Investing.com - في المشهد الاقتصادي يسير النفط في اتجاه مختلف عن الجميع. ففي الوقت الذي يسجل فيه الذهب قمم متتالية ويقف على أعتاب حرب إقليمية في الشرق الأوسط ويخفض فيه الفيدرالي الفائدة ليبدأ دورة تيسير نقدي وتعيش الأسهم والمؤشرات في الولايات المتحدة والعديد من الدول سوق صاعدة، ينخفض النفط ويصعد الجميع.
تاريخيًا، ترتفع أسعار النفط بشكل كبير في بيئات السوق في حالات مشابهة للوقت الحالي. فعندما غزت روسيا أوكرانيا، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 30%. والآن لدينا حروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا مع مخاطر تعطيل الإنتاج، مما يعني أن أسعار النفط كان ينبغي أن ترتفع.
في الوقت نفسه، يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بوتيرة مشابهة لعام 2008. وتنتشر التوقعات لحدوث "هبوط ناعم" مع توقعات أن التضخم يتجه نحو 2%، وأن البطالة ستكون تحت السيطرة. الأسواق تقول عمليًا إنه تم تجنب الركود.
نتيجة لذلك، تطالب الأسواق بشيء نادر الحدوث وتم تحقيقه فقط في عام 1995. دائمًا ما تتم الدعوة إلى "هبوط ناعم"، ولكن نادرًا ما يحدث. وعندما نجح غرينسبان في تحقيقه في 1995، وصفه بأنه "أحد أكبر إنجازات الفيدرالي." والبيانات توضح ذلك.
نعتقد أن أسواق النفط ترى هذا بوضوح. في الواقع، الطلب على النفط في الصين يشهد انكماشًا واضحًا. انخفض الطلب بنسبة 1.7% على أساس سنوي، أو بمقدار 280 ألف برميل يوميًا. هذا يتناقض بشكل صارخ مع النمو الذي بلغ 9.6% في 2023.
لذلك يرى الكثير من المحللين أن أسعار النفط ستستمر في الهبوط لأنها هبطت 17% في 6 أشهر في بيئة اقتصادية تشهد العوامل التالية:
-
حروب كبيرة متعددة
-
خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة بـ 50 نقطة أساس
-
الاقتصاد "على الطريق نحو هبوط ناعم"
-
نمو في الناتج المحلي الإجمالي لمدة 5 أرباع متتالية
-
"أعلى" نسبة توظيف في الولايات المتحدة
في الواقع، فرص تحقيق "هبوط ناعم" هي الرهان الذي يرتمي يمينه ويساره الثيران والدببة. تقول البيانات الأمريكية والفيدرالي والبنوك المركزية أن كل شيء على ما يرام، وتقول أسعار الذهب والنفط أن شيء ما قد يفاجئ الجميع.
وقال الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان، جيمي ديمون، إنه لا يزال يشكك في احتمالية حدوث "هبوط ناعم" في الولايات المتحدة بعد أول خفض للفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي منذ أكثر من أربع سنوات. وأكد أنه لا يراهن على تحقيق هذا السيناريو.
وأضاف ديمون في حديثه خلال فعالية مهرجان "ذا أتلانتيك" في واشنطن يوم الجمعة: "أنا أكثر تشككًا من الآخرين. أعطيه احتمالات أقل". وتابع: "آمل أن يتحقق هذا السيناريو، ولكنني أيضًا أشك في أن التضخم سيختفي بهذه السهولة، ليس لأنه لم ينخفض - فقد انخفض - ويمكن أن ينخفض أكثر".
وأشار ديمون إلى أن خفض الفائدة لن يكون له أي تأثير على الانتخابات الرئاسية، وأكد أن هذا الإجراء لن يغير الأمور بشكل جذري، سواء تم الخفض بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار نصف نقطة مئوية يوم الأربعاء في تحول سياسي يهدف إلى تحقيق "هبوط ناعم". قبل القرار، قال ديمون إنه سواء تم خفض الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس، فلن يكون لذلك تأثير كبير.
وحذر ديمون على مدى أكثر من عام من أن التضخم قد يكون أكثر استمرارية مما يتوقعه المستثمرون، مشيرًا إلى عوامل مثل الإنفاق بالعجز و"إعادة التسليح العالمي". وفي رسالته السنوية للمساهمين في أبريل، أشار إلى أن JPMorgan مستعد لأسعار فائدة تتراوح بين 2٪ و8٪ أو أكثر.
واختتم ديمون حديثه قائلاً: "لا أراهن على تحقيق الهبوط الناعم. قد نكون انتقلنا من معدل فائدة منخفض وتضخم منخفض إلى معدل فائدة أعلى وتضخم أعلى. في المستقبل، سنتعامل مع ما يأتي. الاقتصاديون معتادون على التعامل مع ذلك. إنها ليست كارثة".