مدريد، 21 مارس/آذار (إفي): قال الدكتور المصري إبراهيم عوض، أستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن التحدي الاقتصادي الكبير أمام دول مثل مصر وتونس بعد الثورات التي شهدتها يكمن في إعادة هيكلة اقتصاداتها من أجل تحسين ظروف حياة السكان والتمكن من خلق فرص عمل.
وأبرز عوض في مقابلة مع (إفي) اليوم أن "الشعب ثار لرغبته في المشاركة بالحياة السياسية، وكذلك لأن ظروف الحياة كانت متدنية لدى جزء كبير من السكان".
وأشار عوض، الذي يشارك اليوم في مؤتمر بمؤسسة "البيت العربي" بالعاصمة الإسبانية مدريد، بعنوان "البعد الاقتصادي للثورات العربية"، إلى انه قبل الربيع العربي "كان هناك انعدام مساواة وفقر وبطالة وهياكل اقتصادية لا يمكن في الحقيقة أن تنتج أكثر من الفقر والعمل في ظروف غير مقبولة".
وأضاف "يجب إحداث إعادة هيكلة في الاقتصادات حتى تستطيع أن تخلق فرص العمل التي ينتظرها السكان، هذا هو قلب المشكلة"، مشددا على أن اقتصادات دول الربيع العربي "تعمل بمستوى إنتاجي منخفض" و"بما أنها تنتج أقل، فإن مستوى الحياة يظل منخفضا".
وفي سياق متصل قال عوض، الذي شغل منصب مدير المكتب الإقليمي لشمال أفريقيا لمنظمة العمل الدولية بين عامي 2001 و2005 ، "من أجل ذلك ثارت الشعوب وهذا ما يجب أن يحدث إذا رغبت الأنظمة السياسية في أن تكون دائمة".
وأضاف أنه من بين الآثار الأكثر وضوحا التي احدثها "الربيع العربي" في الاقتصادات، يبرز انخفاض الاستثمارات الأجنبية، وزيادة العمالة غير الرسمية وتراجع دخل السياحة.
وأشار عوض إلى أن "السياحة تعد أحد المصادر الأربعة الرئيسية للعملات وكذلك الحال بالنسبة لتونس. وهذا بالتأكيد يقلل من الإمكانيات الاقتصادية للبلاد"، ومع ذلك شدد على انه "على الرغم من اهمية السياحة، فإنها لا يجب أن تكون في المستقبل العمود الفقري للاقتصاد لأن هذا يعرض البلاد إلى "الضعف الشديد".
وأضاف أن التحدي على المدى القصير يكمن في "العودة إلى الوضع الذي كان منذ 14 شهرا"، وأشار إلى أن تحقيق هذا الأمر يحتاج إلى مرحلة انتقالية بـ"برنامج واضح ومعقول ومنطقي وعقلاني". (إفي)