بكين، 27 أغسطس/آب (إفي): بعد مرور نحو 27 عاما على صدور رواية "الحب في زمن الكوليرا" لأديب نوبل الكولومبي الشهير جابرييل جارثيا ماركيز، تم اليوم تقديم الترجمة الصينية منها التي صدرت بلهجة الماندرين الأكثر استخداما في الدولة الأسيوية.
قام بترجمة الرواية يانج لينج أستاذة اللغة الإسبانية وصدرت عن دار نشر "ثينكينجدوم"، وتم تقديمها اليوم الاثنين في مقر الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين.
وصرحت لينج لـ(إفي) بأن "الحب في زمن الكوليرا" رواية "يمكن لكل انسان أن يجد فيها نفس الأحاسيس التي شعر بها عندما وقع في الحب الأول.. فهو عمل ظهر فيه ماركيز كرجل حقيقي من لحم ودم وشعرنا بما شعر به فيها".
وأضافت أنه إذا كانت رواية "مائة عام من العزلة" لماركيز يمكن وصفها بأنها مكتوبة "بقلم الإله" فإن "الحب في زمن الكوليرا" تجعل ماركيز "يبدو كالسيد المسيح: له جانب بشري وآخر إلهي".
وأكدت أن أكثر ما ترك انطباعا لديها في هذه الرواية هو "الحب لأنه نوع مختلف منه، فنحن الصينيون لا نتحدث كثيرا عن الحب لأننا أكثر خجلا في هذا الشأن. ولكن جارثيا ماركيز يتحدث كثيرا عنه والحب في روايته أثر فينا كثيرا وجعلنا نشعر بأنه أهم شيء في الحياة وبدونه لا يمكننا أن نحيا".
ومن جانبها قالت إينماكولادا جونثالث مديرة معهد ثربانتس في بكين، الذي تعاون مع دار النشر التي قدمت الكتاب، إن ترجمة "الحب في زمن الكوليرا" لها قيمة كبيرة في الصين لأنها تاتي في سوق شهد وجود نسخ غير معترف بها من اعمال ماركيز.
وأضافت أن هذا الأمر "يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام وفصلا جديدا من وضع النشر في الصين، الذي يزيد مع مضي الوقت من اهتمامه بشراء حقوق المؤلف للأعمال الأجنبية وهو ما سيثمر أيضا عن زيادة الأعمال الصينية المترجمة إلى لغات أخرى".
وكان أديب نوبل الكولومبي قد وصف الصينيين عام 1990 بـ"القراصنة" بعد أن اكتشف أن أعماله تمت ترجمتها إلى الصينية بدون الحصول على تصريح من دور النشر التي تملك حقوقها.
ويعد هذا ثالث عمل لماركيز، 85 عاما، يصدر بالصينية بعد "مائة عام من العزلة" و"لم آت لإلقاء خطاب".
يشار إلى أن "الحب في زمن الكوليرا" صدرت عام 1985 وتروي قصة حب رجل وامرأة بدأت منذ مرحلة شبابهما واستمرت حتى أن بلغ البطل 80 عاما ووصل سن البطلة إلى 71 عاما.
وتستعرض الرواية في إطار رومانسي المتغيرات المحيطة ببطلي العمل وما دار من حروب أهليه في منطقة الكاريبي وحتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين، كما أنها ترصد الجوانب الاقتصادية والأدبية بدقة في هذه المنطقة من العالم.
وكانت الرواية قد تم تحويلها إلى عمل سينمائي كتب حواره الجنوب أفريقي رونالد هاروود وشارك في بطولته النجم الإسباني خابيير بارديم. (إفي)