Investing.com - أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، (NASDAQ:TSLA) عن سيارة أجرة ذات تصميم مستقبلي يميزها بابان وأبواب جناحية، كما أنها لا تحتوي على عجلة قيادة أو دواسات. هذا الابتكار الجديد يأتي ضمن إطار رؤيته المستمرة للقيادة الذاتية، التي يعتبرها المستقبل المشرق لشركة تسلا.
ومع ذلك، انخفضت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا بعد فشل حدث سيارات الأجرة الآلية الذي طال انتظاره للشركة في إثارة إعجاب المستثمرين.
تراجع سهم تسلا بنسبة 5% اعتبارًا من الساعة 11:45 صباحًا بتوقيت الرياض في تداولات ما قبل افتتاح السوق يوم الجمعة.
ظهر ماسك على المسرح في سيارة سماها "السيبركاب"، وكشف أن إنتاج هذه المركبة سيبدأ في عام 2026، وأن سعرها سيكون أقل من 30,000 دولار. وأشار ماسك إلى أن "المستقبل الذاتي القيادة قد بدأ"، مؤكدًا أن هناك 50 مركبة ذاتية القيادة حاضرة في الحدث، من بينها موديل Y والسيبركاب، وجميعها تسير بدون سائق.
وأوضح ماسك أن تكلفة تشغيل "السيبركاب" لن تتجاوز 20 سنتًا لكل ميل، وستعتمد على الشواحن الاستقرائية للشحن دون مقابس. بالإضافة إلى ذلك، ستعتمد السيارة كليًا على الكاميرات والذكاء الاصطناعي بدلاً من المعدات الأخرى التي تعتمد عليها بعض الشركات المنافسة في قطاع السيارات ذاتية القيادة.
وبجانب السيبركاب، كشف ماسك عن مركبة أكبر باسم "الروبو فان"، وهي مركبة ذاتية القيادة قادرة على نقل ما يصل إلى 20 شخصًا. كما تم تقديم الروبوت البشري "أوبتيموس" الذي يعكس اهتمام تسلا المتزايد بتطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
جرت الفعالية في استوديوهات وارنر براذرز قرب لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، تحت شعار "نحن الروبوت"، وهو إشارة إلى رواية الخيال العلمي "أنا، روبوت" للكاتب إسحاق أسيموف. وأكد ماسك أن تسلا ليست مجرد شركة تصنيع سيارات، بل يجب أن تُنظر إليها كشركة ذكاء اصطناعي وروبوتات. وقد أثار الحدث اهتمامًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تبادل المستخدمون التكهنات حول ما سيُعلن عنه، وشهد حضور عدد كبير من المستثمرين والمحللين والمعجبين.
ورغم هذا الحماس، عبّر بعض المستثمرين عن استيائهم من غياب الجداول الزمنية الدقيقة المتعلقة بهذه التقنيات. قال دينيس ديك، تاجر الأسهم في Triple D Trading: "كل شيء يبدو رائعًا، لكننا بحاجة إلى جداول زمنية أكثر وضوحًا. أشعر بخيبة أمل كمساهم".
- اقرأ أيضًا: صناديق التحوط تقود موجة شراء غير مسبوقة للعملات الرقمـية
- اقرأ أيضًا: بيانات التضخم تعزز مكاسب الذهـب.. وهذا شرط العودة بالقرب من المستويات القياسية
التحديات والمستقبل
رؤية ماسك للمركبات ذاتية القيادة ليست جديدة، لكنها تواجه تحديات عديدة. ففي عام 2019، توقع ماسك أن تسلا ستطلق سيارات أجرة ذاتية القيادة بحلول العام التالي، لكن تم تأجيل هذه الخطط عدة مرات. وتعرضت الشركة لضغوط نتيجة تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع جاذبية بعض الموديلات القديمة. كما أن التخفيضات الكبيرة التي قامت بها الشركة لدعم المبيعات أثرت سلبًا على هوامش الأرباح.
السوق ذاته للسيارات ذاتية القيادة لا يزال محفوفًا بالتحديات، حيث تسببت اللوائح الصارمة والتكاليف المرتفعة في خسائر بمليارات الدولارات لشركات أخرى تحاول تطوير هذه التكنولوجيا. ورغم ذلك، تواصل بعض الشركات مثل "كروز" التابعة لشركة جنرال موتورز، و"زوكس" التابعة لأمازون، إضافة إلى الشركات الصينية مثل WeRide، محاولاتها لتحقيق هذا الهدف.
في حين أن معظم منافسي تسلا يعتمدون على تقنيات مثل الليدار، يعتمد ماسك بشكل حصري على الكاميرات والذكاء الاصطناعي لتشغيل نظام القيادة الذاتية الكامل (FSD)، وهو ما يساعد على خفض التكاليف. ولكن نظام FSD تعرض للتدقيق التنظيمي بعد وقوع حوادث قاتلة.
بالرغم من هذه العقبات، يبقى ماسك متمسكًا برؤيته الطموحة لتسلا. وقد أظهر الكشف عن السيبركاب و"الروبو فان" أن الشركة لا تزال تسعى جاهدة لجعل القيادة الذاتية حقيقة.