بورجوس (إسبانيا)، 19 سبتمبر/أيلول (إفي): قالت المديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية لشئون أمريكا اللاتينية والكاريبي إليزابيث تينوكو اليوم إن الأرقام "غير المقبولة" لمعدل البطالة بين الشباب الذي سجل في عدة دول أوروبية وفي أمريكا اللاتينية، تتطلب "إرادة سياسية جماعية" لإيجاد حلول لهذه الآفة.
وقالت تينوكو في مقابلة مع وكالة (إفي) على هامش المؤتمر الـ17 لوزراء شباب دول إيبروأمريكا المنعقد حتى اليوم في مدينة بورجوس شمالي إسبانيا: "أعتقد أنه من الممكن (توفير) عمل لائق للشباب والمضي في خلق سياسات توفر وظائف لائقة، وأعتقد أنه من الممكن وجود إرادة سياسية جماعية تسمح لنا بالتقدم في هذا الاتجاه".
وتمثل أمريكا اللاتينية 13.7% من معدل بطالة الشباب، في معدل يرتفع إلى 17% في حال قصره على الشابات، وهي معدلات منخفضة مقارنة بالمستويات الاوروبية (54% في حالة إسبانيا و35% في البرتغال)، لكنها على أي حال "غير مقبولة" على حد قول مسئولة المنظمة الدولية.
وذكرت تينوكو "هناك خطر أن تتزايد لأن توفير الوظائف مرتبط بالنمو الاقتصادي، ويبدو أن هذه ستكون عملية بطيئة. إنه أمر مقلق للغاية لأنه يخلق إطارا من يأس ومستقبل قاتم ليس فقط فيما يتعلق بتماسك المجتمع، وإنما كذلك فيما يتعلق بالحوكمة الديمقراطية".
وشددت تينوكو، التي شاركت في حدث مواز لهذا المؤتمر يتعلق بالعمل ودور الشباب، تعاونت في تنظيمه منظمة الشباب في إيبروامريكا، على أنه يتوجب على الحكومات الإنصات إلى الشباب لأنهم "يطلبون حلولا".
وأشارت المسئولة الإقليمية إلى أوروجواي وكولومبيا وكوستاريكا والأرجنتين كأمثلة على دول لديها قوانين حول "تثبيت الموظفين"، وهو ما اعتبرته "أمرا جوهريا" لأن التوظيف غير الرسمي "بدون ضمان اجتماعي وبرواتب منخفضة أو ظروف قاسية" بلغت نسبته في أمريكا اللاتينية 47.7%.
وقالت "لا يكفي توفير وظائف. يجب توفيرها بضمانات وجودة. منظمة العمل الدولية لا تكل في جذب الانتباه حول خطورة هذا الوضع".
وفي الجانب السلبي، أشارت إلى هندوراس التي يؤثر وضعها "الإشكالي" على "المجتمع بأسره"، لأن البطالة مرتبطة بشكل مباشر "بخلق هذه الجماعات من العنف الشبابي" والهجرة إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة والمكسيك.
ولمواجهة كافة هذه المشكلات، تشجع الوكالة التي تأسست في عام 1919 عند انتهاء الحرب العالمية الأولى، على تبني "سياسات تكامل تشمل توظيف الشباب كأحد المحاور الرئيسية للسياسات الاقتصادية"، وتطالب "بالاستثمار في التعليم والابتكار".
وطالبت المديرة، خريجة علم الاجتماع بالجامعة المركزية بفنزويلا والحائزة على درجة الماجيستير في العلوم السياسية بجامعة سيمون بوليفار في كاراكاس، بسياسات تحسن من درجة التوافق بين الحياة العائلية والعملية.
وانضمت الفنزويلية إلى منظمة العمل الدولية عام 1991 كمنسقة لشئون أمريكا اللاتينية والكاريبي بجنيف، وتولت منصب المديرة الإقليمية لهذه المنطقة بدءا من الأول من فبراير/شباط من عام 2011. (إفي)