بقلم جيفري سميث
Investing.com – يبدو أن الحزب الديمقراطي قد استعاد السيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث فاز بكلا المقعدين في انتخابات جورجيا التي استقطبت اهتمام العالم، والعقود الآجلة لأسهم التكنولوجيا تسقط بقوة بسبب هذه النتائج وسط مخاوف من رفع الضرائب أو التشريعات التي تقيد أعمال الشركات التجارية في ظل حكومة ديمقراطية بالكامل (ألبيت الأبيض، مجلس النواب، مجلس الشيوخ). وفي رد فعلها على النتائج أيضاً قفزت عوائد سندات الخزينة المعيارية (الـ 10 سنوات) فوق حاجز الـ 1٪ تحسباً لارتفاع الاقتراض الحكومي. الأسواق تترقب بيانات (أي دي بي)، والنفط يتداول عند أعلى مستوياته في 10 أشهر بعد أن عادت المملكة العربية السعودية إلى تخفيض الإنتاج، وإن كان ذلك لبضعة أشهر فقط. اليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الأربعاء 6 يناير:
1. الديمقراطيون يستولون على كلا المقعدين في جورجيا!
أستعاد الحزب الديمقراطي السيطرة على مجلس الشيوخ، بعد 6 سنوات من الأغلبية الجمهورية. فلقد ذكرت شبكات التلفزيون الأمريكية وخدمات التنبؤ بالانتخابات إن رافائيل وارنوك قد حقق الفوز على كيلي لوفلر، رئيسة الحزب الجمهوري، بينما كان جون أوسوف في طريقه للإطاحة بديفيد بيرديو، مع الاقتراب من انتهاء فرز الأصوات في الانتخابات التي جرت يوم أمس الثلاثاء.
ووصل هامش انتصار وارنوك إلى نحو 50 ألفاً، بينما تقدم أوسوف بنحو 13 ألفاً، بعد فرز أكثر من 99٪ من الأصوات.
وإذا تم تأكيد هذه النتائج، فإنها ستقسم مجلس الشيوخ بين الجمهوريين والديمقراطيين بالتساوي، وبـ 50 مقعد لكل حزب. وبحسب قانون المجلس، فإنه في حال تعادل الأصوات في أي تصويت فيه، فإن نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس (NYSE:LHX) ستمتلك حق فض التعادل بالإدلاء بصوتها، الذي سيكون حاسماً في تلك الحالة. وقد يشير ذلك إلى أن الرئيس القادم جو بايدن سيجد أنه من السهل تأكيد قرارات إدارته الرئاسية، والموافقة على خطط سياسته المالية.
2. الأسهم العالمية ترد بطريقة مختلطة على فوز الديمقراطيين
تفاعلت الأسهم العالمية بطريقة متباينة مع الأخبار الواردة من جورجيا، حيث ارتفعت الأسهم الأوروبية والصينية تحسباً لسياسة تجارية أقل تصادمية وسياسة مالية أكثر توسعا من الإدارة الأمريكية المقبلة.
ولكن في الولايات المتحدة، أختلف الوضع. فلقد تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، وسط مخاوف من أن يتسبب فوز الحزب الديمقراطي في دفع المستثمرين إلى جني الأرباح في أسواق الأسهم قبل الرفع المتوقع لضريبة أرباح رأس المال والذي يخطط له بايدن. فبينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بنسبة 0.2٪.، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر إس إن بي 500 بنسبة 0.4٪.، وسقطت العقود الآجلة لمؤشر نازداك بنسبة كبيرة بلغت 2.2٪. وتعكس هده الحركات تركيز الأسهم المالية والدورية التي من المتوقع أن تستفيد من الإنفاق التحفيزي الأكبر.
ووصل عائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الخزينة الأمريكية إلى 1٪ لأول مرة منذ مارس الماضي (منذ انتشار وباء كورونا في البلاد). في ظل هذه التطورات، حيث تحرك السوق إلى تسعير سياسة مالية أكثر توسعية في ظل حكومة أمريكية ستكون تحت سيطرة كاملة للديمقراطيين، في حال تم تأكيد نتائج انتخابات جورجيا التي تعطي للآن الحزب الأزرق كلا المقعدين.
3. الأجندة الاقتصادية
وعلى الأجندة الاقتصادية، هنالك عدد من الإصدارات الاقتصادية المهمة المقرر صدورها اليوم الأربعاء، من ضمنها محضر اجتماع 2020 الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي، والمقرر عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:00 مساءاً بتوقيت جرينيتش). وسيدقق المستثمرون في المحضر بحثاً عن المزيد من التفاصيل حول كيفية سير المناقشات التي تطرقت لجعل توجيهات السياسة النقدية المستقبلية أكثر وضوحاً، وإن كان هنالك احتمالات للمزيد من شراء الأصول في عام 2021.
وبالإضافة إلى ذلك، هنالك تقرير شركة أيه دي بي لمعالجة الرواتب في القطاع الخاص، والذي سيصدر عند الساعة 8:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:15 بعد الظهر بتوقيت جرينيتش)، ويُعتبر مقدمة لتقرير الوظائف الشهري، الذي ستصدره وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة، والذي يتضمن أيضاً معدل البطالة.
ومن المتوقع أن تُظهر بيانات (أيه دي بي) أن القطاع الخاص قد أضاف 88 ألف وظيفة فقط خلال فترة الشهر التي يتم إعداد البيانات لها، وتنتهي في منتصف ديسمبر الماضي. وإذا صح ذلك، سيكون هذا هو أدنى مستوى للمؤشر منذ كارثة أبريل من العام الماضي، عندما سقط التوظيف. وتستمر أرقام الوظائف الأمريكية في المعاناة بسبب الانتشار السريع لفايروس كورونا، والذي دفع معظم الولايات والمدن إلى فرض القيود الخانقة للنشاط الاقتصادي.
وتضم أجندة اليوم الأربعاء أيضاً كل من مؤشر مدراء المشتريات العام لشهر ديسمبر، وتقرير طلبيات المصانع لشهر نوفمبر.
4. المزيد من التحديات الصينية وسط اعتقالات بالجملة ومنع تطبيقات الدفع
تستمر تحديات إدارة العلاقات مع الصين في الازدياد. فلقد أصدر الرئيس دونالد ترامب، الذي سيتم تحديد نتيجة خسارته للانتخابات بشكل نهائي في وقت لاحق اليوم، عندما يصادق الكونغرس على نتائج انتخابات نوفمبر، أمراً تنفيذياً يحظر على الكيانات الأمريكية استخدام عدد من تطبيقات الدفع الصينية، بما في ذلك خدمات (وي تشات) و(كيو كيو) و (علي باي) و(تنسنت هولدنغز) لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وبشكل منفصل، تم تعطيل وصول فريق من منظمة الصحة العالمية، كان من المفترض أن يسافر إلى الصين للتحقيق في أصل الوباء، بسبب قضايا التأشيرات، مما زاد الشكوك بأن بكين تقاوم المحاولات الدولية لإثبات حقيقة الأسباب الكامنة وراء مرحلة النمو المبكر للفايروس في الصين.
وكأن ذلك لا يكفي، اعتقل المسؤولون الصينيون أكثر من 50 سياسياً مؤيداً للديمقراطية في هونغ كونغ، بما في ذلك المحامي جون كلانسي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وذلك بموجب قانون الأمن القومي الشامل الذي أدى سنه العام الماضي إلى إنهاء الولايات المتحدة اعترافها بالحكم الذاتي لهونغ كونغ.
5. بادرة حسن نية سعودية ترسل النفط إلى أعلى أسعاره في 10 أشهر
تحرك النفط الأمريكي في نطاق فوق حاجز الـ 50 دولار للبرميل للمرة الأولى في 10 أشهر، بعد أن قالت المملكة العربية السعودية إنها ستخفض إنتاجها طواعيةً، وذلك بواقع مليون برميل يومياً خلال الشهرين المقبلين، بعد أن توسطت في وقت سابق في صفقة ستسمح لحلفائها في مجموعة أوبك+ بالحفاظ على استقرار مستويات إنتاجهم، أو، في حالة روسيا وكازاخستان، برفعه بشكل طفيف.
ولا يزال الدافع وراء "بادرة حسن النية" من جانب المملكة العربية السعودية غير واضح، وربما يكون القلق الواضح بشأن انخفاض الطلب على المدى القصير، بسبب توسع عمليات الإغلاق في أوروبا وأماكن أخرى.
وعند كتابة هذا المقال، تقدمت عقود غرب تكساس الوسيط الآجلة، بنسبة 0.6٪ لتتداول عند 50.22 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد ارتفعت بنسبة 1.0٪ لتتداول عند 54.12 دولار للبرميل.
ويترقب المتداولون الآن التقرير الرسمي لـ إدارة معلومات الطاقة، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش).