هو اليوم الأخير من الأسبوع، حيث تترقب الأسواق صدور تقرير الوظائف عن الاقتصاد الأكبر في العالم -الاقتصاد الأمريكي-، وتشير التوقعات إلى أن التقرير سيظهر استمرار التحسن الملحوظ الذي يشهده القطاع خلال شهر شباط/فبراير، لتشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي خلق حوالي 210 ألف فرصة عمل خلال الشهر الماضي، عقب تحسن أداء قطاع العمل خلال شهري كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير.
وسيصدر تقرير الوظائف المرتقب في تمام الساعة 8:30 بتوقيت نيويورك، حيث تشير التوقعات إلى أن معدل البطالة استقر في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر شباط/فبراير عند 8.3%، بالمقارنة مع معدل البطالة السابق والمسجل عند 8.3% خلال شهر كانون الثاني/يناير، وستظهر وزارة العمل الأمريكية بأن القطاع الصناعي أو بالأصح -التغير في وظائف القطاع الصناعي- نجح في خلق 24 فرصة عمل، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 50 ألف فرصة عمل قبيل شهر، هذا إلى جانب توفير القطاع الخاص أو لنكن أكثر دقة فإن التغير في وظائف القطاع الخاص بلغ خلال شهر شباط/فبراير 225 ألف فرصة عمل، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 257 ألف وظيفة.
وعلى ما يبدو فإن أرباب العمل عادوا إلى خلق الوظائف وتوفير الأيدي العاملة مجدداً، مع الإشارة إلى أن وتيرة خلق فرص العمل اتسمت بالقوة خلال الفترة الماضية، ولكن ذلك لا يمنع استمرار ضعف معدلات الدخل الشخصي والإنفاق الشخصي، الأمر الذي شهدناه في تقرير الدخل في الأسبوع الماضي.
وستناول التقرير أيضاً معدل الدخل في الساعة، حيث تشير التوقعات إلى أن معدل الدخل في الساعة ارتفع خلال شهر شباط/فبراير بنسبة 0.2%، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي كانت مسجلة عند 0.2%، هذا على الصعيد الشهري، أما على الصعيد السنوي، فمن المتوقع أن يظهر المؤشر ارتفاعاً طفيفاً ليصل إلى 2.0%، بالمقارنة مع أرقام الشهر السابق والتي بلغت 1.9%، بينما معدل ساعات العمل الأسبوعية فمن المتوقع أن تستقر وتظهر ثباتاً عند الرقم المسجل في السابق أيضاً عند 34.5.
الأوضاع الاقتصادية شهدت المزيد من الاعتدال عزيزي القارئ، فالأنشطة الاقتصادية تواصل التحسن بشكل معتدل وتدريجي وبطيء في الكثير من الأحيان، في حين أكد رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي مؤخراً على أن قطاع العمل الأمريكي لا يزال يشهد تحسناً ملحوظاً، إلا أن مستويات ومعدلات البطالة لا تزال مرتفعة، على الرغم من انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوى لها في عامين.
ويؤكد البنك الفدرالي الأمريكي على أن معدلات البطالة ستتراوح خلال العام الحالي 2012 ما بين 8.5% و 8.7% بحلول نهاية العام، بالمقارنة مع توقعاته السابقة والتي بلغت 7.8% إلى 8.2%، حيث تشير توقعات البنك إلى أن قطاع العمل الأمريكي سيشهد وتيرة توظيف معتدلة خلال العام الحالي، ولكن وبشكل عام فإن قطاع العمل الأمريكي لا يزال يبحث عن الاستقرار، الأمر الذي سيضعف الأوضاع الاقتصادية وبالتالي وتيرة التعافي والانتعاش، نظراً لانخفاض معدلات الإنفاق خلال الفترة المقبلة، مع العلم بأن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي تقريباً.