🤑 الآن بأفضل سعر على الإطلاق. احصل على عرض الجمعة البيضاء هذا بخصم 60% قبل أن ينتهي....احصل على الخصم

نواه سميث يكتب: لا فائز في الحرب التجارية حتى الآن

تم النشر 04/08/2019, 11:18
محدث 04/08/2019, 15:21
© Reuters.  نواه سميث يكتب: لا فائز في الحرب التجارية حتى الآن

لعقود عديدة، اتفق القادة الأمريكيون المنتخبون على عقيدة التجارة الحرة، ولكن في 2016، فاز فى الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، وهو رجل رسم بوضوح سياسة تجارية لا رابح فيها.

ومنذ توليه مهام منصبه، أطلق حرباً تجارية متعددة الأطراف، وهاجم أوروبا والمكسيك وكندا واليابان وركز بشكل خاص على الصين.

ورغم تراجع ترامب عن غزواته بعد تغيرات طفيفة للترتيبات التجارية القائمة، فقد صعَّد هجماته على الصين، وهدد مؤخراً بفرض المزيد من التعريفات على هذه الدولة.

إذاً ما هو تأثير تحول الولايات المتحدة نحو الحمائية؟ حتى الآن، تشير الدلائل إلى أن المكاسب الاقتصادية ما زالت بعيدة المنال، وإذا حققت الحرب التجارية شيئاً سيكون ذلك فى المجالات الجيوسياسية والأيديولوجية الأكثر غموضاً.

وجلبت تعريفات ترامب على الصين إيرادات ضئيلة للغاية – أقل من 20 مليار دولار منذ بداية 2018 – بينما تسبب الرد الصيني في إلحاق الضرر بالمزارعين الأمريكيين بشدة، ما دفع ترامب والكونجرس إلى تقديم حزم إنقاذ لهم، ووصلت هذه المدفوعات حتى الآن إلى أكثر من 25 مليار دولار، ووفقاً للحسابات المالية، فقد تسببت الحرب التجارية مع الصين في خسارة صافية لأمريكا.

وفي الوقت نفسه، لم تنجح هذه الحزم في إزالة الألم الناتج عن الردود الانتقامية الصينية، وارتفعت حالات إفلاس المزارعين الأمريكيين.

وارتفع الإنتاج الصناعي الأمريكي كذلك بوتيرة أبطأ من مستوياته في فترات التوسع السابقة، بل تراجع خلال الربع الأول من 2019.

والشىء الوحيد الذي فعلته الولايات المتحدة هو أنها رفعت الأسعار على المستهلكين الأمريكيين، وتوصل العديد من الدراسات إلى أن معظم الإيرادات من التعريفات أتت في الأساس من جيوب الأمريكيين.

وبالتالى، من الجبهة الاقتصادية، كانت حرب ترامب التجارية خسارة على جميع الجبهات، ولكن كما أشار زميلي كاتب المقالات فى «بلومبرج»، تايلر كوين، تتعلق الحرب التجارية فقط بالهيمنة الجيوسياسية والأمن الوطني.

ورغم أن المستهلكين الأمريكيين تحملوا التكلفة النقدية للتعريفات، فقد أضروا بالصين بشكل أكبر، فالنمو الصيني الذي تباطأ بالفعل منذ أوائل 2010، أظهر علامات على مزيد من التباطؤ، وهبط الاستثمار الصناعي بحدة في بكين منذ بداية الحرب التجارية منتصف 2018.

وبالموازاة مع تعريفات ترامب، فقد شنت أمريكا نوعاً مختلفاً من الحرب التجارية ضد الصين يستهدف تقليص هيمنة بكين في الصناعات التكنولوجية الفائقة، وتضمنت الأسلحة فى الحرب التجارية الثانية قيود على تصدير المنتجات التكنولوجية الأمريكية إلى الشركات الصينية، والحدود على الاستثمارات الصينية في قطاع التكنولوجيا الأمريكى، وأظهر التأثير السريع والمدمر للقيود على الصادرات بشركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية فاعلية هذه الأسلحة.

وبالتالي، رغم أن الحمائية الأمريكية أضرت بالولايات المتحدة، فقد تكون أيضاً أضرت بمنافسها الرئيسي أكثر، وسواء كان ذلك يستحق التكلفة أم لا، فالإجابة تعتمد على وجهة نظر المرء في الجغرافيا السياسية وأهمية استمرار الهيمنة الأمريكية.

وعلى المدى الطويل، سوف يكون أهم تأثير للحرب التجارية أيديولوجياً، فقد انهار السد النفسي، وتحول الإجماع المريح بين النخبة على فعل ما هو في صالح التجارة الحرة في الاتجاه المضاد، وفي اليسار السياسي، تروج المرشحة الرئاسية، إليزابيث وارن، لدولار أضعف وتمديد المساعدات الحكومية للمصدرين الأمريكيين، بالإضافة إلى موقفها الأكثر حذراً تجاه الاتفاقات التجارية المستقبلية، وعلى اليمين، يحذر المفكرون من تدخل الحكومة نيابة عن الصناعات الرئيسية.

ولا يمكن تقييم هذه الأفكار الجديدة بسهولة حتى الآن، وهناك خطط مختلفة متنافسة للحمائية والسياسة الصناعية الحكومية، وسوف يحكم على كل واحدة منها وفق جدارتها، والعديد منها جديد ولم يجرب، ولكن هناك شيئاً واحداً أكيداً وهو أن هيمنة فكرة التجارة الحرة في الولايات المتحدة انتهت.

بقلم: نواه سميث ؛ كاتب مقالات رأي لدى بلومبرج ؛ وأستاذ التمويل المساعد في جامعة ستوني بروك سابقا.

إعداد: رحمة عبدالعزيز

المصدر: وكالة أنباء بلومبرج

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.