صلاح سيد.
مدريد، 25 أغسطس/آب (إفي): على مدى المواسم الثلاثة الماضية ترسخت مكانة أندية أشبيلية وأتلتيكو مدريد وبياريال وبالنسيا كأكثر الفرق القادرة على تهديد عرش ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الأسباني، بعد أن هيمن الأخيرين على لقبه على مدى خمسة مواسم.
ورغم أن النادي الكتالوني أنهى الموسم الماضي بأداء يبث الرعب في قلوب منافسيه، وأن غريمه الملكي عزز الصفوف بلاعبين من ذوي الأسماء العملاقة، إلا أن المطاردون الأربعة لا يزالون يحتفظون بالأمل في اقتحام المقدمة، خاصة وقد أنهوا الموسم الماضي في المراكز من الثالث إلى السادس بحسب الترتيب الذي ظهروا عليه في الفقرة الأولى.
وكان من الواضح أن هذه الفريق باتت تصنع طبقة تخلف مباشرة الكبيرين منذ موسم 2006-2007 ، رغم أن أتلتيكو مدريد ترنح في نهايته واحتل المركز السابع تاركا السادس لريال ثاراجوثا الذي لم يثبت أحقيته بهذه الإنجاز فهبط بصورة غريبة في الموسم التالي مباشرة إلى الدرجة الثانية قبل أن يعود مجددا مع الموسم الذي ينطلق خلال أيام.
واحتفظ إشبيلية بقصب السبق في ذلك الموسم بعد أن حقق لقب بطولة كأس الملك إلى جانب احتلاله المركز الثالث في الدوري.
وفي الموسم اللاحق 2007-2008 اجتمعت المشكلات الإدارية مع توالي رحيل المديرين الفنيين لتدمر موسم بالنسيا، حيث احتل الفريق المركز العاشر بعد أن وصلت به الحال إلى مصارعة الهبوط، بيد أنه أنقذ موسمه بلقب كأس الملك، فيما كان بياريال النجم الأول بين الفرق الأربعة بعد أن انتزع من برشلونة المركز الثاني ليحل خلف ريال مدريد المتوج بلقب الدوري، تاركا عملاق كتالونيا في المركز الثالث.
والآن تصبو هذه الفرق الأربعة إلى ما هو أكثر، ولن يكون ترشيح إشبيلية قبل الثلاثة الأخرى لأنه كان الأفضل في الموسم الماضي، بل لأنه الفريق الذي يتمتع بأكبر قدر من الاستقرار الفني والإداري.
فالفريق يقوده مدير فني شاب هو مانولو خيمينث (45 عاما) الذي تسلم قيادة إشبيلية منتصف الموسم قبل الماضي بعد واقعة "هروب" خواندي راموس لتدريب توتنهام الإنجليزي، وحاولت الجماهير مساندة المدرب الجديد قدر الإمكان نكاية في سلفه "الخائن"، وأثبت المدرب جدارة بعد أن حافظ على استقرار مجموعة اللاعبين، والآن حان الوقت لعودة إلى الفريق إلى تحقيق البطولات التي غابت منذ رحيل راموس "صائد الكئوس".
ولم يفقد إشبليية أيا من نجومه قبل الموسم الجديد، عدا قائده ونجم دفاعه المخضرم خابي نابارو الذي أعلن اعتزاله، كما تخلص من مشكلات الإيطالي إنزو ماريسكا مع المدير الفني بعد أن باعه إلى أوليمبياكوس اليوناني، وآب مواطنه الحارس مورجان دي سانكتيس إلى بلاده ليلعب لنابولي.
في المقابل ضم الفريق عددا من اللاعبين أبرزهم نجم الوسط العاجي ديدييه زوكورا من توتنهام والبرتغالي دودا نجم مالاجا في الموسم الماضي وألبارو نيجريدو هداف ريال مدريد، لكن أهم إنجازات الفريق الأندلسي في فترة الانتقالات الحالية كانت الاحتفاظ بهدافه البرازيلي لويس فابيانو.
فنيا، مر أتلتيكو مدريد بموقف مشابه بما حدث مع إشبيلية، الخلاف الوحيد أن تجربة فريق العاصمة كانت في الموسم المنتهي وأن المدير الفني المكسيكي خابيير أجيري لم يخن هذه المرة بل أجبر على الرحيل، ليمنح النادي الفرصة لحارس مرماه المعتزل في عقدي الثمانينات والتسعينات أبيل ريسينو.
ونجح ريسينو في اختباره الأول بعد أن اقتنص بصعوبة المركز الرابع، آخر المقاعد المؤهلة إلى دوري الأبطال، ليستحق فرصة أخرى هذا الموسم لابد وأن يقدم عبرها الأفضل.
وتخلص النادي من ليو فرانكو حارسه الأرجنتيني المتميز ليرحل إلى جالطا سراي، ومن جناح ليفربول السابق لويس جارثيا ليرتدي بدوره قميص راسينج سانتاندير، وانتهت إعارة الأرجنتيني الصاعد إيبر بانيجا لاعب بالنسيا الذي بعثه مجددا إلى إيفرتون.
وفي ظل امتلاكه واحدا من أقوى خطوط الهجوم، ليس في إسبانيا وحدها بل في أوروبا بأسرها، ركز أتلتيكو مدريد على تدعيم الخطوط الخلفية، حيث ضم الحارس الواعد سرخيو أسينخو من بايادوليد ومدافع أوروجواي الصاعد لياندرو كابريرا، الذي يبشر بأن يصبح أحد أفضل المدافعين في الدوري الإسباني رغم صغر سنه (18 عاما)، إلى جانب المدافع الدولي المخضرم، الإسباني خوانيتو إثر هبوط ناديه ريال بيتيس.
وكما فعل إشبيلية، يحسب لأتلتيكو احتفاظه بنجمي هجومه هداف أوروجواي دييجو فورلان ونجم الأرجنتين سرخيو أجويرو، رغم الإغراءات المالية الكبيرة ولاسيما من برشلونة للأول وتشيلسي للثاني.
أكثر ما يجول بفكر لاعبي بياريال في الوقت الحالي هو إثبات أن الإنجازات المبهرة التي صنعها النادي خلال الموسم الأخيرة لا تنسب جميعا "للمهندس" التشيلي مانويل بيليجريني الذي انتقل إلى تدريب ريال مدريد، الذي حول الغواصة الصفراء من مجرد فريق مجهول إلى عملاق يتأهل إلى قبل نهائي دوري الأبطال ويحتل وصافة الدوري الإسباني.
لكن الأمر الوحيد الذي يثير الاطمئنان في قلوب الجماهير هو أن زمام الأمور انتقل إلى إرنستو بالبيردي صاحب التجربة الناجحة مع إسبانيول من قبل، والذي عاد للحفاظ على هوية الفريق رغم موسمه الرائع مع أوليمبياكوس العام الماضي والذي توج فيه الفريق بالثنائية المحلية.
ويعد بياريال أكثر الفرق الأربعة إحلالا وتبديلا، فرغم تساويه مع بالنسيا في رصيد التعاقدات الجديدة بواقع عشرة لاعبين، إلا أنه استغني عن تسعة مقابل ثمانية لعملاق ميستايا، على الأقل حتى الآن.
ويمكن القول بأن بالبيردي قام بعملية "تطهير" في خط الهجوم، بعد رحيل المخضرمين المكسيكي من أصل أرجنتيني جييرمو فرانكو والتركي نهاد قهوجي الذي عاد إلى بشيكتاش فضلا عن الأمريكي الصاعد جوزي ألتيدور الذي انتقل إلى هال سيتي الإنجليزي، مقابل ضم عدد من المغمورين -كالعادة- ووسطهم صفقة كبيرة حملت هذه المرة اسم الهداف الدولي البرازيلي نيلمار مهاجم إنترناسيونال السابق.
لا يزال بالنسيا يحاول رفع الرأس ومع فشل الفريق مجددا في احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، ابتعد عن دوري الأبطال ليلعب إلى جوار بياريال في البطولة الجديدة "دوري أوروبا" التي حلت محل كأس الاتحاد الأوروبي (ويفا).
ورغم أن بصمات أوناي إيمري لم تبد واضحة على أداء الفريق في الموسم الماضي، إلا أن الإدارة اتخذت خيار الاستقرار وهو ما حاولت تطبيقه مع اللاعبين فتمسكت بالنجم الهداف دابيد بيا، صاحب أهم صفقة لم تتم هذا الموسم بعد مطاردة من الريال والبارسا ومانشستر يونايتد وتشيلسي، والجناح الشاب دابيد سيلبا، بعد أن فرط النادي في المدافع راؤول ألبيول الذي رحل إلى النادي الملكي.
كما فضل النادي عدم تجديد تعاقد المهاجم المخضرم فرناندو موريينتيس ليرحل إلى أوليمبيك مارسيليا دون مقابل.
لكن الأزمة المالية التي كادت تتسبب برحيل جميع نجومه وأخفقت، نجحت في المقابل في الحيلولة دون قدرته على ضم لاعبين بارزين، إلا لو قرر أوناي هذا الموسم منح الفرصة للمهاجم الصربي العملاق نيكولا زيجيتش العائد من إعارة إلى ناديه القديم راسينج سانتاندير ولم يتأكد استمراره من عدمه. (إفي)