الخرطوم، 12 يوليو/تموز (إفي): انتهت رحلة معاناة المواطن السوداني إبراهيم القوصي الذي أمضى 14 عاما بالمعتقل الامريكي في خليج جوانتانامو عندما حطت طائرة عسكرية أمريكية أرض مطار الخرطوم في الساعات الاولى من فجر اليوم الاربعاء بعدما افرجت عنه السلطات الامريكية، حسب أسرته.
واستقبل القوصي في مطار الخرطوم السفير فتح الرحمن علي محمد مسؤول الشؤون الامريكية في وزارة الخارجية ووالده وعدد من أفراد أسرته.
وعبّر القوصى في حديث للإذاعة السودانية عقب عودته ، عن سعادته لعودته إلى بلاده، و"انه سيظل وفيا لأهله ووطنه"، وقال إن "ما تعرض له كان ظلما كبيرا".
وشكر القوصي "الحكومة وكل محبي الحرية على جهودهم المخلصة التى بذلوها" حتى تم إطلاق سراحه وعودته إلى السودان.
وأصدرت هيئة محلفين عسكرية في المعتقل الأمريكي في 12 أغسطس 2010 حكما بالسجن لمدة 14 عاما بحق إبراهيم القوصي، والذي عمل سائقا وطباخا لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بعد اعترافه بذنبه ضمن صفقة بين القوصي والحكومة الامريكية مهدت الطريق لاطلاق سراحه وتضمن قضاء القوصي عامين في جوانتانامو قبل إرساله إلى السودان.
وسجن القوصي 14 عاما بعد أن قررت المحكمة العسكرية عدم احتساب السنوات الثماني التي قضاها معتقلا في غياهب جوانتنامو قبل محاكمته.
وقالت المحكمة إن القوصى اعترف بأنه غادر السودان في 1996 للانضمام إلى أسامة بن لادن في أفغانستان حيث عمل طباخا له ثم مساعدا لوجستيا وأحيانا سائقا.
ومما جاء في الاعترافات التي أدلى بها القوصي تحت القسم أمام المحكمة تأكيده بأنه "قدم عن قصد دعما للقاعدة في أعمالها العدائية ضد الولايات المتحدة منذ عام 1996"، وذلك عندما أصدر بن لادن أمرا لاتباعه بارتكاب أعمال إرهابية ضد الأمريكيين.
وإبراهيم القوصى، هو إبراهيم أحمد محمود القوصى (51 عاما) من مواليد مدينة عطبرة (230 كيلومتر شمال الخرطوم) وتخرج في جامعة السودان (كلية التجارة) عام 1987 وعمل في شركة خاصة ، ثم موظفا في شركة وادي العقيق التي يملكها أسامة بن لادن حتى تم تصفية الشركة ومغادرة بن لادن السودان في 1996.
ويقول شقيقه محمود أحمد محمود القوصى عميد كلية الجريف التقنية في الخرطوم لوكالة (إفي) إن شقيقه إبراهيم يتميز بأدبه الجم وسلوكه الراشد والأمانة والجدية فى العمل، حسب قوله.
وذكر انه نسبة لأمانته اختارته شركات الإستثمار العربية في الخرطوم عام 1988 للعمل لديها محاسبا فور تقدمه للعمل لديها، ثم بشركة وادى العقيق التي يملكها بن لادن محاسبا أيضا بداية التسعينيات وقد ظل يعمل بها حتى بعد أن تمت تصفية شركات وأملاك بن لادن ،ثم سافر إلى باكستان عام 1998 للعمل والدراسة إلى أن قبضت عليه الحكومة الباكستانية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية (سى آى إيه) في العام 2011 ثم تم ترحيله الى قاعدة جوانتانامو.
وأضاف محمود أن شقيقه إبراهيم متزوج من مواطنة مغربية منذ العام 2000 وله بنتان يعشن مع والدتهن فى بيت الأسرة في مدينة عطبرة في شمال السودان، وتابع "كل من الحكومتين الأمريكية والباكستانية قد نالت ما أرادت بتنفيذ حكم السجن على شقيقنا رغم الظلم الذى لحق به وليس فيه أي نوع من المصداقية والعدالة وأنهما ظلمتا أسرتنا كما حرمت بنتاه وزوجته ووالديه منه طيلة 14 عاما".
ولا يزال في سجن جوانتانامو معتقل سوداني هو آخر النور عثمان محمد ويتوقع إطلاق سراحه ربما سيكون بحلول العام 2014.
وكان في جوانتنامو 12 معتقلا سودانيا تم اطلاقهم على دفعات منذ العام 2007. (إفي) ن ز/ع ن/ ع ف