- Investing.com مع اقتراب عام 2020، أصبح العالم على أعتاب نشر شبكات الجيل الخامس فائقة السرعة، التي من المتوقع أن تحدث ثورة في كل شيء من إنترنت الأشياء إلى السيارات ذاتية القيادة وتقنيات الواقع الافتراضي، مع تحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة تقدر بمليارات الدولارات للدول التي بمقدورها مواكبة هذا التطور التكنولوجي.
ويقود هذا التحول شركة "هواوي" الصينية و"نوكيا" الفنلندية و"إريكسون" السويدية، أما الولايات المتحدة الأمريكية فهي خارج هذا السباق، فليس لديها بطل وطني في هذه الصناعة، وربما هذا ما دفعها لمحاربة "هواوي".
خلال الفترة الأخيرة، نشبت خلافات قوية بين الولايات المتحدة والصين حول التجارة والتكنولوجيا، أدت في النهاية إلى منع استخدام تقنيات "هواوي" للجيل الخامس في شبكات الاتصال الأمريكية، على أمل أن تحصل واشنطن على المعدات بواسطة شركات من دول صديقة.
من المحتمل أن المستهلكين الذين اشتركوا في شبكة "فريزون" اضطروا إلى تبديل هواتفهم حال أرادوا الانتقال إلى مزود خدمة آخر، لأن الجهاز الذي تم ضبطه للتوافق مع "سي دي إم إيه" قد لا يعمل على شبكة تدعم "جي إس إم".
وجود العديد من معايير الجوالات في سوق واحد من أجل تخفيف اللوائح التنظيمية، كان بموجب قانون الاتصالات عام 1996، والذي فتحت من خلاله الولايات المتحدة السوق، وأزالت احتكار شركة "إيه تي آند تي" لخدمات الاتصال، ومكنت الشركات الأصغر من التوسع والانتشار.
بعد ذلك، قامت شركة "إيه تي آند تي" بفصل أعمال المعدات إلى ما صار يعرف باسم "لوسنت تكنولوجيز" والتي جمعت خلال الطرح الأولي لها 3 مليارات دولار، وكان هذا أكبر طرح في تاريخ الولايات المتحدة حينها.
ارتفعت إيرادات "لوسنت" بشكل سريع عن طريق توريد الشركات الجديدة بمعدات الشبكات، وقامت في البداية بعرض مجموعة من المنتجات المتوافقة مع المعايير المختلفة للجوالات، إلا أن تعدد هذه المعايير جعل وفورات الحجم أمرًا صعبًا للشركة، مما اضطرها للرهان على معيارين فقط لم يحققا انتشارًا في آسيا وأوروبا.
بمرور الوقت تباطأ النمو، وتأثرت الميزانية العمومية، وفي إحدى الحالات اضطرت الشركة إلى شطب 700 مليون دولار من الديون المعدومة، وذلك بعد تقديمها ملياري دولار لتمويل "وين ستار وايرليس" التي أفلست في عام 2001.
تأثرت "لوسنت" أيضًا بسلسلة من عمليات الدمج والاستحواذ الفاشلة، وفي النهاية اضطرت للاندماج مع نظيرتها الفرنسية "ألكاتل" في عام 2006، وبعد 10 سنوات، استحوذت شركة "نوكيا على "ألكاتل لوسنت" ودمجتها مع أعمالها للشبكات.
أما شركة "موتورولا" التي كانت في يوم من الأيام مثل "لوسنت"، أحد أكبر صانعي معدات الشبكات في الولايات المتحدة، فتم الاستحواذ على أصولها للبنية التحتية للشبكات اللاسلكية من قبل شركة "نوكيا".