FXNEWSTODAY - تنطلق فى وقت لاحق اليوم الخميس فعاليات اجتماع "جاكسون هول" السنوي فى نسخته السادسة والأربعين، والذي يضم معظم مديري البنوك المركزية الكبرى تحت رعاية مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي".
تترقب أسواق المال العالمية بشغف هذا الاجتماع وسط علامات استفهام حول مسار الفائدة المستقبلي فى كبرى الاقتصادات العالمية.
فبعد وصول أسعار الفائدة لمستويات تاريخية، أصبح السؤال الأهم حالياً والذي يشغل بال الأسواق، ما هي المساحة المتاحة لزيادة تلك الأسعار للسيطرة على التضخم من دون التسبب فى ركود اقتصادي؟
نحاول هنا فى موقع "أف اكس نيوز تودي" من خلال هذا التقرير التعرف على مستقبل أسعار الفائدة فى أوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان بالتركيز على الخطابات المنتظرة من مديري البنوك المركزية فى تلك الدول الكبرى.
جاكسون هول
يعد اجتماع "جاكسون هول" الذي يعد برعاية البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فى مدينة كانساس سيتي فى جاكسون هول بولاية وايومنغ واحداً من أقدم البنوك المركزية فى العالم.
يجمع المنتدى السنوي مديري البنوك المركزية واقتصاديين ووسائل الإعلام لمناقشة قضايا اقتصادية مشتركة، ولعل أهم القضايا حالياً هي معركة التضخم ومستقبل أسعار الفائدة.
كريستين لاجارد وأسعار الفائدة الأوروبية
تلقي غداً الجمعة رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد " خطاباً هاماً فى جاكسون هول، حول تطورات التضخم فى منطقة اليورو والزيادات الإضافية المحتملة فى أسعار الفائدة الأوروبية.
خلال اجتماع 27 تموز/يوليو الماضي، رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فى تاسع زيادة على التوالي، ليرتفع نطاق الفائدة إلى 4.25% كأعلى مستوى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2008.
وقال البنك المركزي الأوروبي، أن التضخم فى منطقة اليورو مستمر في الانخفاض، ولكن لا يزال من المتوقع أن يظل مرتفعًا للغاية لفترة طويلة جدًا، وأكد على التزامه بالعمل لإعادة التضخم نحو المستهدف عند 2% فى المدى المتوسط.
قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" عقب هذا الاجتماع، قد نرفع أسعار الفائدة أو نتوقف عن رفعها في اجتماع أيلول/سبتمبر القادم، وهذا يعتمد على البيانات الاقتصادية.
وأوضحت لاجارد، أن البيانات الاقتصادية فى منطقة اليورو سوف تخبرنا بما يجب فعله خلال الفترة المقبلة سواء في أيلول/سبتمبر القادم أو فيما بعد ذلك.
وبعد البيانات الصادمة عن القطاعات الرئيسية الصادرة أمس الأربعاء فى أوروبا، والتي أوضحت أن الاقتصاد الأوروبي ينحدر بأسرع من التوقعات إلى دائرة الركود، أصبحت هناك شكوك حول وجود زيادة فى أسعار الفائدة الأوروبية خلال اجتماع أيلول/ سبتمبر المقبل.
وعليه تنتظر الأسواق المزيد من الأدلة حول وجود زيادة جديدة فى أسعار الفائدة الأوروبية الشهر المقبل خلال الخطاب المنتظر لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد.
التعليقات الأقل تشدداً سوف تقلص كثيراً احتمالات وجود زيادة جديدة الشهر المقبل، وتعزز التكهنات حول توقف البنك مؤقتاً للحصول على المزيد من الوقت لإعادة تقييم التطورات الاقتصادية فى منطقة اليورو.
أندرو بيلي وأسعار الفائدة البريطانية
يتحدث غداً الجمعة محافظ بنك إنجلترا "أندرو بيلي" فى جاكسون هول حول التطورات الاقتصادية فى المملكة المتحدة خاصة التضخم والأجور المرتفعة، والزيادات الإضافية المحتملة فى أسعار الفائدة البريطانية.
وخلال اجتماع 3 آب/أغسطس رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.25% كأعلى مستوى منذ آذار/مارس 2008، مقلصاً مرة أخرى مساره الأكثر عدوانية بعد رفع أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس الاجتماع السابق.
وقال بنك إنجلترا، إنه سيواصل مراقبة البيانات التي توضح الضغوط التضخمية المستمرة والمرونة في الاقتصاد ككل، بما في ذلك الظروف المشددة لسوق العمل ونمو الأجور وتضخم أسعار الخدمات.
وأضاف بنك إنجلترا، إنه فى حالة وجود دليل على المزيد من الضغوط المستمرة فى البلاد، فسيلزم المزيد من التشديد في السياسة النقدية.
قال محافظ بنك إنجلترا "أندرو بيلي" لم ير صانعو السياسة النقدية بالبنك سبباً لرفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مرة أخرى، وقرارات الاجتماع مبنية على الأدلة، وإنه ليس الوقت المناسب لإعلان أننا انتهينا من رفع أسعار الفائدة.
وأوضح بيلي، إنه إذا كان هناك المزيد من المؤشرات على استمرار التضخم، فسنرفع أسعار الفائدة أكثر، ومسار التحكم فى أسعار الفائدة سيعتمد على الأدلة والبيانات الاقتصادية.
وعقب البيانات المخيبة للآمال عن القطاعات الرئيسية فى المملكة المتحدة خلال آب/أغسطس الصادرة أمس الأربعاء، تراجعت مقايضات أسعار الفائدة لدى بنك إنجلترا مع خفض التوقعات لذروة أسعار الفائدة في المملكة المتحدة، حيث يرى التجار فرصة أقل من 50٪ لوصول أسعار الفائدة البريطانية إلى 6٪، وزادت الشكوك حول إمكانية رفع أسعار الفائدة البريطانية بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع 21 أيلول/سبتمبر المقبل.
وعليه سوف توفر تعليقات "أندرو بيلي" فى جاكسون هول أدلة أكثر وضوحاً حول وجود زيادات إضافية فى أسعار الفائدة البريطانية بداية من اجتماع الشهر المقبل.
كازو أويدا وأسعار الفائدة اليابانية
يتحدث أيضاً محافظ بنك اليابان المركزي "كازو أويدا" ضمن فعاليات اجتماع جاكسون هول السنوي، حول تطورات التعافي الاقتصادي فى البلاد ومدى تمسك البنك بالسياسة النقدية شديدة السهولة وأسعار الفائدة السلبية؟
وخلال اجتماع 28 تموز/يوليو الماضي، قرر البنك المركزي الياباني، تماشياً مع معظم التوقعات،عدم إجراء أي تغييرات على أدوات السياسة النقدية التيسيرية، والإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند المستوي القياسي سالب 0.1%.
وبالنسبة لسياسة التحكم في منحنى عوائد السندات الحكومية، فقد قرر البنك المركزي الياباني الإبقاء على أهداف عائد السندات الحكومية فئة عشر سنوات دون تغيير عند مستوى 0.00%، مع الإبقاء على الحد الأقصى للعائد عند مستوى 0.50%.
لكنه قال إن التحكم في منحنى العائد سيعمل بمرونة أكبر صعوداً وهبوطاً، وأن الحدين الأسفل (0.00%) والأعلى (0.50%) للعائد بمثابة نقطة مرجعية، وليست كحدود صارمة فى عمليات السوق المفتوحة.
وقال بنك اليابان إنه من المناسب حالياً الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير، لدعم التعافي الاقتصادي فى البلاد، وأكد على استمراره فى شراء السندات الحكومية على نطاق واسع، وأوضح بأنه لن يتردد في اتخاذ تدابير تخفيف إضافية إذا لزم الأمر.
وحتى الآن تستبعد أسواق المال تحرك البنك المركزي الياباني نحو تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة، حيث يواجه البنك ضغوطاً تضخمية مختلفة عن تلك التي تواجها البنوك المركزية للاقتصادات المتقدمة الأخرى.
ومن المتوقع أن تتضمن تعليقات كازو أويدا المزيد من الأدلة حول تمسك بنك اليابان بالسياسة النقدية المرنة وأسعار الفائدة السلبية.
جيروم باول وأسعار الفائدة الأمريكية
على حسب التوقعات الربع السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الصادرة فى حزيران/يونيو الماضي، هناك زيادتين فى أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس حتى مستوى سعر الفائدة المحايد عند 5.75%.
أقر المركزي الأمريكي أول زيادة من تلك الزيادات المتوقعة خلال اجتماع تموز/يوليو الماضي، وهناك زيادة أخرى محتملة لا يزال هناك حولها العديد من علامات الاستفهام!
يلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" غداً فى جاكسون هول خطاباً هاماً يعد هو محور اهتمام أسواق المال العالمية، حيث من المتوقع أن يتضمن المزيد من الأدلة حول الزيادة الإضافية المحتملة فى أسعار الفائدة الأمريكية وحول تطورات معركة التضخم فى الولايات المتحدة.