Investing.com - بعد أن وصلت الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي للدولار في مصر إلى ما يقرب من 20 جنيهًا، مما يشير إلى أن السوق الموازية تزداد قوة في مصر، بدأت السوق السوداء تستكشف أسواقًا جديدة داخل البلاد، لتظهر في سوق السجائر الذي اشتعل في الآونة الأخيرة بفعل نقص الإنتاج وزيادة الأسعار.
قبل أيام قليلة، وافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تعديل جديد لبعض أحكام ضريبة القيمة المضافة على منتجات التبغ. حيث ينص التعديل على زيادة قيمتها بنسبة 50 قرشًا في أسعار جميع منتجات التبغ، بما في ذلك التبغ الساخن والتبغ السائل، وفقًا للإعلان الرسمي الذي نُشر في الجريدة الرسمية المصرية.
من المتوقع أن تسهم هذه الزيادة في الضرائب، التي أقرها مجلس النواب الأسبوع الماضي، في جني إيرادات تصل إلى حوالي 8 مليارات جنيه، وفقًا لتصريحات رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، فخري الفقي.
اقرأ أيضًا: تعليقات هامة من الفيدرالي الأمريكي على بيانات التضخم الصادرة أمس
زيادة الأسعار
على وقع قرار زيادة ضريبة القيمة المضافة على منتجات التبغ، قامت الشركة الشرقية للدخان (EGX:EAST) "إيسترن كومباني"، برفع أسعار جميع منتجاتها من السجائر الموجهة للمستهلك بنسب تصل إلى 15% من 3 إلى 9 جنيهات للعلبة الواحدة حسب الفئة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تصل إلى 27 جنيهًا لعلبة سجائر "كليوباترا" بجميع أنواعها، بدلاً من 24 جنيهًا.
في سياق متصل، أعلنت شركة فيليب موريس مصر أيضًا، يوم الاثنين، زيادة في أسعار منتجاتها في السوق المصرية، حيث أشارت الشركة إلى أن عبوات السجائر من نوع ميريت بأنواعها بلغ سعرها 74 جنيها، في حين بلغ سعر العبوات من فئة مارلبورو بأنواعها 69 جنيها بينما سجلت سجائر إل آند إم 50 جنيها للعبوة.
في الوقت نفسه، أقرت شركتا أدخنة النخلة والمنصور الدولية زيادة في أسعار منتجات السجائر اعتبارًا من يوم أمس الثلاثاء. وبلغ السعر الرسمي لعلبة سجائر "وينستون أحمر" 43 جنيهًا، وكان نفس السعر لـ "وينستون أزرق"، "وينستون سيلفر"، و "وينستون كاستر". وفي الوقت نفسه، ارتفع سعر "وينستون توت" إلى نحو 45 جنيهًا، بينما كل من "كاميل أصفر" و "كاميل أزرق" وصلت أسعارها إلى 50 جنيهًا. وكان سعر كامل أكثيفيت نحو 53 جنيهًا.
من ناحية أخرى، قامت شركة المنصور الدولية للتوزيع برفع أسعار العديد من المنتجات بنسب تتراوح بين 3 و11 جنيهًا. وارتفع سعر "دافيدوف" إلى 74 جنيهًا من 64 جنيهًا، بينما بلغ سعر "إيفولف" 59 جنيهًا مقارنة بـ 48 جنيهًا. وكانت "تايم" بسعر 38 جنيهًا مقابل 35 جنيهًا، وأما "تارجـت" فقد ارتفع سعرها إلى 29 جنيهًا من 24 جنيهًا قبل الزيادة.
اقرأ أيضًا: موجة بيع قوية تضرب سوق العملات الرقمية رغم الأنباء الإيجابية
سوق سوادء للسجائر
بينما قد تُسهم هذه الزيادة في الضرائب في استقرار السوق، يظل التجار يبيعون منتجات السجائر بأسعار تفوق الأسعار الرسمية في الأشهر الأخيرة نتيجةً لنقص المعروض الناتج عن ارتفاع تكاليف الإنتاج والأزمة النقدية، مما يشير إلى أن السوق السوداء قد اقتحمت سوق السجائر وأصبحت تباع بسعر أعلى من السعر الرسمي، وهو الأمر ذاته الذي يحدث في السوق السوداء للدولار.
وفي هذا السياق، صرح بعض تجار السجائر لصحيفة "البورصة" المحلية في مصر، بأنه بعد الموافقة على الزيادة الجديدة في الأسعار خلال الأسبوع الماضي، شهدت أسعار السجائر ارتفاعًا في السوق غير الرسمية. يعزو هؤلاء التجار الارتفاع إلى عدم توفر تغطية من قِبل الشركات المنتجة في بعض مناطق التوزيع، مما دفع الكبار في تجارة السجائر لوضع زيادات جديدة تتراوح بين 5 و10 جنيهات للعلبة الواحدة.
فيما أكد المتعاملون في السوق أن المشكلة تتعلق بشكل أساسي بنقص في الإمدادات الذي وصل في بعض الأيام إلى مستوى "صفر". بينما أشار آخرون إلى أن الأزمة مرتبطة بشكل مباشر بأداء الموزعين وكبار التجار في هذا القطاع.
السلطات تحقق في الأمر
وردًا على ما يحدث بسوق السجائر، يقوم جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصري حاليًا بفحص شكوى تلقاها بخصوص الأوضاع التنافسية في سوق السجائر. حيث أفاد مسؤول كبير في الجهاز لصحيفة "البورصة" بأنه تم استلام شكوى تتعلق بالمنافسة والاحتكار في قطاع السجائر، ولكنه لم يكشف عن تفاصيل الشكوى في هذه المرحلة.
يشهد سوق السجائر في مصر تطورات ملحوظة الفترة الماضية، بدءًا من إصدار تراخيص جديدة في العام الماضي بعد سنوات من احتكار شركة حكومية للصناعة، وصولاً إلى بيع 30% من حصة الحكومة في "إيسترن كومباني" لصالح شركة "جلوبال للاستثمار القابضة" بقيمة 625 مليون دولار.
في الفترة الأخيرة، شهدت تعديلات ضريبية تمنع استيراد السجائر الرخيصة وقصرها على التصنيع المحلي، ما أثار اعتراض إحدى الشركات الأجنبية التي تقدم منتجات من هذا النوع. هذه التعديلات الضريبية أيضًا منحت شركات السجائر السماح برفع أسعار منتجاتها بعد الأزمة التي شهدتها سوق السجائر في مصر، حيث انخفضت المعروضات وارتفعت الأسعار بشكل كبير، مما أدى إلى نشوء سوق موازٍ للسجائر.