بغداد، 3 سبتمبر/أيلول (إفي): جددت القيادات الكردية تمسكها بضم محافظة كركوك (250 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط إلى اقليم كردستان، في حين رفض العرب اعتماد سجلات الناخبين الجديدة التي سمحت بتسجيل الوافدين بعد عام 2003 فيها تمهيدا لاجرءا انتخابات تحدد مصير المدينة وفقا للمادة 140 من الدستور العراقي.
واجتمع الأربعاء في محافظة اربيل مركز الاقليم، مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان، مع آد ميلكرت المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، لبحث الأوضاع السياسية.
ونقل بيان صدر عن مكتب برزاني ان الاجتماع سلط الضوء على المادة 140 من الدستور العراقي الدائم، ونقل عن برزاني تاكيده على دور الأمم المتحدة، وامله بمساعدتها لجميع الاطراف لمعالجة القضايا العالقة.
وجدد بارزاني تمسكه بالمادة 140 الخاصة بالمناطق التي يطلق عليها بالمتنازعة، قائلا "أن التنصل من تنفيذ هذه المادة يؤدي الى تعقيد القضايا، ونرفض أية بدائل عنها، ولن نساوم عليها مطلقا".
إلى ذلك قرر الحزبان الكرديان الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، والديمقراطي برئاسة برزاني، في اجتماعهما الاربعاء تشكيل لجنة مشتركة من الحزبين بهدف توحيد الخطاب والموقف السياسي فيما يتعلق بمسألة كركوك، وسيكون للاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني "أجندة عمل جديدة حول التعامل مع الإنتخابات المقبلة في كركوك".
من جانبه، دعا رزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك إلى ضرورة ايجاد حل "وسط" لقضية كركوك المعقدة ضمن اطار الدستور العراقي، قائلا في مؤتمر صحفي: "ان تقسيم كركوك إلى اربع مناطق انتخابية أمر مرفوض من قبل المحكمة الاتحادية كونه يخالف المباديء والأنظمة الديمقراطية في كافة بلدان العالم".
وشدد عقب لقاءه مع المجلس السياسي العربي، الذي يعد المرجعية السياسية للاحزاب والكيانات السياسية والعشائرية العربية في كركوك، على اهمية مشاركة جميع مكوناتها في الادارة مع مراعاة "اعطاء القائمة التي حصلت على اغلب الاصوات حرية اختيار المنصب الذي ترغب فيه".
جدير بالذكران المجلس السياسي العربي قد اعرب عن موقفه الداعم لمقترح تقسيم كركوك إلى اربع مناطق انتخابية وبنسب متساوية لقوميات المدينة الرئيسية من الكرد والعرب والتركمان، رافضا إجراء التعداد السكاني في كركوك.
وكان المجلس قد رفض اعتماد سجلات الناخبين في محافظة كركوك لعام 2008 لحدوث تغيير في النسب السكانية بعد عام 2003 ، بسب استقدام الكثير من العائلات الكردية الى كركوك من محافظات السليمانية واربيل ودهوك، كما جاء اكراد من سوريا وايران.
ويعتقد أهالي مدينة كركوك ان مدينتهم ستمر بأزمة كبيرة إذا استمر الاكراد على تمسكهم وبعض القادة العرب والتركمان برفضهم خصوصا وان ميزان القوى غير متكافئ، وان الاكراد يسخرون الكثير من امكانياتهم لكسب موقف جهات رافضة لمطالبهم، كما يؤكد ذلك محمد ابو فيصل من اهالي منطقة الحويجة جنوب كركوك لمراسل (إفي).
وقال ابو فيصل، وهو قيادي في قوات صحوة المدينة، إن الاكراد يسعون بكل قوة لدمج كركوك في اقليمهم "وقد علمنا ان الاحزاب الكردية تقدم الهبات والاموال لكل شخص عربي أو تركماني يساند مطلبهم، واعتقد ان خطتهم هذه قد تنجح في هذه المرحلة، لكنها ستفتح بابا لازمة كبيرة".
وأضاف "وعلى الحكومة المركزية التدخل، واعتماد وثائقها التي كانت تعتمدها قبل العام 2003 وتساند الرافضين للمطالب الكردية بقوات من الجيش العراقي لكبح جماح البيشمركة التي تسيطر حاليا على زمام الامور".
وتابع ان "موقف الكتلة العربية في كركوك حاليا يعد ضعيفا، ويتعرض لتحركات كردية بشتى الوسائل لتحييد بعض عناصره، وهو غير مدعوم مثل موقف التركمان الذي تسانده تركيا بطرق متعددة". (إفي)