Investing.com - تسبب الارتفاع الحاد في معدلات التضخم في تركيا في جعل سندات TLREF، المرتبطة بمعدل الفائدة المرجعي للبنك المركزي، نجمة صاعدة في الأسواق، حيث لم تعد هناك أسباب كبيرة تدفع المستثمرين الأجانب لشراء أشياء أخرى من السوق التركية.
سندات TLREF، التي تستند إلى المعدل المرجعي الليلي الذي يحدده البنك المركزي التركي، أصبحت محط اهتمام مديري الصناديق الأجنبية الباحثين عن عوائد استثنائية في الأسواق الناشئة. وعلى الرغم من صعوبة الحصول على هذه السندات أو بيعها للأجانب في السابق بسبب حيازتها بشكل رئيسي من قبل البنوك المحلية لإدارة ميزانياتها وليس للتداول، إلا أنها باتت الآن أكثر جاذبية.
يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، حيث تسجل مستوى 33.92 ليرة للدولار الواحد، مرتفعة بنسبة 0.12% خلال اليوم. فيما وصل اليورو إلى مستوى 37.42 ليرة لليورو الواحد.
من ناحية أخرى، سجل غرام الذهب في تركيا حوالي 2759 ليرة، مرتفعًا بنسبة 0.32% خلال اليوم.
سندات جذابة
توفر سندات TLREF عائداً يقارب 50%، وهو ما يتماشى مع معدل السياسة النقدية للبنك المركزي التركي، والذي يُعتبر ثاني أعلى معدل في العالم بعد فنزويلا. وبالنسبة للمستثمرين الذين يرون أن مكافحة التضخم في تركيا ستستغرق وقتاً أطول، مع الحاجة للحفاظ على معدلات فائدة مرتفعة حتى العام المقبل، فإن سندات TLREF تبدو خياراً مغرياً. وبالمقارنة، كانت عوائد السندات التركية لأجل سنتين وعشر سنوات تتداول عند 42.1% و28.7% على التوالي، وهو أقل بكثير من عوائد TLREF.
يستند هذا التوجه إلى الاعتقاد بأن البنك المركزي التركي سيحتاج إلى الحفاظ على سياسته المتشددة لفترة أطول لمواجهة التضخم. حيث بلغ معدل التضخم ذروته عند 86% في أكتوبر 2022، وعاد ليرتفع إلى 75% في مايو هذا العام. ويعتقد معظم المتداولين الذين يفضلون سندات TLREF أن خفض الفائدة ليس قريباً.
إشارات متشددة
أبقى البنك المركزي التركي على معدل الفائدة ثابتاً للشهر الخامس على التوالي في أغسطس، مع إرساله إشارات متشددة بشأن الاجتماعات المقبلة. وكانت آخر زيادة في الفائدة في مارس بواقع 500 نقطة أساس لمواجهة التضخم.
وقال غيوم تريسكا، استراتيجي الأسواق الناشئة في "جنرالي لإدارة الأصول" في باريس، إنه لا يتوقع تخفيضاً في أسعار الفائدة في المستقبل القريب، حيث ستستغرق عملية خفض التضخم وقتاً طويلاً، ويجب على صناع السياسة الحفاظ على معدلات الفائدة المرتفعة لتعزيز مصداقيتهم.
وأضاف: "إذا بدأت في خفض الفائدة مبكراً، قد تفقد كل الفوائد التي حققتها القرارات السابقة." ويرى تريسكا أن السندات الحكومية التركية بالليرة لم تعد جذابة كما كانت في بداية العام، خاصة وأن الجزء الأصعب في مكافحة التضخم لم يُنجز بعد.
تباين الطلب
كان التباين في الطلب على أنواع السندات المختلفة واضحاً في المزادات الأخيرة. حيث بلغ حجم الطلب على سندات TLREF لأجل 4 سنوات 63.2 مليار ليرة (1.9 مليار دولار)، بينما لم تتجاوز العروض على السندات ذات الفائدة الثابتة المستحقة في 2033 نحو 13.4 مليار ليرة.
وقال تريسكا: "لقد اتبعت السلطات التركية السياسة الصحيحة، لكن الطريق لا يزال طويلاً." وأشار إلى أن هناك حاجة إلى تعديل مالي حاد وانخفاض هيكلي في التضخم قبل أن تصبح الأصول التركية أكثر جاذبية.
بدورها، ترى شركة "أليانس برنشتاين" أن السندات التركية ذات العائد الثابت لن تكون استثماراً جذاباً خلال الأشهر الستة المقبلة على الأقل، بسبب التضخم المرتفع والتراجع المستمر في قيمة العملة.