Arabictrader.com - شهدت تعاملات يوم الاثنين هبوطاً حاداً في مختلف الأسواق العالمية، وعلى الرغم من أن جميع الأنظار تقريباً لاتتجه إلى مخاوف الركود في الولايات المتحدة باعتبارها السبب الوحيد، إلا أن هناك سبب آخر ذو تأثير كبير تسبب أيضاُ في موجة الانهيارات العنيفة التي ضربت الأسواق، وهو تقلبات تجارة الفائدة التي تسببت بها خطوة بنك اليابان الأخيرة.
ما هي تجارة الفائدة Carry Trade؟
تتضمن تجارة الفائدة اقتراض الأموال بعملة ذات أسعار فائدة منخفضة، مثل الين الياباني، واستثماره في أصول ذات عائد أعلى، مثل الأسهم، وقد اكتسبت هذه الاستراتيجية شعبية كبيرة لأنها يمكن أن تحقق أرباحاً كبيرة عند تنفيذها بنجاح، ولكن في حال أصبحت تجارة الفائدة أقل ربحية، فقد تكون للأمر عواقب وخيمة.
تأثير رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة
على مدى الشهور السابقة، انخرط المستثمرون في تجارة فائدة تتضمن ما تقدر قيمته بنحو 4 تريليونات دولار، وكانت اليابان بأسعار الفائدة المنخفضة لديها والتي استمرت لعدة أعوام أحد المحركين الرئيسيين في السوق.
ولكن تزايدت المخاوف بشأن تجارة الفائدة عندما رفع بنك اليابان أسعار الفائدة بشكل مفاجئ من 0.1% إلى 0.25% في اجتماعه الأخير يوم 31 يوليو، ورغم أن هذا الارتفاع في أسعار الفائدة لا يزال منخفضاً للغاية بالمقارنة مع البنوك المركزية الأخرى، إلا أنه كان أكبر زيادة يقوم بها بنك اليابان منذ عام 2007، مما دفع تجار العملات إلى الرد بعمليات بيع عنيفة على الأسهم.
تأثيرات خطوة بنك اليابان على أسعار الصرف وتجارة الفائدة
تعزز الين الياباني وحافظ على مسيرة أرباح قوية للغاية منذ رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة باجتماعه الأخير، وتراجع الدولار الأمريكي من حوالي 162 ين في أوائل يوليو إلى حوالي 142 ين اليوم.
وبالنسبة لأولئك الذين اقترضوا الين واستثمروا في الدولار أو اليورو، فإن هذا الارتفاع في قيمة الين يعني أنهم بحاجة إلى المزيد من الدولارات أو اليورو لسداد قروضهم المقومة بالين الياباني.
فعلى سبيل المثال، إذا اقترض أحد المستثمرين 10 ملايين ين في الشهر الماضي وحولها إلى دولارات، فقد حصل في البداية على حوالي 62 ألف دولار، ومع ارتفاع قيمة الين، فإنه أصبح يحتاج الآن إلى حوالي 70 ألف دولار لسداد القرض، دون احتساب الفائدة والرسوم.
لماذا يبتعد المستثمرون الآن عن تجارة الفائدة؟
دفع تلميح بنك اليابان إلى احتمال رفع أسعار الفائدة مرة أخرى المستثمرين إلى الابتعاد عن تجارة الفائدة والتخلي عن القروض لسداد قروض الين بسرعة قبل ارتفاع قيمته بشكل أكبر، وتؤدي عمليات البيع تلك إلى عمليات بيع كبيرة في أسواق الأسهم العالمية، حيث يقوم المستثمرون بتصفية الأصول لتغطية مراكزهم.
التداعيات الأوسع للتخلي عن تجارة الفائدة على الأسواق
في حين أن المخاوف من الركود بالولايات المتحدة أثار موجة بيعية قوية بسوق الأسهم العالمي، إلا أن التخلي عن استثمارات تجارة الفائدة التي تقدر قيمتها بحوالي 4 تريليون دولار سيؤدي إلى تفاقم شديد في انهيارات أسواق الاسهم.
وأدى هذا إلى عمليات بيع حادة في الأسهم الرئيسية حتى الآن، مثل أسهم إنفيديا وتسلا (NASDAQ:TSLA) وأبل وغيرها، وعلى الرغم من أن هذه الأسهم قد تتعافى قريباً، إلا أن تأثير التخلي عن تجارة الفائدة سيؤدي على الأرجح إلى استمرار تقلبات أسواق الأسهم لبعض الوقت، خاصة إذا واصل بنك اليابان سلسلة رفع الفائدة.