تخطط شركة موانئ دبى العالمية للتوسع فى تقديم الخدمات اللوجستية داخل وخارج ميناء العين السخنة خلال العام المقبل عبر ذراعها المحلى شركة «دى بى ورلد مصر» للخدمات اللوجستية، والتى تم تأسيسها للتركيز خلال الفترة المقبلة على الخدمات الإضافية للميناء، والخدمات خارج بوابة الميناء، حيث تسعى موانئ دبى لتصبح مزودا لتدفقات التجارة داخل مصر.
وخلال مقابلة خاصة لـ «البورصة»، قال جيرارد فان دن هوفيل الرئيس التنفيذى لشركة موانئ دبى العالمية – المدير العام بمصر، إن الشركة بدأت التشغيل الفعلى للحوض الثانى مطلع نوفمبر 2021، مشيراً إلى أن مشروع الحوض الثانى بميناء السخنة هو أحد أكبر المشروعات التوسعية بالميناء، والتى بدأ العمل بها خلال عام 2018.
أوضح أن موانئ دبى حصلت على رخصة التشغيل من الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة النقل والمالية، مشيرا إلى أن المشروع يضاعف الطاقة الاستيعابية لميناء السخنة لتصل إلى 1.7 مليون حاوية سنويا، حيث أضيف 1300 متر من الأرصفة.
ولفت إلى أن شركة تستهدف خلال 2022 إضافة عدد من المعدات داخل الرصيف الجديد.
يذكر أن استثمارات إنشاء الحوض الثانى بميناء السخنة تقدر بحوالى 520 مليون دولار.
وقال الرئيس التنفذى لموانئ دبى العالمية، إن الشركة وضعت مخطط جديد للتوسعات خلال الع
م المقبل ستركز فيه أكثر على العمل بمجال الخدمات اللوجستية، مشيرا إلى الاعتماد على ذراع موانئ دبى الجديد بمصر شركة «دى بى ورلد مصر» للخدمات اللوجستية، والتى ستركز خلال الفترة المقبلة على الخدمات المضافة للميناء، والخدمات خارج بوابة الميناء.
أوضح أنه من خلال «دى بى ورلد مصر» تستهدف موانئ دبى أن تكون مزودة تجاريا لتدفق التجارة داخل مصر، لذلك قامت بتنفيذ مشروع المنفذ الشامل من خلال تنفيذ عمليات تيسير التنقل من السفينة إلى المتجر أو «المخزن» ومن المصنع إلى السفينة.
وحول خطط دعم اسطول المعدات قال هوفيل، إنه بحلول نهاية العام الجارى سيكون هناك 42 شاحنة جديدة مخصصة للعمل بالمحطات، وبالنظر لتعامل الشركة كذلك مع شحنات عملاقة من مواد خام وحديد، فهناك خطة لزيادة بعض الأوناش ومرافق التخزين الجديدة.
أضاف أن الشركة انتهت أيضا من إنشاء ساحة جديدة لتخزين الفحم للتعامل مع مليون ونصف إلى مليونى طن سنويًا.
أوضح الرئيس التنفيذى لموانئ دبى العالمية، أن الاهتمام ينصب اكثر الآن على التحول إلى الرقمنة التى قامت بتنفيذها موانئ دبى العالمية داخل ميناء السخنة من خلال تقديم حلول تكنولوجيا المعلومات خاصة فى تتبع الشحنات، والفواتير، وإخطار العملاء عند توفرها، وتتبعها من السفينة طوال نقلها إلى وجهتها النهائية خارج الميناء.
أضاف: «فى المستقبل سنتمكن من تتبع الشحنات فى المناطق اللوجستية ومناطق التخزين».
وحول توقيت الانتهاء من تدشين المنظومة الجديدة بالكامل، أشار إلى أنه مع التوسع الجديد للميناء، ستستثمر الشركة فى بوابات آلية وأنظمة تحديد المواعيد والتعرف على الرموز والأرقام حتى تتمكن من التعرف الآلى على الحاويات دون الاضطرار إلى تعريض الأشخاص الذين يقفون فى طوابير مع معدات متحركة كبيرة للخطر، وسيكون ذلك أكثر أمانًا للموظفين وستتم عملية التداول بشكل أسرع والتحكم فيها جميعًا عبر أنظمة الشركة.
ولفت إلى أنه من المتوقع الانتهاء من مشروع رقمنة الميناء بحلول مايو أو يونيو المقبلين.
أوضح أن المشروع لا يعتمد فقط على بناء النظام أو التنفيذ، ولكن الكثير منه يعتمد على المستخدمين ومدى استعدادهم للتفاعل مع الشركة، وبشكل عام، يستغرق العميل المتمرس أسبوعًا لمعرفة كيفية استخدام النظام الجديد وفوائده، وقد يستغرق الآخرون من شهرين إلى 3، لكن لكى تكون متحفظًا بعض الشيء، فإن إدخال نظام جديد يستغرق ما لا يقل عن 6 أشهر.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة موانئ دبى العالمية، إن تنفيذ المنظومة الحكومية الجديدة للتسجيل المسبق للشحنات ACI له تأثير إيجابى للغاية، موضحا «هذا ليس جديدًا فى صناعتنا»، إنها طريقة عادية للعمل فى جميع أنحاء العالم، أن تقوم بتنزيل قوائمك بحيث يكون لديك جميع المعلومات قبل وصول السفينة.
أضاف: «بالنسبة لنا، الإيجابى هو أنه يمكننا التخطيط المسبق لمناولة البضائع، ويمكن للعملاء مباشرة اليات الاستلام مسبقًا، وهذا ضوء أخضر للبضائع، ويمكننا كذلك التخطيط المسبق لما يجب فحصه، لذا نعم، إنه نظام جيد جدًا بالنسبة لنا».
واعتبر أنها خطوة جيدة لخطوط الشحن، فهى تستخدم فى كل مكان، متوقعا أنه فى غضون شهر أو 6 أسابيع سيتعين على الجميع استخدام وتفعيل هذا النظام وانه لن يتم تداول الحاويات بدون هذا النظام الجديد، ومن المفيد للجميع استخدام هذا النظام بما فى ذلك المستورد فى مصر حيث يمكنه تخطيط شحنته، فهى طريقة أكثر أمانًا لنقل ومعرفة توقيت شحنتك.
وحول خطط نقل حاويات الترانزيت من السخنة إلى غرب بورسعيد، قال: «نحن ندعم أى قرارات ستتخذها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لدعم منطقة غرب بور سعيد ونحن فى انتظار توجيهاتهم».
اشار إلى موافقة الحكومة على إعداد مساحات إضافية كجزء من توسعاتها الجديدة فى الحوض الثانى، وهى منطقة تفتيش جديدة تزيد مساحتها على 640 مترًا ومصممة خصيصًا للقيام بالتفتيش، بالإضافة إلى المساحة الحالية لدينا، وكلها داخل توسعات الحوض الثانى.
وفى سؤال حول خطط دى بى ورلد للاستثمار فى مصر خارج السخنة بالإسكندرية أو بورسعيد، قال جيرارد فان دن هوفيل الرئيس التنفيذى لشركة موانئ دبى العالمية – المدير العام بمصر، إن الشركة تبحث دائمًا عن فرص لتقديم حلول أفضل لتطوير قيمة سلسلة التوريد فى مصر، وكجزء من خطتها الرئيسية تسعى إلى تحقيق رؤيتها لتطوير المجمعات اللوجستية والمناطق الصناعية والموانئ النهرية حتى تخترق السوق وتقدم حلول شاملة لعملائنا، وسيكون التركيز فى السنوات التالية على مشاريع التطوير مثل المجمعات اللوجستية والمحطات وما إلى ذلك.
وحول مدى استفادة موانئ دبى من اتفاقية CDC وكالة تمويل التنمية المملوكة للحكومة البريطانية (سى دى سى جروب)، أوضح أن المجموعة استثمرت فى 3 مشاريع فى أفريقيا، السخنة واحدة منهم، مشيرا إلى أن الاتفاقية أحدثت تغيير طفيف فى هيكل المساهمين، لكنه لا يغير طريقة إدارة الميناء، والتعامل مع الحكومة المصرية، ولا يغير أى شيء فى هيكل الشركة المالى، لذلك بالنسبة لمصر، يبدو الأمر كما لو أنه غير موجود، والفائدة هى لأجزاء أخرى من موانئ دبى عالميًا لأنها تشترى أسهمًا معينة، ويتم استخدام هذا الاستثمار للأعمال التجارية فى جميع أنحاء العالم.
وأعلنت موانئ دبى العالمية، ومجموعة «سى دى سي»، فى اكتوبر الماضى، دخولهما فى شراكة طويلة المدى بهدف تسريع القدرات التجارية فى أفريقيا على المدى البعيد، بما يشمل تعزيز مكانة مصر كمركز عالمى للخدمات اللوجستية والتصنيع، عبر التوسع المستمر لميناء السخنة.
وعلق هوفيل – على قيام الحكومة المصرية بتطوير ميناء السخنة بـ 20 مليار جنيه، قائلا: «نحن ندعم رؤية الحكومة لجعل السخنة مركزًا صناعيًا وبحريًا لمصر، وهدف الشركة هو زيادة قدرتها التشغيلية لمواكبة نمو حركة الشحن وتطوير سلسلة القيمة وسلسلة التوريد».
وحول ازمات التكدس والازدحام وتأثير أزمات انتشار «كورونا»، أوضح أن موانئ «دبى – السخنة» لم تعان من أى تكدس أو ازدحام داخل الميناء خلال أزمة كوفيد19-، ولكن كان عليها حماية موظفيها من الوباء، لذلك قامت بتنفيذ جميع التدابير الاحترازية وفقًا لمتطلبات الجهات الصحية الحكومية، بالإضافة لبعض الإجراءات الاحترازية الإضافية التى تنفذها دى بى ورلد فى محطاتها حول العالم،
أضاف أنه كانت هناك بعض التحديات مثل سائر أنحاء العالم، ولكنها كانت ضئيلة للغاية، ولم يتوقف العمل فى أى وقت، لذا لم الازدحام فى ذلك الوقت بسبب كوفيد19-، ولكنه كان نتيجة لتأثير تطبيق القواعد واللوائح الاحترازية على المتعاملين مع الميناء.
أشار إلى أن عدد سائقى الشاحنات والمستخلصين محدود للتعامل مع نفس الكميات من البضائع، مما خلف بطبيعة الحال نوعا من البطء وسرعان ما اختفت هذه الظواهر مع تطبيق اللوائح الجديدة للشركة لشهرى يناير وفبراير.
جديدر بالذكر، أن إجمالى استثمارات موانئ دبى العالمية السخنة منذ علمها بمصر منذ 12 عاما تقدر بنحو 1.6 مليار دولار.