ساو باولو، 4 ديسمبر/كانون أول (إفي): لم يتوج سوكراتيس، الذي وافته المنية اليوم الأحد عن 57 عاما، بلقب كأس العالم خلال المونديالين اللذين شارك بهما، لكنه يحتفظ بمكانة خاصة بين أساطير كرة القدم لمهاراته وتألقه على ملاعب إسبانيا والمكسيك عامي 1982 و1986 على الترتيب.
وتوفي سوكراتيس برازيليرو سامبايو دي سوزا فييرا دي أوليفيرا اليوم بإحدى مستشفيات ساو باولو نتيجة لانهيار نظام المناعة في جسمه بسبب الإصابته بـ(صدمة انتانية)، نجمت عن مشكلات مرتبطة بإفراطه في تعاطي الكحوليات، الذي تسبب من قبل في إصابته بتليف الكبد.
توفي سوكراتيس تحديدا في اليوم الذي قد يتوج فيه كورينثيانز، أكثر الفرق التي تألق بقميصها، بلقب الدوري البرازيلي في الجولة الأخيرة من عمره، التي بالتأكيد ستشهد العديد من أوجه التكريم للنجم الراحل.
ولطالما لفت اسم النجم البرازيلي النظر في عالم كرة القدم، لأن اسمه يذكر دوما بالفيلسوف اليوناني الشهير، لكن ذلك لم يكن الأمر الوحيد اللافت به، فهناك أيضا طوله الفارع الذي بلغ 191 سم وأناقته في اللعب، ولاسيما تمريراته الحاسمة.
لكن المهارة، لا تكون دائما مقترنة بالحظ، وذلك ما ينطبق على سوكراتيس صاحب القميص رقم ثمانية، وعلى باقي كوكبة النجوم الذين دربهم المدير الفني تيليه سانتانا خلال مونديالي إسبانيا والمكسيك.
ففي وجود نجوم آخرين مثل زيكو وفالكاو وجونيور وتونينيو سيريزو وآخرين، كان سوكراتيس شاهدا على واحد من أفضل أجيال السامبا منذ بيليه، لكن ذلك الفريق الذي كان مرشحا للقب في المرتين لم ينل أكثر من المركز الخامس.
وفي مونديال إسبانيا، سجل سوكراتيس هدفين: أحدهما في المباراة الأولى التي فازت فيها البرازيل على الاتحاد السوفييتي 2-1 ، والثاني كان ذلك الحدث الحاسم والدرامي الذي خسر رغمه الفريق أمام إيطاليا البطلة بقيادة باولو روسي 2-3.
وفي مونديال 1986 بالمكسيك، أحرز هدفين آخرين، أولهما هدف الفوز على إسبانيا 1-0 من ضربة رأس، والأول في الفوز الكبير على بولندا 4-0 ، لكن الفريق ودع البطولة من دور الثمانية أمام فرنسا بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.
كان ذلك بمثابة وداع مع المنتخب، لكن ليس مع اللعبة التي كرس لها ثلاثة أعوام أخرى من حياته، قبل أن يركز على ممارسة الطب، المهنة التي درسها في بداياته مع بوتافوجو. ومن هنا رافقه طيلة حياته الرياضية لقب "الدكتور".
ولد سوكراتيس في 19 شباط/فبراير عام 1954 بمدينة بيلين، عاصمة ولاية بارا الأمازونية، ولعب أيضا لأندية كورينثيانز وفلامنجو وسانتوس، فضلا عن فيورنتينا الإيطالي.
وفي كورينثيانز لم يدافع فقط عن كرة القدم، بل عن "الديمقراطية الكورينتيانية"، الحركة ذات الصبغة السياسية التي كانت تدافع عن مشاركة أكبر للاعبين في إدارة النادي.
وتألق شقيقه الأصغر راي في نفس مركزه مع أندية برازيلية وأجنبية، لكنه لم يبلغ قط نجاح شقيقه مع المنتخب.
وبكل أسف لم تحل خبرته الطبية، دون إقباله المفرط على معاقرة الكحوليات، مما أدى لاعتلال صحته كثيرا في الأعوام الأخيرة وانتهى بالتسبب في وفاته.
وقد نقل سوكراتيس خلال العام الجاري إلى المستشفى ثلاث مرات بسبب التليف الكبدي، إلى أن خسر في النهاية معركته من أجل الحياة.(إفي)