أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ـ خلال جلسة “الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية” في النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم المنعقد بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ أن مصر أصبحت من أفضل 20 دولة على مستوى العالم في القوانين والتشريعات، كما أنها تشجع الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، وستكون واحدة من أهم الدول التي ستنتج الهيدروجين الأخضر.
وشدد مدبولي على أهمية أن يكون هناك إطار مؤسسي يحكم مشكلة التغيرات المناخية، ولذلك أنشأت مصر المجلس الوطني للتغيرات المناخية وذلك لوضع العديد من المهام للتعامل مع تلك الظاهرة ، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تتحرك في خمسة مسارات رئيسية، من بينها ترشيد استهلاك الطاقة التقليدية من البترول والوقود الأحفوري والاتجاه نحو استغلال الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، وتقليل عملية نقل الطاقة، ولذلك تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ، إلى جانب تنفيذ مشروعات عملاقة سواء في عملية التكيف أو تخفيف حدة التغيرات المناخية، كما تم إصدار أول سندات خضراء في الشرق الأوسط، حيث كانت مصر أول دولة تصدر تلك السندات بناء على مشروعاتها.
وقال مدبولي إنه تم وضع سياسات هامة لتشجيع القطاع الخاص للدخول بقوة في هذا الاستثمار من خلال تعريفة الكهرباء وتحويل المخلفات إلى طاقة، كما بدأنا وضع وإنشاء خريطة تفاعلية لمخاطر ظاهرة التغير المناخي في مصر.
وأضاف أنه تم وضع الخطة القومية للموارد المائية حتى عام 2037، لأن مصر تعد من أكثر الدول فقرا فيما يخص الموارد المائية، مشيرا إلى أن مصر لديها تجارب رائدة في التعامل مع قضية ندرة المياه وتلوثه، حيث بلغت تكلفة الخطة أكثر من 50 مليار دولار، وتنفذها الدولة المصرية منذ 5 سنوات، لافتا إلى أنه تم إقامة مشروعات ضخمة لتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصحي والاستفادة بكل قطرة مياه.
وأكد أن مصر من أعلى الدول على مستوى العالم في استغلال المياه أكثر من مرة، حيث نفذت الدولة المصرية مشروعا ضخما يتعلق بترشيد المياه وتبطين الترع والقنوات المائية للاستفادة من كل قطرة مياه، إلى جانب مشروع حماية الشواطئ، كما تتبنى القيادة المصرية أيضا مشروع تطوير البحيرات المائية، مثل مشروع تطوير بحيرة المنزلة التي تقع على مساحة 250 الف فدان بتكلفة ملياري دولار.
وقال رئيس الوزراء إن: “خطتنا في نهاية هذا العام الوصول إلى 20% من الطاقة الجديدة والمتجددة من إجمالي الطاقة المولدة في مصر، وهدفنا الوصول إلى 42% قبل عام 2035”.
ونوه مدبولي بأن مشروع “بنبان” في أسوان من أفضل المشروعات على مستوى العالم في مجال الطاقة الشمسية والجديدة والمتجددة، كما أن الدولة تنفذ مشروع الغاز الطبعي لكل المنازل لاستبدال الوقود التقليدي بالغاز، ولدينا الطموح والخطوات التنفيذية في إنتاج أول سيارة كهربائية العام المقبل وهي ضمن مشروع كبير لتحويل وقود السيارات إلى الغاز الطبيعي والكهرباء، لافتًا إلى أن الحكومة وضعت بالفعل حوافز كبيرة لذلك الغرض.
وحول النقل الجماعي، قال رئيس الوزراء إن الدولة المصرية تنفذ منظومة جديدة متكاملة للنقل الجماعي، وعلى رأسها القطار الكهربائي المونوريل والفائق السرعة وهي شبكة أكبر تمتد إلى 2200 كيلومتر تنفذ في بضع سنوات وبتكاليف هائلة للتواكب مع التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الضارة، كما أن الدولة تنفذ جيلًا جديدًا من المدن الخضراء”.
وفيما يتعلق بتحويل المخلفات إلى طاقة والإدارة المتكاملة للمخلفات، قال مدبولي إن هناك مشروعًا كبيرًا يتم تنفيذه سواء في منظومة المدافن الصحية أو مصانع تدوير المخلفات وتحويل الوقود والمخلفات الصلبة إلى طاقة والبيوجاز وهو موضوع مهم نعمل عليه أيضًا، مؤكدًا أن الدولة المصرية والحكومة وضعت الخطة أن نسبة كبيرة من مشروعاتها الاستثمارية تكون مشاريع خضراء، مبينًا أن 30% من المشروعات التي تنفذها الدولة في استثماراتها هي خضراء، وخلال العامين القادمين ستصل نسبة إلى 50%.
وبين أنه على رأس هذه المشروعات مشروع “حياة كريمة” الذي يستهدف تنمية وتطوير جودة حياة 60 مليون مواطن في الريف، وهذا المشروع يتضمن مكونات حاكمة وأساسية في مجال التغيرات المناخية سواء في موضوع التخفيف من حدة الانبعاثات أو التكيف مع المتغيرات المناخية، ونستهدف التركيز خلال قمة المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ على قارة أفريقيا والدول النامية، لكي تعرض الدول النامية من خلال قمة المناخ طلباتها والتنسيق فيما بينها على مجموعة من المبادرات تحقق الهدف منها.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تعمل على تخفيض معدلات استخدام البلاستيك، وتنسيق وتطوير مراكز الأبحاث المصرية، لافتًا إلى تخصيص جائزة للمشروعات الخضراء والابتكار الأخضر.
ونوه رئيس مجلس الوزراء إلى أن دور الشباب مهم للغاية في مواجهة التغيرات المناخية خلال المرحلة القادمة، ونحن مهتمون بتبادل المعرفة والمعلومات ونشجع الشباب على وضع العديد من الحلول الابتكارية والتي ستتبناها الدولة المصرية خلال الفترة القادمة وسنشجع على تنفيذها، مشيرا إلى أن أي مجموعة من المواطنين المفكرين يمكنهم تغيير العالم.