Investing.com - أن تتخلف دولة كبرى بحجم روسيا عن سداد الديون، كارثة اقتصادية من العيار الثقيل حيث يتم الإعلان عن تعثر موسكو عن سداد ديونها في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
بيد أن المصالح الاقتصادية عادة ما تجد الطريق للتصالح بين الخصوم والأعداء، فحتى الآن ورغم سيل العقوبات الأوروبية والأمريكية لا يزال الغاز الروسي يتدفق إلى المدن والعواصم الأوروبية.
عاجل: انهيار.. السقوط في الهاوية
خطر التعثر
أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن الولايات المتحدة تبحث ما إذا كانت ستمدد العمل بإعفاء من العقوبات من شأنه أن يسمح لروسيا بأن تواصل سداد ديونها بالدولار وأن تتجنّب تالياً حالة التخلّف عن السداد.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية إننا ندرس حاليا تمديد الإعفاء من العقوبات لكن نريد أن نكون متأكدين من أنّنا نفهم النتائج والتداعيات المحتملة لانتهاء صلاحية الترخيص.
ويسمح هذا الإعفاء الذي أقرته واشنطن في نهاية فبراير لموسكو بأن تواصل سداد ديونها بالدولار، على الرغم من العقوبات التي فرضتها عليها وزارة الخزانة الأميركية،
بيد أن هذا الإعفاء تنتهي صلاحيته في 25 مايو، أي قبل يومين من موعد الاستحقاق المقبل في برنامج سداد الديون الروسية.
ضغوط
وتعرضت بنوك جيه بي مورجان تشيس وجولدمان ساكس (NYSE:GS) لضغوط من أجل تسليم معلومات شاملة عن العملاء الذين يتداولون الديون الروسية وفقا لتقارير أمريكية.
ونقلًا عن خطابات تم إرسالها من السيناتور إليزابيت وارن والنائبة الأمريكية كات بورتر إلى الرؤساء التنفيذيين في البنكين، فإن المسؤولين طالبا بإعلان قوائم العملاء الذين يستثمرون في الديون الحكومية وسندات الشركات الروسية منذ بدء الصراع في أوكرانيا.
و تشمل المطالب المرسلة إلى البنكين الحصول على تفاصيل حول أنواع وأحجام الاستثمارات، والمكاسب المحققة إذا وجدت.
وكان جيه بي مورجان وجولدمان ساكس قد أعلنا في شهر مارس الماضي خفض أعمالهما في روسيا، على خلفية العقوبات الغربية ضد موسكو بسبب غزو أوكرانيا.
عاجل: نبأ صادم جدًا.. يُشعل الأزمة
السداد بالروبل
بسبب المنع والعقوبات وتجميد الأرصدة التي طالت ما يقرب من نصف احتياطيات المركزي الروسي البالغة أكثر من 600 مليار دولار حاولت موسكو سداد هذا الدين بالروبل بدلًا من الدولار.
يأتي ذلك حيث لم تعد روسيا قادرة على سداد ديونها بدولارات من تلك الموجودة في البنوك الأميركية، وذلك بسبب العقوبات المشددة التي فرضتها عليها واشنطن في 5 أبريل.
وقالت يلين خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ لم نتّخذ قراراً بعد لكن هذا الأمر سيتم بسرعة، وأضافت "نحن نجري بجد تقييما لمخاطر عدم تجديد الإعفاء وتداعياته.
ديون روسيا
تبلغ قيمة الدين الخارجي لروسيا، وفقاً لوزارة المالية الروسية، ما يقرب من 4500 إلى 4700 مليار روبل (حوالي خمسين مليار يورو بسعر الصرف الحالي، أي 20% من إجمالي الدين العام للبلاد.
وسبق لروسيا أن تخلفت عن سداد ديون محلية بالروبل خلال الأزمة المالية في 1998، لكن البلاد لم تتخلّف عن سداد دين خارجي منذ 1918 .
ويحل الاستحقاق المقبل في سداد الديون الروسية في 27 مايو الجاري ومقداره هو 100 مليون يورو وهى فوائد تستحق على إصدارين أحدهما يجبر روسيا بأن تسدد المبلغ بالدولار أو اليورو أو الجنيه الاسترليني أو الفرنك السويسري.
إضافة إلى هذا الاستحقاق هناك 12 استحقاقاً آخر في برنامج خدمة الدين الروسي لغاية نهاية العام الجاري.
أداء مفاجئ
وقال بنك جي بي مورجان (NYSE:JPM) إن الاقتصاد الروسي نجح في تحقيق أداء أفضل من التوقعات رغم العقوبات الغربية، مع اتجاهه للركود المحدود هذا العام.
وأضاف البنك الأمريكي أن استطلاعات معنويات الشركات في روسيا تشير إلى ركود محدود، ما يمثل رؤية صعودية مقارنة بتوقعات البنك السابقة.
وتوقع جي بي مورجان في شهر مارس الماضي انكماش الناتج المحلي الإجمالي في روسيا 35% في الربع الثاني من هذا العام، مع انكماش الاقتصاد في إجمالي العام الحالي بنسبة 7%.
بيد أن البنك الأمريكي أكد في مكرة حديثة أن اقتصاد روسيا يبدو في حالة أفضل من التوقعات، بالنظر إلى بيانات تشمل استهلاك الكهرباء والتدفقات المالية.
إلا أنه رغم الأداء الأفضل من التوقعات للاقتصاد الروسي، فإنه لايزال بعيدًا عما كان يمكن أن يحققه في حال عدم تعرضه للعقوبات الغربية بسبب غزو أوكرانيا.