من أندرو أوزبورن وتوم بيري
موسكو/بيروت (رويترز) - تجاهل الكرملين قرارا للمعارضة السورية مقاطعة مؤتمر السلام الذي ينظمه في روسيا هذا الأسبوع، وقال يوم الاثنين إن المؤتمر سيعقد بغض النظر عن القرار وسيقدم إسهاما مهما فيما يتعلق بالتوصل لحل سياسي.
وتستضيف روسيا ما سمته (المؤتمر السوري للحوار الوطني) في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود يوم الثلاثاء وتأمل أن يؤدي لبدء مفاوضات بشأن صياغة دستور جديد لسوريا بعد حرب أهلية مستمرة منذ سبع سنوات تقريبا.
لكن الدول الغربية وبعض الدول العربية ترى أن سوتشي محاولة لإيجاد عملية سلام منفصلة من شأنها أن تقوض جهود الأمم المتحدة للتوصل لاتفاق سلام وتضع الأساس لحل ملائم أكثر للرئيس السوري بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران.
وقال متحدث باسم المعارضة السورية يوم السبت إن المعارضة لن تحضر المؤتمر الروسي لهذه الأسباب.
ويمثل القرار انتكاسة لموسكو التي تحرص أن تصور نفسها والرئيس فلاديمير بوتين كوسيط مهم للسلام في الشرق الأوسط بعدما ساعد جيشها في تحويل دفة الصراع السوري لصالح الأسد.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف يوم الاثنين إن مقاطعة المعارضة لن تمثل انتكاسة خطيرة للمؤتمر.
وأضاف "من غير المحتمل أن تؤدي حقيقة عدم مشاركة بعض الممثلين عن العمليات الجارية حاليا في سوريا إلى منع هذا المؤتمر من المضي قدما ومن غير المرجح أن تقوض أهمية المؤتمر على نحو خطير".
* تحقيق انفراجة فورية ليس مرجحا
وقال بيسكوف "يدرك الجميع أن تحقيق انفراجة فورية في عملية السلام السورية ليس ممكنا على الأرجح. الأمر الوحيد الممكن هو العمل الصبور والتدريجي والمفصل الذي يمكن أن يجعلنا نمضي للأمام. من هذا المفهوم سيكون المؤتمر خطوة مهمة بناءة جدا على هذا الطريق".
من ناحية أخرى أبلغ مبعوث بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف وكالة تاس للأنباء أن موسكو تأسف لقرار قيادة المعارضة عدم المشاركة، لكنه قال إنه يأمل أن يسود "الحس السليم" وأن تغير المعارضة رأيها.
وأضاف لافرينتييف للوكالة أنه يتوقع أن يركز المؤتمر على اختيار أعضاء لجنة صياغة دستور سوري جديد، وأن ينشد المشاركون الدعم لإعادة بناء سوريا.
ومن المتوقع أيضا أن يبحث المؤتمر إجراء انتخابات جديدة واسم البلاد.
بيد أن المعارضة تقول إن المؤتمر مضيعة للوقت.
وقال جورج صبرا المعارض السياسي السوري البارز لرويترز عبر الهاتف "(سوتشي) مشروع لخدمة السياسة الروسية... بعد أن وضعوا يديهم الثقيلة على الأراضي السورية".
وتوقعت هداية يوسف، السياسية الكردية السورية البارزة التي تعد واضعة خطط يقودها الأكراد للاستقلال في شمال سوريا، على وسائل تواصل اجتماعي ألا يسفر سوتشي عن شيء يذكر.
وكتبت أن سوتشي لن يأتي "بنتائج إن لم تشارك الأطراف الموجودة على الأرض ".
وقالت صحيفة الوطن الموالية لدمشق نقلا عن مصادر لم تحددها إنه لن يكون هناك تمثيل رسمي للدولة السورية في سوتشي لكن سيكون هناك أعضاء من حزب البعث الحاكم.
وتشرف روسيا وتركيا وإيران بالفعل على محادثات سلام في قازاخستان منفصلة عن تلك التي تساندها الأمم المتحدة في جنيف، ويستهدف مؤتمر سوتشي دفع عملية السلام إلى الأمام بعد تعثرها جراء الخلافات.
وتقول موسكو إن الهدف من جهودها لإحلال السلام أن تكون مكملة لجهود الأمم المتحدة لا أن تنافسها.
وذكرت روسيا أن 1600 مندوب سوري وجهت لهم الدعوة للمشاركة في المؤتمر الذي يبدأ أعماله يوم الثلاثاء.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)