برازيليا، 20 فبراير/شباط (إفي): وقع اختيار حزب العمال على ديلما روسيف، "المرأة الحديدية" بالحكومة البرازيلية لتكون مرشحة الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولدت روسيف لشيوعي بلغاري هاجر الى البرازيل وتزوج من برازيلية عقب الحرب العالمية الثانية، لينجب روسيف في 14 ديسمبر/كانون أول من عام 1947.
وفي حقبة السبعينيات، انضمت روسيف الى حركة مقاومة الديكتاتورية البرازيلية، من خلال منظمة "Politica Operaria" اليسارية، لتنضم بعدها الى صفوف "الطليعة المسلحة الثورية بالمارس"، أحد أهم الجماعات المسلحة في هذه الأثناء.
واعتقلت السلطات الأمنية روسيف عام 1970 لتمثل أمام محكمة عسكرية تدينها بالسجن لمدة ثلاث سنوات، تتعرض خلالها لعمليات تعذيب، لتصبح أحد أهم العقول المدبرة لهذه الجماعة الثورية، للتزوج بأحد أعضائها نهاية السبعينيات وترزق ببنت.
وتخرجت روسيف في كلية العلوم الاقتصادية بالجامعة الفيدرالية باقليم ريو جراندي دو سول، حيث أقامت مع زوجها، عام 1977 لتنبغ في علوم الاقتصاد وتقوم بتحضير رسالتي ماجستير ودكتوراة منقطعتي النظير.
وفي هذه الأثناء، شاركت روسي في عمليات اعادة انشاء الحزب "العامل البرازيلي"، والذي تحول فيما بعد الى "الحزب الديمقراطي العمالي"، كما شغلت منصب وزيرة الطاقة بحكومة الاقليم، بين عامي (1991-1995).
وعقب انتهاء تحالف بين حزبها وحزب العمال، طالب حزبها أعضائه بترك مناصبهم، لتنضم روسيف الى حزب العمال، الحاكم حاليا، في 1999 الى أن يختارها دا سيلفا، خلال فترة رئاسته الأولى للبلاد، وزيرة للتعدين والطاقة يناير/كانون ثان من عام 2003.
في عام 2006 صادقت اللجنة الخاصة للاصلاح التابعة لمكتب حقوق الانسان على الطلب الذي تقدمت به روسيف للحصول على تعويضات عن التعذيب الذي تعرضت له في السجن.
وخلال عملها كوزيرة للطاقة، أصبحت روسيف أحد عوامل تنمية قطاع الطاقة بالبرازيل في السنوات الماضية، على الرغم من اصطدامها بالمنظمات البيئية، على خلفية الدعم الذي أبدته لشركات توليد الطاقة الكهرومائية في منطقة الأمازون، والتي تعتبر رئة الكرة الأرضية.
وفي ظل فضائح الفساد التي اندلعت في البلاد، وأطاحت بعدد من الوزراء المقربين لدا سيلفا في 2005، وقع اختيار الرئيس على روسيف، عالمة الاقتصاد، لتشغل منصب وزيرة شئون الرئاسة.
وكلفها دا سيلفا منذ 2006 بالتخطيط وادارة برنامج "اسراع معدلات النمو"، وهي خطة طموحة تسعى من خلالها الحكومة الى تشييد البنى التحتية، وهو الأمر الذي أضفت عليه روسيف رؤيتها كوزيرة.
وفي العام الماضي أعلنت روسيف اصابتها بمرض السرطان في الغدد الليمفاوية، وهو الأمر الذي يستدعي خضوعها لجلسات علاج كيميائي، إلا أنها تعهدت بأن هذه الجلسات لن تلقي بظلالها على ايقاع العمل.
ولم يتخيل أحد أن تتحول روسيف إلى مرشحة للرئاسة عن حزب العمال، نظرا لافتقارها الشديد إلى الحضور (الكاريزما)، مقارنة مع دا سيلفا، بجانب انضمامها المتأخر لصفوف الحزب.(إفي)