Investing.com - تتداقع أغلب البنوك العالمية صوب اتجاه واحد باتت تراه حتميًا أو قريبًا للغاية بشأن حدوث ركود اقتصادي وسط اندفاع البنوك المركزي حول العالم إلى تشديد السياسة النقدية لاحتواء تداعيات موجات التضخم.
وقال الاقتصاديون في سيتي جروب (NYSE:C) وفقًا لمذكرة اليوم الأربعاء أن احتمال حدوث ركود عالمي يقترب من 50٪ تزامنا مع اتجاه البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة وانخفاض الطلب على السلع.
وأضاف محللو سيتي جروب : "يقترب احتمال خضوع الاقتصاد العالمي للركود من 50٪ مع تشديد السياسة النقدية للبنوك المركزية وضعف الطلب على السلع تزامنا مع ارتفاع قياسي في معدلات التضخم".
قال الاقتصاديون بقيادة ناثان شيتس في تقرير يوم الأربعاء إن صدمات العرض تواصل دفع التضخم إلى الأعلى وخفض النمو ، بينما ترفع البنوك المركزية الآن أسعار الفائدة بقوة ويقل طلب المستهلكين على السلع.
كتب الاقتصاديون: "تشير تجربة التاريخ إلى أن عكس التضخم غالبًا ما ينطوي على تكاليف ذات مغزى للنمو ، ونرى الاحتمالية الإجمالية للركود تقترب الآن من 50٪".
وأضاف البنك: "قد تقوم البنوك المركزية بعد بهندسة الإنزال الناعم الذي يجسده في توقعاتهم (وفي توقعاتنا) ، لكن هذا سيتطلب صدمات العرض من أجل المد والطلب للحفاظ على المرونة.
عاجل: الروبل يحطم مستويات جديدة.. الدولار واليورو عاجزون عن إيقافه
ثورة تشديد
وفقًا لتقرير سيتي جروب فقد قرر أكثر من 60 بنكا مركزيا زيادة أسعار الفائدة هذا العام بقيادة الفيدرالي الأمريكي وبنك انجلترا والمركزي السويسري وغيرهم من البنوك الكبرى
ويرى سيتي جروب الآن أن الاقتصاد العالمي ينمو بنسبة 3٪ هذا العام و 2.8٪ في عام 2023.
وقال الاقتصاديون إنه إذا حدث ركود فمن المحتمل أن يكون نوعًا من “garden variety” حيث ترتفع البطالة عدة نقاط مئوية ويختبر الإنتاج مستويات الضعف.
وأضاف اقتصادية سيتي جروب: "نحن نرى هذا على أنه توقع معقول، لكن البدل- كما أكدنا - هو كيف تثبت ديناميكيات التضخم العنيدة في النهاية".
عاجل: انتكاسة عنيفة.. سقوط جديد الخسائر تتجاوز تريليوني دولار
نومورا
وحذر الخبراء الاقتصاديين لدى نومورا من احتمالية سقوط الاقتصاد الأمريكي في ركود معتدل بحلول نهاية عام 2022، في ظل استمرار الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة لمكافحة تسارع التضخم.
وكتب الخبيران الاقتصاديان أيشي أميميا وروبرت دينت: "مع تباطؤ زخم النمو والتزام الاحتياطي الفيدرالي باستعادة استقرار الأسعار، نعتقد أن الركود المعتدل الذي قد يبدأ في الربع الرابع من عام 2022 أصبح الآن مرجحًا أكثر"
وأضاف خبراء نومورا أن السياسة النقدية والمالية ستكون مقيدة بسبب التضخم المرتفع.
وتوقع الخبراء استمرار زيادات أسعار الفائدة حتى عام 2023، على أن تصل في فبراير إلى 3.50-3.75%، انخفاضًا من التوقعات السابقة بوصول الفائدة الأمريكية إلى 3.75-4.00% في مارس.
عاجل: الليرة تسقط.. ثقة المستهلك بأدنى مستوى على الإطلاق
جولدمان ساكس (NYSE:GS)
وحذر اقتصاديو بنك جولدمان ساكس من تزايد احتمالية تعرض الاقتصاد الأمريكي لركود، كما قاموا بخفض توقعاتهم للناتج الإجمالي المحلي للاقتصاد الأمريكي.
ورفع اقتصاديو جولدمان ساكس توقعاتهم لحدوث ركود اقتصادي إلى 30%، مقارنة بـ 15% قبل هذا التعديل، ورفعوا احتمالات حدوث ركود في عام 2023 إلى 25% حال لم يحدث في العام الحالي.
كتب الاقتصاديون بقيادة يان هاتزيوس في المذكرة: "نرى الآن مخاطر الركود على أنها عبء أكبر وأكثر احتمالية لأن يحدث، وبرروا رأيهم بالأسباب الرئيسية هي أن مسار النمو الأساسي لدينا الآن أقل وأننا قلقون بشكل متزايد من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيشعر بأنه مضطر للاستجابة بقوة للتضخم الرئيسي المرتفع وتوقعات تضخم المستهلك إذا ارتفعت أسعار الطاقة أكثر، حتى لو تباطأ النشاط بشكل حاد."
عاجل: سقوط عنيف ومفاجئ .. بايدن يضرب أسعار النفط
تحذيرات الخزانة
قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين أمس الأحد إن الركود المقبل ليس حتميا على الإطلاق حيث يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي إجراءات صارمة بشكل متزايد لمعالجة التضخم المتزايد بشكل حاد.
وتابعت يلين: "من الطبيعي الآن أننا نتوقع انتقالًا إلى نمو ثابت ومستقر، لكنني لا أعتقد أن الركود أمر لا مفر منه على الإطلاق، وأضافت من الواضح أن التضخم مرتفع بشكل غير مقبول
وقالت يلين إن التضخم موجود ليبقى بينما الهدف يخفض الأسعار ورفعت وزيرة الخزانة جانيت يلين توقعات البيت الأبيض للتضخم وتقول إنها تتوقع أن يظل "مرتفعا".
عاجل: بنك أمريكي: الدولارسيرتفع بهذه النسبة
صدمة فولكر
تقول مؤسسة كابيتال إيكونوميكس، إنها واثقة من أن البنوك المركزية ستكون قادرة على خفض التضخم دون التخطيط لركود، وأضافت إن الزيادات في أسعار الفائدة المخطط لها في العديد من الأماكن يجب أن تكون كافية لإعادة التضخم إلى الهدف.
وأضافت كابيتال إيكونوميكس: "لكن إذا ثبت أن توقعات التضخم والتضخم أكثر عنادًا مما نتوقع، وكانت أسعار الفائدة بحاجة إلى المزيد من الارتفاع نتيجة لذلك، فمن المرجح أن يكون الركود أمرًا واردًا".
وقالت المؤسسة أن الركود على غرار صدمة فولكر قد يكون له ما يبرره، وذلك عندما رفع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بول فولكر أسعار الفائدة إلى أعلى نقطة في التاريخ في الثمانينيات، في محاولة لإنهاء التضخم المكون من رقمين في الولايات المتحدة.
وأحدث هذا القرار ركودًا كبيرًا على السوق الأمريكية خلال عامي 1980 و1981 واستمر حتى منتصف 1982، وهو ما رفع أرقام البطالة بشكل كبير.
عاجل: القبض على محافظ بنك مركزي عربي.. الأسباب والقصة كاملة
صدمة باول
ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة 75 نقطة أساس في الشهر الجاري لأول مرة منذ عام 1994، بعد زيادتين بمقدار 25 و50 نقطة أساس في مارس ومايو على الترتيب.
ويرى مسؤولي الفيدرالي أن احتمالات زيادة الفائدة بنفس الوتيرة القوية للمرة الثانية على التوالي أمر وارد لكبح جماح التضخم الذي وصل أعلى مستوياته خلال أكثر من 40 عام.