جنيف، 20 أغسطس/آب (إفى): قدم الرئيس السويسري هانز رودلف ميرز اليوم اعتذار حكومته الرسمي لاعتقال نجل نظيره الليبي معمر القذافي منذ ما يقرب من 13 شهرا.
وأشارت وكالة "ATS" الى أن ميرز تقدم، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، باعتذار رسمي للشعب الليبي لاعتقال شرطة بلاده لدبلوماسيين ليبيين "بشكل غير مبرر"، بالتزامن مع اعلان وزارة المالية السويسرية توقيع ميرز مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي على اتفاقية لاعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف بيان وزراة المالية أن الجانين يعتزمان استئناف كافة الأنشطة القنصلية والتجارية بالاضافة الى السماح للسويسريين الاثنين المحتجزين في ليبيا جراء هذا الموقف بمغادرة البلاد "خلال الأيام المقبلة"، مشيرا الى ان الجانبين اتفقا على انشاء "محكمة مستقلة" للتحقيق في ملابسات اعتقال هانيبال القذافي.
يشار إلى أن العلاقات الليبية السويسرية شهدت فى الفترة الأخيرة بعض الفتور، حيث رفعت الحكومة الليبية دعوى مدنية ضد سلطات مدينة جنيف لاعتقال هانيبال، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في المدينة خلال يوليو/تموز 2008 ، وفقا لتصريحات تشارلز بونسيت، المحامي الذي يتولى القضية نيابة عن الحكومة الليبية، في التاسع من أبريل/نيسان الماضي.
وكانت السلطات السويسرية قد وجهت إلى هانيبال وزوجته الحامل في شهرها الثامن آنذاك تهمة الاعتداء البدني على اثنتين من موظفاتهما، عندما كانا يتواجدان في جنيف.
وقامت الشرطة باستجواب نجل قائد الثورة الليبية الذي قضي ليلة واحدة في السجن، بينما سمح لزوجته بالعودة إلى الفندق، نظرا لتقدم مرحلة الحمل.
وفي الدعوى، تؤكد ليبيا أن سويسرا خرقت اتفاقية فيينا حول الشئون القنصلية، وتتهم الشرطة بالاستخدام المفرط للعنف، وأن سلطات جنيف تعمدت معاملة هانيبال القذافي بشكل مهين للتشديد على أنه ليس فوق القانون.
وتطالب ليبيا في الدعوى بتعويض مادي قدره 474 ألف و 477 فرنك سويسري (311 ألف و357 يورو) وتعويض معنوي قدره 20 ألف فرنك (13 ألف يورو) لكل من الزوجين و10 آلاف فرنك (6500 يورو) لابنهما (3 أعوام) الذي شهد واقعة اعتقالهما.
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي اعلنت ليبيا وقف تزويد سويسرا بالنفط وسحب الايداعات الليبية من المصارف السويسرية (التي تقدر بنحو سبعة مليارات دولار) و"وقف كل أشكال التعاون" بين البلدين.
وفي ديسمبر/كانون أول الماضي منعت السلطات الليبية الخطوط الجوية السويسرية من التحليق في أجواء طرابلس "لأسباب تقنية". (إفي)