Arabictrader.com - وفقا لمذكرة صادرة عن اقتصاديي جي بي مورجان (NYSE:JPM) أمس الثلاثاء، يتمثل أكبر خطر للتخلص من الدولرة –هيمنة الدولار- في أن الولايات المتحدة قد تفقد أداة رئيسية استخدمتها لمكافحة الأزمات الاقتصادية السابقة، وليس مجرد كونها عملة منافسة.
وتاريخيا، ساهمت عدة عوامل في تعزيز هيمنة الدولار الأمريكي العالمية؛ ومن بينها كان الانكماش المستورد (imported deflation) عن طريق التجارة مع الجنوب والشرق العالميين، والاستعانة بمصادر خارجية لقطاعات أقل ربحية من الاقتصاد، وإعادة تدوير الفوائض التجارية إلى أصول مقومة بالدولار، واكتفاء الولايات المتحدة ذاتيا من موارد الطاقة المحلية مع ظهور الصخر الزيتي بالبلاد.
وفي تلك الأثناء، سمح الانكماش المستورد والطلب على السندات للبنوك المركزية الغربية –ومن بينها الولايات المتحدة- باجتياز كل أزمة اقتصادية بنجاح عن طريق مجموعة من التدابير النقدية والمالية.
ولكن مع انفصال اقتصادات العالم عن بعضها البعض أو دخولها في صراع تنافسي مع ارتفاع أسعار الطاقة، فإن تدابير الأزمة النقدية والمالية ستكون في خطر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم والدخول في دوامة الديون للغرب، كما حذر استراتيجيو جي بي مورجان.
إن مخاطر التخلص من هيمنة الدولار العالمية تتعلق في الغالب بالتضخم وأعباء الديون، وقد ساعدت هيمنة الدولار البنوك المركزية الغربية على استخدام التدابير النقدية والمالية خلال الأزمات، ولا تعني مخاطر التخلص من هيمنة الدولار بأن القوى الناشئة ستتوقف فجأة عن استخدام الدولار أو استبداله بعملة أخرى.
وفي مذكرة منفصلة صادرة بالأسبوع الماضي، رجّح محللو جي بي مورجان وجود علامات على أن الدولار قد ترسخ بالفعل؛ بالنظر إلى سوق النفط، يتم التعامل مع السلعة بشكل متزايد بعملات غير الدولار مثل اليوان.
وبينما يتوقع البنك الأمريكي العملاق إحجام هامشي عن إجراء المعاملات التجارية بعملات أخرى خلاف الدولار، فمن غير المحتمل أن تكون الوتيرة سريعة؛ وذلك لأن الدولار يتم استخدامه على نطاق واسع للغاية وسط نظام مالي عالمي.
وبدلا من ذلك، فإن إلغاء الدولرة الجزئي يبدو احتمالا أكثر منطقية، خاصة على خلفية المنافسة الاستراتيجية.