Investing.com - بالتزامن مع تحسن العلاقات الدبلوماسية بين الصين والشرق الأوسط، لا سيما مع دول الخليج، زاد عدد مديري الثروات في آسيا الذين قاموا بإنشاء مكاتبهم في دبي، فيم يستكشف آخرون الفرص في أبو ظبي والرياض، حيث يراهنون على زيادة الطلب من العملاء في هذه المنطقة من أجل التنويع الجغرافي.
الفرصة الأخيرة للاستفادة من السعر المخفض على InvestingPro! تمتع بمزايا منصة استراتيجية الاستثمار والتحليل الأساسي InvestingPro بخصم 50% بمناسبة بالعام الجديد، مع خصم إضافي لقراء مقالاتنا، حيث يحصلون على خصم إضافي بنسبة 10% على اشتراك Pro+ لمدة عام باستخدام كوبون "sapro11" كذلك يمكن الحصول على خصم إضافي لاشتراك العامين عند استخدام كوبون "sapro2"
وقال مديرو الثروات إن دبي، وهي مركز مالي رئيسي في منطقة الخليج، تبرز كمركز ثروة مفضل للعديد من رجال الأعمال والأسر الغنية في آسيا، وخاصة الصين، حيث يتطلعون إلى الاستفادة من السياسات المواتية وتوسيع أعمالهم.
وقال تشينغ بان، المدير المالي لشركة نوح القابضة (NYSE:NOAH)، إحدى أكبر شركات إدارة الثروات في الصين والتي تشرف على حوالي 23 مليار دولار من أصول العملاء، إن شركته تتوقع الحصول على رخصة عمل في دبي بحلول نهاية هذا العام.
اقرأ أيضًا: محافظة الفيدرالي الأمريكي تعدل موقفها من سعر الفائدة.. لماذا غيرت رأيها؟
وأضاف أن مكتب دبي سيخدم رجال الأعمال الصينيين الذين يؤسسون أعمالهم في هذا السوق.
أضاف بان "إن استراتيجية "نوح" هي تتبع نمو ثروات العملاء، ولهذا السبب سيتعين علينا أن نكون هناك ونعتني بالثروات المولدة محليا"، مضيفا أن الشركة تخطط لإرسال بعض الموظفين من الصين أولا وتعيين موظفين محليين في وقت لاحق.
أشار بان أيضًا إلى أن العديد من رواد الأعمال الصينيين يبحثون عن أسواق جديدة وتنويع سلاسل التوريد الخاصة بهم، والعديد منهم متحمسون للفرص التي يوفرها الشرق الأوسط.
تتزايد أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لبكين مع توتر علاقاتها مع واشنطن وسط خلافات حول مجموعة من القضايا من التجارة والتكنولوجيا إلى حقوق الإنسان وتايوان.
وقد ساهم الانتعاش الاقتصادي بعد فيروس كورونا، والموقف السياسي المحايد، وسهولة ممارسة الأعمال التجارية، والمناطق الزمنية الملائمة، والإعفاء من الضرائب، في جذب الشرق الأوسط لأعداد كبيرة من الأفراد الأثرياء في السنوات الأخيرة، خاصة الإمارات.
وفي غضون ذلك، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة في الماضي القريب حوافز مثل نظام "التأشيرة الذهبية". فيما أطلقت دبي "مركز الثروة العائلية" العام الماضي لمساعدة الأفراد والشركات الأثرياء على التعامل مع القضايا الثقافية والحوكمة.
ونتيجة لذلك، يتطلع مديرو الثروات الغربيون، بما في ذلك بنك لومبارد أودييه السويسري الخاص، إلى توسيع حضورهم التجاري في المنطقة للاستفادة من تدفق المغتربين وتزايد عدد الأفراد الأثرياء.
اقرأ أيضًا: حماس ثيران الكريبتو يشعل السوق والموافقة على صناديق البيتكوين أصبحت وشيكة
البوصلة تتجه صوب الخليج
وفي آسيا، كانت هونغ كونغ وسنغافورة منذ فترة طويلة أكثر مراكز الثروة الخارجية تفضيلاً للأفراد الأثرياء. لكن مديري الثروات قالوا إن بعض العملاء يتطلعون الآن إلى التنويع في أسواق أخرى والتعرض لفرص استثمارية جديدة.
انخفض العدد العالمي للأفراد ذوي الثروات العالية بنسبة 3.3% ليصل إلى 21.7 مليون في عام 2022، لكن عدد الأثرياء في الشرق الأوسط ارتفع بنسبة 2.8% في نفس العام، وفقًا لتقرير الثروة لعام 2023 الصادر عن شركة (كابجيميني - Capgemini).
وشهدت دولة الإمارات العربية المتحدة أعلى تدفق صافي لأصحاب الملايين في العالم في عام 2022، وتشير التقديرات إلى أنها تلقت تدفقًا صافيًا قدره 4500 آخرين في عام 2023، وفقًا لبيانات من شركة (هنلي اند بارتنرز - Henley & Partners) الاستشارية للثروات والهجرة ومقرها دبي.
وفي الوقت نفسه، أنشأت شركة فارو كابيتال، وهي شركة متعددة الأسر ومقرها سنغافورة، مكتبًا لها في دبي الشهر الماضي. وقال باتريك تسانج، رئيس مجلس إدارة مجموعة تسانج العائلية ومقرها هونج كونج، إن الشركة تخطط لإطلاق مكاتب جديدة في أبو ظبي والرياض بالمملكة العربية السعودية هذا العام بعد تأسيس كيانها في دبي في عام 2022.
تعد الرياض العاصمة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية، وتتمتع بنمو اقتصادي قوي في الأونة الأخيرة. كما أنها تمتلك بنية تحتية متطورة وبيئة استثمارية آمنة، خاصة في ظل رؤية 2030 التي تستهدف جذب مزيد من الاستثمارات الخارجية وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.
فيما عمالقة التكنولوجيا العالمية، بما في ذلك أمازون (NASDAQ:AMZN) وجوجل (NASDAQ:GOOGL) ومايكروسوفت، من بين الشركات التي تعمل على تعزيز وجودها في المملكة العربية السعودية، وذلك عملاً بقرار حكومة المملكة بشأن توقفها عن التعامل مع الشركات التي ليس لديها مقرات إقليمية بالبلاد.
وباعتبار المملكة أكبر اقتصاد في المنطقة مع خطط لاستثمار تريليونات الدولارات لتصبح مركزًا سياحيًا وتجاريًا، بدأت العديد من الشركات متعددة الجنسيات في التفكير بشأن زيادة استثماراتهم والتواجد بشكل أكبر في السعودية.
فيما تعد أبو ظبي مركزًا ماليًا مهمًا في المنطقة، وتتمتع باستقرار سياسي نسبي. كما أنها تمتلك أيضًا بنية تحتية متطورة وبيئة استثمارية جاذبة.
فيما يخطط مكتب (لاندمارك فاميلي أوفيس - Landmark Family Office) ومقره هونغ كونغ أيضًا لإنشاء مكتب في دبي في الأشهر المقبلة. وقال كاميرون هارفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لاندمارك، إن مكتب الشركة في دبي سيتم استخدامه لمساعدة العملاء المقيمين في الصين وجنوب شرق آسيا وأستراليا في العثور على فرص استثمارية في الشرق الأوسط.
وقال مانيش تيبروال، المؤسس المشارك لشركة فارو كابيتال السنغافورية: "إننا نعيش في أوقات مثيرة للاهتمام للغاية حيث أصبحت الجغرافيا السياسية أكثر أهمية للعائلات من أي وقت مضى"، مضيفًا أن سعي دبي لتنظيم الأصول الافتراضية، ونظام التأشيرات الذهبية، من بين أمور أخرى، عززت جاذبيتها.
اقرأ أيضًا: توقعات التضخم تمنح الذهب قوة إضافية.. والأسعار تصل لهذه المستويات