الجمعة البيضاء الآن! لا تفوت الفرصة، خصم يصل إلى 60% على InvestingProاحصل على الخصم

الارتياب في دوافع واشنطن يقطع الطريق على التعاون الروسي الأمريكي في سوريا

تم النشر 28/09/2014, 16:16
الارتياب في دوافع واشنطن يقطع الطريق على التعاون الروسي الأمريكي في سوريا

من ليزلي روتون ومات سبيتالنيك

نيويورك/واشنطن (رويترز) - ترى الولايات المتحدة وروسيا في تنظيم الدولة الاسلامية عدوا مشتركا لكنهما تعجزان عن التغلب على الشكوك العميقة المتبادلة والاتفاق على كيفية معالجة هذا الخطر معا ما يستبعد أي دور لموسكو في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على التنظيم.

ويقول المسؤولون إن الخلافات بين طرفي الحرب الباردة السابقين جلية. فموسكو تشك أن واشنطن عاقدة العزم على عزل حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.

أما واشنطن فترفض بحث إمكانية العمل المشترك مادامت موسكو تصر على أن الضربات الامريكية تحتاج لموافقة سوريا والامم المتحدة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن المساعي الدبلوماسية من المحادثات بين كبار المسؤولين في الامم المتحدة إلى الاتصالات غير الرسمية في موسكو فشلت في تبديد هذه الهواجس التي تردد صدى مشاكل أوسع نطاقا في العلاقات الامريكية الروسية التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الأزمة في أوكرانيا.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الامريكية لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه "العقبة الرئيسية أمام مشاركة روسيا هي موقف موسكو أن هذا لا يمكن أن يتم إلا بإذن من الحكومة السورية أو عن طريق الأمم المتحدة وهو أمر لا نقبله."

وأضاف "إذا كان الروس يعتقدون أنهم سيحققون نوعا من التغيير في السياسة الامريكية فهذا لن يحدث."

ورغم أن روسيا لا تتعاطف مع متشددي الدولة الاسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية ويتعرضون لضربات جوية في البلدين بقيادة أمريكية فإن علاقات موسكو مع سوريا تعرقل إجراء محادثات حول أي دور محتمل.

ويعقد غياب روسيا عن التحالف المناويء للدولة الاسلامية حسابات واشنطن إذ يقلل من امكانية تدخل الولايات المتحدة للتأثير على مدى تدفق السلاح الروسي على دمشق في الوقت الذي تمضي فيه الحملة الجوية على تنظيم الدولة الاسلامية قدما بضرب مواقعها في سوريا وكذلك تسليح قوات المعارضة السورية.

وتحاول موسكو تعزيز نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي في الشرق الأوسط وهي تعد من موردي السلاح الرئيسيين لسوريا ما منح الأسد دعما حاسما لخلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يقرب من أربعة أعوام وعرقل محاولات غربية أوسع لمعاقبة الاسد بفرض عقوبات عليه لاستخدام القوة ضد المدنيين.

من ناحية أخرى تؤيد واشنطن مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة الذين يسعون للاطاحة بالأسد ومن المرجح أن يلعبوا دورا محوريا في أي عملية برية مستقبلا داخل سوريا. وتتهم الحكومة الأمريكية الأسد بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الانسان وتقول إنها لن تطلب الإذن من حكومة الأسد لشن ضرباتها الجوية في سوريا.

وفي حين أن ذلك يكاد يغلق كل أبواب التعاون العسكري في سوريا ضد الدولة الاسلامية فمازال المسؤولون الأمريكيون يرون امكانية العمل معا في جبهة أخرى هي دعم المعركة التي تخوضها بغداد لدحر التنظيم في العراق.

لكن حتى في العراق يبدو العمل المشترك لأمريكا وروسيا مستبعدا.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية "للولايات المتحدة وروسيا مصلحة في هزيمة هذا النوع من التطرف العنيف الذي تمثله الدولة الاسلامية."

* "لم تغير شيئا"

ويقول مسؤولون أمريكيون مطلعون اطلاعا مباشرا على مباحثات خاصة جرت بين موسكو وواشنطن في الاسابيع الأخيرة إن حساسية روسيا بشأن مصير الأسد برزت بشكل ملحوظ في هذه المحادثات.

وقال المسؤولون إنه بعد أن أعلن الرئيس باراك أوباما بدء الضربات الجوية على قوات الدولة الاسلامية في العراق بدأ أعضاء في إدارته يلمحون لموسكو أن الدور على سوريا.

وقالوا إن وزير الخارجية جون كيري نقل هذه الرسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في باريس يوم 15 سبتمبر ايلول الجاري على هامش مؤتمر عن العراق حضره الاعضاء الدائمون بمجلس الامن الدولي ودول أوروبية وعربية وممثلون عن الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية والأمم المتحدة. وتعهد الجميع بمساعدة حكومة بغداد.

وقال المسؤولون إن كيري عرض في ذلك الاجتماع تأكيدات بأن الولايات المتحدة لن تستهدف الأسد أو قواته مباشرة. وناقش الاثنان في اجتماع بالأمم المتحدة يوم الاربعاء المسألة من جديد وذلك في أعقاب بدء الضربات الجوية في سوريا.

وقال مسؤول أمريكي كبير "لم يغير الاجتماع شيئا."

وفي مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة يوم الجمعة شكك لافروف في شرعية الحملة الجوية وقال "نحن نحارب الارهاب باتساق وعلى الدوام لا عندما يعلن أحد تحالفا فقط."

وتحذر موسكو منذ مدة طويلة من النتائج العكسية المحتملة للدعم الأمريكي لقوات المعارضة المناهضة للاسد في الحرب السورية. وزادت هذه المخاوف بسبب خطط توسيع التدريب الامريكي للمعارضة وتسليحها.

* مساع وراء الكواليس

وعلى الرغم من ذلك فمن الممكن ان تستفيد روسيا من أي نجاح تحرزه أمريكا في حربها على الدولة الاسلامية التي انضم إليها مقاتلون من منطقة شمال القوقاز ذات الغالبية المسلمة وهي منطقة يشن فيها متشددون هجمات يومية لإقامة دولة اسلامية.

ويرجع العنف في تلك المنطقة إلى حربين خاضتهما موسكو مع انفصاليين في الشيشان بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وربما يشكل هؤلاء المقاتلون خطرا أمنيا على روسيا إذا عادوا إلى شمال القوقاز.

ومن بين الأفراد والجماعات التي أعلنت وزارة الخارجية الامريكية في 24 سبتمبر ايلول أنهم ارهابيون أو يسهلون أعمال الارهاب جماعة جيش المهاجرين والأنصار وهو جماعة متشددة شيشانية.

واعتبر هذا الوصف مفيدا لموسكو إذ أنه يمكن واشنطن من تجميد أصول ومنع تحويلات مالية.

لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن واشنطن لم تقدم لموسكو طلبا خاصا للانضمام إلى التحالف أو العمل معا لمحاربة الدولة الاسلامية. ولم تعرض روسيا شيئا من هذا القبيل. لكن المسؤولين يسلمون بأهمية أي دور محتمل لموسكو في أي حملة تتم في الشرق الأوسط.

وقال المسؤول الكبير بإدارة أوباما "ما من شك أن روسيا لاعب رئيسي في سوريا وفي العراق ومن المحتم أنها ستكون طرفا في أي وضع نتعامل معه" رغم أن نوع الدور الذي يمكن أن تؤديه لم يتضح بعد.

وقال مصدر مطلع إن مجموعة من خبراء السياسات الخارجية الامريكيين والروس الذين يقدمون المشورة بانتظام لحكوماتهم عقدوا اجتماعا خاصا في موسكو الأسبوع الماضي سعيا لايجاد أرضية مشتركة في الحرب على الدولة الاسلامية.

وقال المصدر إن الوفد الروسي الذي ضم مسؤولين سابقين مازالوا على صلة وثيقة بالكرملين أبدى اهتمامه بالتعاون في مكافحة الارهاب بما في ذلك تبادل معلومات الاستخبارات. لكن المحادثات صادفت ارتيابا كبيرا من الطرفين فلم يتفقا على أي شيء ملموس.

وفي موسكو قال فيودور لوكيانوف رئيس تحرير مطبوعة روسيا في الشؤون الدولية إن من المرجح أن يقتصر الدور الروسي في محاربة الدولة الاسلامية على مساعدة الحكومتين العراقية والسورية. وتزود موسكو قوات الأمن في البلدين بالسلاح.

وقال لوكيانوف الذي يرأس لجنة استشارية للشؤون الخارجية بالكرملين "روسيا ليس لديها أي رغبة أو أي خطة أو اهتمام بأن تكون جزءا من أي حملة تقودها الولايات المتحدة."

وأضاف قائلا "وجهة النظر الروسية هي أن كل هذه الفوضى نتجت إلى حد كبير عن السياسة المتهورة والطائشة في غزو العراق."

وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن أسعدها تصويت روسيا بالموافقة يوم الاربعاء على قرار تدعمه الولايات المتحدة يحث الحكومات على المساعدة في وقف تدفق المقاتلين الأجانب على الجماعات الجهادية.

لكن ماثيو روجانسكي الخبير في الشؤون الروسية بمركز ويلسون للابحاث في واشنطن قال إن خطاب أوباما في الامم المتحدة في اليوم نفسه الذي حذر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مغبة "العدوان" على أوكرانيا ربما يكون قد محا الاثر الطيب.

وأضاف "من وجهة النظر الروسية كل شيء مترابط."

وقال جيمس جولدجاير المتخصص في شؤون الكرملين بالجامعة الامريكية في واشنطن إن العقبات التي تحول دون التعاون الأمريكي الروسي ضد الدولة الاسلامية أضخم فيما يبدو من أن يتم التغلب عليها قريبا لكن التغيير قد يحدث إذا شعرت موسكو بخطر على أمنها.

وأضاف "في الوقت الحالي يتمثل أكبر مشاغل روسيا في الحفاظ على النفوذ القليل الذي تبقى لها في الشرق الأوسط. وهذا يعني سوريا."

© Reuters. الارتياب في دوافع واشنطن يقطع الطريق على التعاون الروسي الأمريكي في سوريا

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.