Arabictrader.com - تعرضت سوق الأسهم الأمريكية لضغوط بيعية قوية أسفرت عن تكبد المؤشرات القياسية خسائرا ملحوظة هذا الأسبوع وسط مخاوف النمو الاقتصادي العالمي وتنامي توقعات مواصلة الفيدرالي الأمريكي دورة رفع أسعار الفائدة.
ومع إغلاق جلسة الجمعة، اختتم مؤشر ناسداك 100 التداولات مسجلا 15280.22 نقطة؛ بنسبة ارتفاع بلغت 0.14%، كما أنهى مؤشر إس آند بي 500 الجلسة الماضية على ارتفاع بنسبة 0.14% ليستقر قرب 4457.50 نقطة، هذا وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بحوالي 0.22% إلى 34,576.60 نقطة.
وبالرغم من الختام الإيجابي للجلسة الماضية؛ تكبدت الأسهم الأمريكية خسائرا قوية بنهاية الأسبوع؛ حيث تراجع مؤشر ناسداك المركب بنحو 1.36%، كما بلغت خسائر مؤشر داو جونز الصناعي ما يعادل 0.75%؛ وكذلك، قدرت خسائر مؤشر S&P 500 هذا الأسبوع بنسبة 1.29%.
أهم الأسباب التي أثرت على أداء سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع:
ساهمت العديد من التطورات في تعزيز الزخم الهبوطي لتحركات الأسهم الأمريكية على مدار جلسات الأسبوع المنتهي في 8 سبتمبر؛ وعلى رأسها تجدد مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي بفعل تحذيرات صندوق النقد الدولي من استمرار الأداء الضعيف للاقتصاد العالمي مرجحا نمو ثاني أكبر اقتصاد عالمي -الصين- دون الاتجاه هذا العام وبأقل من 5%؛ كما أكد النقد الدولي بأن تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا وأزمة المناخ وارتفاع تكاليف المعيشة، بجانب الحرب الروسية الأوكرانية، كان بطيئا وبوتيرة متفاوتة من منطقة لأخرى على مستوى العالم.
وهو ما أثار قلق أسواق الأسهم العالمية حيال مستقبل الاقتصاد العالمي وسط احتمالات تباطؤ النشاط الاقتصادي وهذا بدوره أضعف شهية المخاطرة بقوة، بما عزز تراجع أداء الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع.
وفي هذا الصدد، أوضح البيج بوك الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأن النمو الاقتصادي تباطأ بوضوح خلال الشهرين الماضيين مع تباطؤ الطلب بقطاعات عديدة من الاقتصاد؛ وهو ما غذى مخاوف المستثمرين حول آفاق النمو الاقتصادي داخل الولايات المتحدة بعد مرور أكثر من عام على تشديد السياسة النقدية الأمريكية؛ بما ألحق أضرارا بتداولات الأسهم الأمريكية
وهو ما تزامن مع هبوط سهم شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة أبل (AAPL) بنحو 6% هذا الأسبوع؛ متسببا في انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية القياسية وخاصة ناسداك المركب.
وجاءت خسائر أبل الأسبوعية على خلفية حظر السلطات الصينية استخدام هواتف آيفون آيفون، أو أية هواتف تابعة لشركات أجنبية أخرى من قبل أي مسؤوليين حكوميين داخل الجمهورية الشعبية في تأدية أعمالهم.
وهذه التطورات أثارت مخاوف المتداولين حول مبيعات شركة التكنولوجيا بالفترة القادمة، وسط التوترات الحالية التي تشوب العلاقات الصينية الأمريكية؛ بما يهدد أعمال أبل داخل الجمهورية الشعبية التي تستحوذ على نحو 20% من مبيعاتها.
وأخيرا، جاءت تصريحات لفيف من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتعزز الضغوط الهبوطية التي تواجه الأسهم الأمريكية حيث صرح صانع السياسة بالبنك جولسبي بأن خفض الفيدرالي الأمريكي للتضخم المرتفع دون حدوث ركود أمر غير مؤكد؛ مشيرا للمخاطر التي تواجه اقتصاد الولايات المتحدة حاليا وأبرزها الإغلاق الحكومي المحتمل علاوة على الأوضاع الاقتصادية الصينية.
وعززت هذه التصريحات مخاوف المستثمرين حيال تباطؤ النشاط الاقتصادي داخل أكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم؛ وهو ما أدى لتراجع سوق الأسهم الأمريكية بنهاية الأمر.
وهو ما تزامن مع تلميحات عضو الفيدرالي الأمريكي لوجان بنفس الوقت؛ والتي أفادت بأن لا يزال هناك المزيد من العمل للقيام به بشأن التضخم للوصول إلى سياسة نقدية متشددة ومقيدة بما فيه الكفاية لخفض التضخم نحو هدف 2%، مرجحة احتمالية رفع الفائدة باجتماعات ما بعد سبتمبر؛ وهو ما أثار التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيواصل مسيرته التشديدية لفترة أخرى؛ وهذا بدوره عزز هبوط الأسهم الأمريكية بالأسبوع المنتهي.