Investing.com - قال السيد "نيكولاس شاكسون" في كتابه الذي يسمى "اللعنة المالية" أن الدمار الذي يتبع الأزمات المالية العالمية يتطلب تدخلاً سريعاً من قبل الجهات التنظيمية والمؤسسات المالية، وذلك في مجال كلاً من البنوك والأعمال والمحاسبة.
وأشار "شاكسون" إلى أن الأزمات المالية تخلق عدد كبير من ضحايا التمويل العالمي في مختلف دول العالم، ويحتاج هذا الأمر إلى فتح حساب توفير أو قرض صغير أو رهن عقاري، وذلك من أجل استغلال هذه الأموال دون معرفة أصحابها بذلك.
وأوضح "شاكسون" أن التمويل الحديث ما هو إلا استمرار للعنة القديمة، ويجب على الأشخاص التخلص منه وعدم الإنحياز نحوه بكافة أشكاله، حيث أن هذه المشكلة تضم الكثير من رجال السلطة ورجال المؤسسات المالية وكبار مستثمري السوق.
وظهرت عدة أمور سلبية بعد انتشار التمويلات والتحويلات النقدية، منهاالملاذات الضريبية الخارجية، وأساليب غسيل الأموال، وجرائم الموظفيين الإداريين، الأمر الذي يتسبب في النهاية إلى استفادة عدد قليل فقط من هذه التجربة السلبية.
ويسعى الكثير من الأشخاص لتلك التمويلات سواء كانوا رجال سلطة أو حتى فقراء، وذلك بسبب كثرة الربحية التي تقدمها التمويلات مع القليل من العمل والجهد، فبالتالي تكون سهلة ومربحة للبعض.
وأكد أن الكثير من مراكز الأبحاث الاقتصادية الكبيرة على مستوى العالم تقوم بالإنحياز ومساندة النظريات الحالية المتعلقة بالتمويلات المالية والمؤسسات التمويلية، إلا أن هذه المراكز تتلقى الكثير من التمويلات المالية لأبحاثها من خلال المؤسسات التمويلية، الأمر الذي يجعل معارضة تلك المؤسسات للأبحاث بعيدة أو ربما تكون معدومة.
وفي نفس السياق تبدأ مراكز الأبحاث بالترويج إلى بعض المصطلحات مثل حرية المنافسة والتنظيم الدقيق للسوق، وذلك بإعتبارها كأدوات لتحقيق المصلحة الاجتماعية، وأيضاً الخدمات المالية والمصرفية.
وأظهر "شاكسون" أن هناك الكثير من الشركات العالمية التي حرصت على اتباع أساليب الاستحواذ على الأموال، مثل شركات فيسبوك وجوجل وأمازون وآبل، وذلك على الرغم من أن العالم بأكمله يقول أن تلك الشركات هي الأفضل أداءاً على مستوى العالم.
مضيفاً أنه يجب على "العقلاء" أن يقوموا بمراجعة دور المؤسسات المالية، حتى لا يتم حدوث وعكات مالية يكون أثرها أكبر من الأزمة المالية العالمية.