
وقال رئيس المركزي الأمريكي "سأقول فقط أننا ننصت بعناية إلى ذلك... ننصت بحساسية إلى الرسالة التي تبعث بها الأسواق وسنأخذ تلك المخاطر النزولية بعين الاعتبار ونحن نضع السياسة مستقبلا".
وفي وقت سابق يوم الجمعة، ذكرت وزارة العمل الأمريكية أن الوظائف في القطاعات غير الزراعية قفزت 312 ألف وظيفة، وهو ما يزيد كثيرا عن توقعات السوق، فيما زادت الأجور ومشاركة قوة العمل. ويشير كل هذا إلى استدامة قوة الاقتصاد.
ووصف باول تقرير الوظائف لشهر ديسمبر كانون الأول بأنه "قوي جدا" وقال إن البيانات الأمريكية تبدو "في مسار الحفاظ على زخم جيد في العام الجديد".
ورفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة أربع مرات في العام الماضي، بما في ذلك في ديسمبر كانون الأول حين أشارت توقعات صانعي السياسات إلى زيادتين أخريين هذا العام. لكن الأسواق انخفضت بصفة عامة منذ أكتوبر تشرين الأول بفعل مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي والحرب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بأنها خطأ وقال إنه ليس راضيا عن باول. وردا على سؤال يوم الجمعة ما إذا كان سيستقيل إذا طلب ترامب منه ذلك، أجاب باول بالنفي، مضيفا أنه لا اجتماعات مقررة بينه وبين الرئيس.
(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)