نيويورك، 25 أغسطس/آب (إفي): تسببت الأنباء عن قيام الزعيم الليبي معمر القذافي بأول زيارة له إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، في خلق حالة من الجدل بالولايات المتحدة التي تشهد احتقانا كبيرا بعد الإفراج عن عبد الباسط المقراحي المدان في هجمات لوكيربي.
وأعربت سلطات فيدرالية ومحلية في ولاية نيوجيرسي عن رفضها لإمكانية قيام القذافي بنصب خيمته البدوية الشهيرة في أحد المقرات التابعة للحكومة الليبية في مدينة إنجلوود، الواقعة بالولاية القريبة من نيويورك.
وطالب سيناتور ولاية نيوجيرسي، الديمقراطي فرانك لوتنبرج، الاثنين، الخارجية الأمريكية بحصر تأشيرة الزعيم الليبي في المنطقة المحيطة بمقر هيئة الأمم المتحدة في مانهاتن.
وقال لوتنبرج في بيان صحفي "بالنظر إلى الأحداث الأخيرة، أعتقد أن على وزارة الخارجية التأكد من اقتصار زيارة العقيد القذافي على القضايا الرسمية بالأمم المتحدة فحسب، وألا تترك له الفرصة للارتحال كيفما شاء".
وأبدى السيناتور الديمقراطي "انزعاجا خاصا" من اهتمام الزعيم الليبي بالوجود في منطقة تسكن فيها عائلات ضحايا للهجمات التي استهدفت الرحلة رقم 103 لطائرة تابعة لشركة بان آمريكان عام 1988 مما أسفر عن مصرع 270 شخصا.
وكانت مجلة "نيوزويك" قد أشارت إلى نية الزعيم الليبي إقامة خيمته في إنجلوود، بعد أن رفضت سلطات نيويورك السماح له بإقامتها في "سنترال بارك".
وقال عمدة المدينة مايكل وايلدز الاثنين إن القذافي غير مرحب به لأنه "إرهابي" على حد تعبيره. وقال وايلدز في تصريحات لقناة "فوكس 5" المحلية "لا يجب أن يطأ الأراضي الأمريكية، لا يجب أن يقيم في مدينتي".
وكان المقراحي (57 عاما) مدانا بالسجن المؤبد قبل أن تقرر السلطات الأسكتلندية الإفراج عنه لأسباب إنسانية، بررتها بمعاناته من سرطان في مراحله الأخيرة.
من جانبها، نفت الأمم المتحدة أن تكون قد أعطت موافقتها للزعيم الليبي كي يقيم خيمته في حديقة مقرها.
أما الخارجية الأمريكية فأشارت إلى إجراء اتصالات مع كل من الأمم المتحدة والسلطات المحلية في نيويورك حول مكان إقامة الزعيم الليبي خلال الزيارة، مؤكدة في الوقت نفسه عدم اتخاذ أي قرار بعد.
واستبعد الناطق باسم الخارجية الأمريكية إيان كيلي في الوقت الحالي أي اجتماع للولايات المتحدة مع القذافي في نيويورك، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال كيلي خلال مؤتمر صحفي الاثنين "سنتابع عن كثب كيفية استقبال هذا الرجل (المقراحي). وإذا واصلوا التعامل مع الأمر كاحتفالية، فإن هذه النوعية من التظاهرات العامة لن تخلف سوى أثرا سلبيا على علاقاتنا (الثنائية)".
ومن المقرر أن يلقي القذافي كلمة يوم 23 سبتمبر/أيلول المقبل في افتتاح اجتماعات الجمعية العامة رقم 64 للأمم المتحدة برئاسة الدبلوماسي الليبي علي التريكي. (إفي)