التلاعب بالأسواق: تصريح واحد من الفيدرالي يُغير وجهة الذهب ويحول الدولار للأسفل!

Investing.com - كان يوم الخميس يومًا مهمًا لمستثمري السندات بشكل عام، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فوق 4٪، لتصل إلى مستويات لم نشهدها منذ نوفمبر من العام الماضي وتتجه نحو أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد، بعد تصريحات صادمة من أعضاء الفيدرالي خلال الأيام القليلة الماضية.

 بيد أن هذه التصريحات لم يتوقف تأثيرها عن السندات فقط، إذ حولت دفة المستثمرين تجاه الدولار تارة، وتجاه الذهب تارة أخرى، إذ يرتفع المعدن الأصفر الآن بعد رسائل مشجعة من عضو الفيدرالي "بوستيك" منذ مساء أمس الخميس.

واعتبر المستثمرون تصريحات الفيدرالي أمس أنها بمثابة دعم لسياسة نقدية تيسيرية، إذ قال عضو الفيدرالي "بوستيك" الليلة الماضية إن "البطء والثبات سيشكلان مسار العمل المناسب"، على الرغم من بيانات العمالة الجديدة التي أضيفت إلى سلسلة من البيانات القوية في الآونة الأخيرة. ليتجاهل الذهب خسائره السابقة التي أحاطت به بعد البيانات التي تفيد بارتفاع التضخم وقوة سوق العمل، بما يدعم اتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى مواصلة زيادة أسعار الفائدة.

اقرأ أيضًا

عاجل: سياسات المركزي التركي "الغريبة" تنتصر.. التضخم يتراجع والنمو ينتعش!

عاجل: الذهب يندفع للأعلى ويقترب من تجاوز الـ 1850.. كلمات الفيدرالي غيرت كل شيء

الفيدرالي يتحدث.. مستمرين في رفع الفائدة والاقتصاد سيتأذى بقوة!

عاجل: فوضى عارمة بالعملات الرقمية والبيتكوين تهبط 5%.. إفلاس محتمل يزلزل السوق!

السندات ترتفع

حدد خبراء السوق 3.5٪ كنقطة مركزية قد تتقلب العوائد حولها بين 4٪ - 5٪. إذا استمر زخم البيع، مما يعني أن السعر قد يرتفع إلى 4.5٪ أو 4.75٪ في بعض الأحيان.

أظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس بقاء مطالبات البطالة الأولية الأسبوعية أقل من 200 ألف لمدة سبعة أسابيع متتالية في نهاية فبراير - مما يشير إلى استمرار صحة سوق العمل - بينما بلغ معدل تضخم مؤشر أسعار المستهلكين 8.5٪ للشهر الماضي وحده في دول منطقة اليورو مثل ألمانيا أو فرنسا حيث لا تزال ضغوط الأسعار قوية بشكل عام.

كل هذه العوامل مجتمعة تدفع العوائد إلى الارتفاع، حيث يتم تداول جميع سندات الخزانة الآن بأكثر من 4٪، بما في ذلك عائد الـ 30 عامًا، مما يجعلها استثمارات جذابة مقارنة بالأسهم في الوقت الحالي. 

وصعد العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بما يزيد قليلاً عن ثلاث نقاط أساس إلى 4.028٪، متداولًا فوق علامة 4٪ عند المستويات التي شوهدت آخر مرة في أوائل نوفمبر.

بينما وصل عائد سندات الخزانة لمدة عامين عند 4.9017٪ بعد ارتفاعه بأكثر من نقطة أساس. وفي وقت سابق من الجلسة، ارتفع إلى 4.937٪، وهو مستوى شوهد آخر مرة في منتصف عام 2006، وفقًا لبيانات Refinitiv.

قال ريس ويليامز، كبير المحللين الاستراتيجيين في Spouting Rock Asset Management: "لن نتحول إلى سلبية للغاية بشأن الأسهم والسندات، لأننا نعتقد أن الأسهم والسندات سترتفع بقوة عند أول إشارة إلى أن تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي يتباطأ والبطالة آخذة في الازدياد، ونعتقد أن ذلك مرجح في الأشهر الثلاثة المقبلة".

نظرة على تصريحات الفيدرالي خلال الأيام الماضية

الفيدرالي لديه المزيد من العمل

أكدت سوزان كولينز، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن يوم الجمعة الماضي إنه "لا يزال التضخم مرتفعاً للغاية، وتعزز البيانات الأخيرة - بما في ذلك العديد من مؤشرات سوق العمل القوية، فضلاً عن مبيعات التجزئة الأسرع من المتوقع وتضخم أسعار المنتجين - تعزز جميعها وجهة نظري القائلة بأن لدينا المزيد من العمل للقيام به، لخفض التضخم إلى هدف 2٪ ".

التضخم سيعود للهدف

وقال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون يوم الاثنين إنه "ليس لديه أي شك بأن التضخم سيعود بسرعة إلى هدف البنك الفيدرالي البالغ 2%".

وأكد جيفروسون، أن سوق العمل قوي للغاية الآن مع ارتفاع الطلب. ومن المهم العودة إلى هدف التضخم البالغ 2% للسماح بمكاسب اقتصادية مستدامة.

وتابع: الفيدرالي لديه رغبة قوية لفعل ما يلزم لخفض التضخم. مؤكدًا "لن يكون من السهل عودة التضخم إلى 2%، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت".

رفع بـ 50 نقطة

فتح عضو الفيدرالي، نيل كاشكاري، الباب في اجتماع الفيدرالي القادم لرفع الفائدة بـ 50 نقطة أساس.

واعتبر كاشكاري أن الأمر الأكثر تهديدًا هو أن رفع أسعار الفائدة للمستويات الحالي (4.75%) لم ينجح في خفض تضخم قطاع الخدمات بالشكل الكافي.

وأكد كاشكاري أن الفيدرالي يريد أن يتجنب حدوث ركود اقتصادي، إلا أن أولويته الأهم تذهب إلى القضاء على التضخم وهبوطه.

وقال نيك كاشكاري إنه سيكون مستعدًا للاستماع إلى اقتراحات رفع الفائدة بـ 50 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي القادم إلى جانب آراء الرفع بـ 25 نقطة أساس فقط.

الثبات هو المسار المناسب

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، أمس الخميس، إن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الاقتصاد قد يبدأ فقط في الظهور هذا الربيع، وهي حجة تدعو مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التمسك برفع أسعار الفائدة.

وتابع: "ما زلت أفكر كثيرا في أن الثبات سيكون المسار المناسب للعمل. والتأثير التراكمي لزيادة معدل الفائدة يجب أن يستمر خلال الربيع.. السير بوتيرة محسوبة يقلل من احتمالية إلحاق الضرر بالاقتصاد".

وقال بوستيك، إن "مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يكون قريبًا من نقطة توقف في زيادات الأسعار التي رفعت معدل الأموال الفيدرالية المستهدفة مما يقرب من الصفر قبل عام إلى مستوى "مقيد" بين 4.5٪ و 4.75٪ اعتبارًا من فبراير".

وأضاف: "تم تحديد نصف نقطة مئوية أخرى من الزيادات في أسعار الفائدة حسب الحاجة المحتملة، لكن هذا يعتمد على البيانات القادمة حول الاقتصاد".

عودة للتشدد

قال الاقتصادي الشهير محمد العريان إن ظهور أرقام التضخم الأكثر سخونة من المتوقع بعد تحولين متتاليين في زيادات أسعار الفائدة، أحدث نقاشًا مثيرًا للاهتمام حول ما يجب أن يفعله الاحتياطي الفيدرالي بعد ذلك: العودة إلى زيادة أكبر في سعر الفائدة (50 نقطة أساس) أو الحفاظ على وتيرة أبطأ (25 نقطة أساس) مع احتفاظ بمعدلات أعلى لفترة أطول.

وأكد العريان أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يعود إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكثر قوة للسيطرة على التضخم.

وفي الوقت نفسه، أضاف المتداولون مؤخرا ما يقرب من 3 مليار دولار عقود آجلة "بيعية" جديدة على مؤشر S&P 500، وسحبوا ما قيمته 5.1 مليار دولار من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة. بجانب تضاعف الرهانات ثلاث مرات على انخفاض Euro Stoxx 50. حيث تدل هذه الإشارات على هبوط قادم بالبورصات الأمريكية والأوروبية الفترة القادمة، مما يعزز التوجهات القائلة بأن الفيدرالي والمركزي الأوروبي سيتشددان في رفع الفائدة الفترة القادمة.

 تحذير بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC)

قال بنك أوف أمريكا: إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة وصولا إلى "نقطة الألم". حيث لا توجد علامات جدّية على أن الاقتصاد تحت السيطرة.

وأكد: أن رفع 25 نقطة أساس على أقل تقدير للاجتماعات الثلاث القادمة (مارس، مايو، يونيو). حيث إن الأسواق تسعّر نفسها ب 5.4% بحلول سبتمبر، لكن الواقع سوف يتجاوز ذلك.

وتابع البنك: "رفع أسعار الفائدة سيستمر إلى أن يجد الفيدرالي نقطة الألم التي سوف توجع المستهلكين. وقد يضطر الفيدرالي للوصول إلى ما يقارب 6% لإعادة التضخم إلى مسار الهدف المطلوب عند 2%."

الدولار والذهب الآن

يتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، منها اليورو والإسترليني والين، إلى 104.7 نقطة، بانخفاض قدره 0.27%.

بينما حافظ الذهب على اتجاهه الصاعد المستمر منذ أمس، إذ ارتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الجمعة، إلى مستويات 1854 دولار للأوقية، أو ما يعادل ارتفاعًا بنسبة 0.75%.

وفي المقابل ارتفعت العقود الفورية للذهب دولار أمريكي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم، حيث صعد المعدن الأصفر ما يعادل 0.7% إلى مستويات 1848.3 دولار للأوقية.