بقلم جيفري سميث
Investing.com – الدولار ينخفض من جديد، ويرفع أسعار كل شيء من البتكوين إلى عقود النحاس الآجلة. محادثات التحفيز الأمريكية تقترب من النجاح، والاتحاد الأوروبي وبريطانيا أيضاً يتقدمان نحو اتفاقية تجارية. الولايات المتحدة تصعد من حربها ضد احتكار شركات التكنولوجيا الكبرى، ومطالبات البطالة تتصدر يوماً مليئاً بالبيانات، بعد خيبة الأمل التي تركتها لنا مبيعات التجزئة يوم أمس الأربعاء. إليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الخميس 17 ديسمبر:
1. الدولار عد أدنى مستوياته منذ مايو 2018
انخفض مؤشر الدولار إلى ما دون مستوى الـ 90 نقطة للمرة الأولى في أكثر من عامين ونصف، مع تسجيله لأدنى مستوياته منذ مايو 2018، حيث تعززت الرغبة في المخاطرة وسط الثقة المتزايدة في اقترب حزمة التحفيز الأمريكية من رؤية النور، والتوصل إلى اتفاقية تجارية بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، مما أضر بأصول الملاذ الآمن، ومن ضمنها الدولار، وقدم الدعم لأسعار الأصول الخطرة، والأصول البديلة مثل العملات المشفرة.
ومرة أخرى، كان المستفيد الأكبر من هذه الخطوة هو عملة بيتكوين، التي اخترقت حاجز الـ 23 ألف دولار لأول مرة في تاريخها الذي يبلغ 14 عاماً، بعد أن كانت قد اخترق حاجز 20 ألف دولار لأول مرة قبل ساعات فقط من ذلك. واستفادت السلع أيضاً، حيث قفزت عقود النحاس الآجلة إلى مستوى 3.60 دولار للرطل للمرة الأولى منذ ما يقرب من ثماني سنوات، أما العقود الآجلة لخام الحديد، فلقد تداولت على مقربة من أعلى مستوى لها في ثماني سنوات، والتي كانت قد سجلته في وقت سابق من الأسبوع. أما العقود الآجلة للقطن، فلقد سجلت أعلى مستوياتها منذ أبريل 2019.
وفي أسواق العملات، وصل اليورو والجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياتهما مقابل الدولار منذ النصف الأول من عام 2018، بفضل التفاؤل بالتطورات التي تشير إلى أن التوصل إلى الاتفاقية التجارية المنشودة قد أصبح محتملاً، إلا أنه يجب توخي الحذر بشأن ما إذا كان بالإمكان التوصل إليها قبل الموعد النهائي، في نهاية العام الحالي، أي بعد أسبوعين بالضبط من اليوم، عندما ينتهي العمل بالاتفاقية الانتقالية بين الطرفين.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قد قالت في كلمة لها أمام البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء: "لا أستطيع أن أخبركم ما إذا كان سيكون هنالك اتفاقية أم لا، لكن يمكنني أن أخبركم أنه قد أصبح لدينا طريق للتوصل إلى اتفاق الآن. قد يكون الطريق ضيقاً للغاية، لكنه موجود". ورغم ذلك، حذرت فون دير لاين من أن النجاح ليس مضموناً، مع استمرار الخلافات حول حقوق الصيد التي ما زالت تسبب المشاكل.
2. دعوى جديدة تُصّعد مكافحة الاحتكار ضد الـ (بيغ تيك)
تصاعدت الحرب على تعاظم جبروت شركات التكنولوجيا العملاقة، أو ما يسمى الـ (بيغ تيك)، بعد أن أعلنت 10 ولايات أمريكية عن دعوى قضائية جديدة ضد جوجل، متهمة إياها بإدارة احتكار إعلان رقمي غير قانوني بالتعاون مع فيسبوك (NASDAQ:FB).
وزعمت الدعوى أن الشركتين قد عملتا معاً للتلاعب بمزادات إعلانية في مؤامرة بينهما كانت مسماة على اسم شخصيات من فيلم حرب النجوم.
وقال (كين باكستون) مدعي عام ولاية تكساس: "جوجل (NASDAQ:GOOG) هي شركة احتكارية بقيمة تريليون دولار، تسيء استغلال سلطتها الاحتكارية بوقاحة، وتذهب إلى حد حث كبار المسؤولين التنفيذيين في فيسبوك على الموافقة على مخطط تعاقدي يقوض العملية التنافسية في قلبها".
وكان باكستون قد جذب اهتمام الرأي العام مؤخراً لقيادته دعوى تقدمت بها 17 ولاية أمريكية لإبطال 20 مليون صوت في الانتخابات الرئاسية بسبب مخالفات في العملية الانتخابية.
3. أسواق الأسهم الأمريكية تتجهز للافتتاح على ارتفاع تفاؤلاً بمحادثات التحفيز
تتجهز الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم الخميس على الجانب الأعلى، مع استمرار تقدم المفاوضين في واشنطن وأوروبا نحو اتفاق بشأن حزمة التحفيز المالي والاتفاقية التجارية على التوالي.
وعند الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:30 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ 142 نقطة أو ما يعادل 0.5٪. كما تقدمت العقود الآجلة لمؤشر (إس إن بي 500) بنسبة 0.6٪، والعقود الآجلة لمؤشر نازداك، بنسبة 0.6٪.
وتتصدر موديرنا قائمة الأسهم التي من المحتمل أن تكون في دائرة الضوء عندما يتم افتتاح الجلسة، بعد أن أصبح لقاح فايروس كورونا الذي تنتجه الشركة قريباً من الحصول على تصريح الاستخدام الطارئ من قبل اللجنة المختصة بذلك في إدارة الغذاء والدواء FDA. وفي ذات النطاق، قد يستفيد سهم نوفافاكس أيضاً، بعد أن ذكرت تقارير إخبارية أن الشركة قد توصلت إلى اتفاق مبدئي مع الاتحاد الأوروبي لشراء جرعات من لقاح الشركة، الذي لا يزال قيد التجربة.
وسيهتم المستثمرون كذلك بسهم روكو، بعد ان توصلت الشركة، مع وحدة (إتش بي أو ماكس) التابعة لعملاق الاتصالات (SE:7010) (إي تي إن تي)، إلى حل للنزاع الذي طال بينهما.
4. الأجندة الاقتصادية: مطالبات البطالة وبيانات المنازل
على جبهة البيانات، ستبحث الأسواق عن المزيد من المؤشرات على مدى صحة الاقتصاد الأمريكي، عندما يتم الإعلان عن أرقام جديدة لمطالبات البطالة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:30 بعد الظهر بتوقيت غرينتش).
ويتوقع المحللون ان تتراجع مطالبات البطالة الأولية من 853 ألف إلى 800 ألف مطالبة. أما المطالبات المستمرة، والتي تصدر بحسب بيانات الأسبوع الذي يسبق أسبوع المطالبات الأولية، فيُتوقع أن تتراجع بنحو 159 ألفاً إلى 5.598 مليون مطالبة.
وفي ذات التوقيت، سيصدر تقريري تصاريح بناء المنازل، وبدء بناء المنازل الجديدة. ويتوقع المحللون ارتفاع التصاريح بشكل طفيف للغاية من 1.544 مليون تصريح الشهر الماضي إلى 1.550 مليون تصريح في تقرير اليوم. أما بدء بناء المنازل الجديدة، فيتوقع أن يبقى ثابتاً عند 1.530 مليون وحدة سكنية.
وتضم القائمة أيضاً مسح الاعمال الإقليمي الذي يصدره بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، والتقرير المشابه الذي يصدره بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانزاس سيتي.
5. النفط يبقى محتفظاً بالمكاسب بدعم من بيانات المخزون الرسمية
تقدم النفط في تداولات اليوم الخميس، بعد انخفاض بأكثر من المتوقع في إمدادات النفط الخام الأمريكية، ومع تصاعد الآمال بأن يقر الكونغرس الأمريكي حزمة التحفيز التي طال انتظارها، قبل أن ينتهي هذا الأسبوع، مما سيدعم تعافي الاقتصاد الكبر في العالم، وبالتالي يعزز من الطلب على الوقود.
فعند كتابة هذا التقرير، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، أهم عقود النفط الأمريكي، بنسبة 0.3٪ لتتداول عند 47.99 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لخام برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تقدمت بنسبة 0.2٪ لتتداول عند 51.18 دولار للبرميل، وتستمر في الامتداد فوق حاجز الـ 50 دولار. وكان كل من برنت وغرب تكساس قد سجلا مستويات لم تشهدها الأسواق منذ أوائل شهر مارس في وقت سابق من الجلسة.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA قد أصدرت تقريرها الأسبوعي الرسمي المعتاد لمخزونات النفط في البلاد يوم أمس الأربعاء. وأظهر التقرير أن مخزونات النفط الخام قد تراجعت بواقع 3.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو رقم أكبر من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 1.937 مليون برميل. وكانت المخزونات قد قفزت بشكل لا يصدق وبواقع 15.189 مليون برميل في الأسبوع الذي سبقه.
كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير التي من ضمنها الديزل وزيت التدفئة، قد ارتفعت بمقدار 167 ألف برميل، وهو ما جاء أقل بكثير من التوقعات التي كانت تترقب ارتفاعاً قدره 886 ألف برميل. كما ارتفعت مخزونات البنزين بـ 1 مليون برميل، مقارنة مع توقعات بارتفاع أكثر حدة قدره 1.6 مليون برميل. وذكر التقرير كذلك أن سحب مصافي التكرير قد تراجع بمقدار 253 ألف برميل. أما نسبة استغلال الطاقة الإنتاجية للمصافي، فلقد انخفضت بنسبة 0.8٪.