القاهرة، 2 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): في الرابع من أغسطس/آب 1961، ولد في ولاية هاواي طفل يحمل اسم باراك، على غرار والده، خبير الاقتصاد الكيني الذي تلقي تعليمه في جامعة هارفارد، باراك أوباما الأب.
تركت والدته ستانلي انا دونهام، وقد كانت عالمة أنثروبولوجي من كنساس، أثرا كبيرا في نفس الفتى ذي البشرة السمراء.
وقبل 14 عاما من هذا التاريخ، وتحديدا في الثاني عشر من مارس/آذار 1947، كان ميت رومني قد خرج إلى النور في كنف أسرة ميسورة في مدينة ديترويت بولاية ميتشجان.
رحل والد جده، الذي كان يعتنق المرمونية وهي ديانة بدأها جوزيف سميث خلال أواسط القرن التاسع عشر إحدى الطوائف الدينية الأمريكية، إلى المكسيك فرارا من قوانين تحظر تعدد الزوجات في الولايات المتحدة.
وولد أبوه، الذي شغل منصب حاكم ولاية ميتشجان، في ولاية شيواوا الواقعة شمال المكسيك.
وبعد أن انفصل والدا أوباما، عندما كان يبلغ من العمر نحو عامين، تزوجت والدته وانتقل معهما إلى اندونيسيا حيث تلقى تعليمه في مدارس اسلامية وكالثوليكية.
وعندما بلغ من العمر عشر سنوات، أرسلته والدته إلى هاواي، حيث يعيش جده ليتلقى تعليما أفضل.
وفي فترة المراهقة كانت له تجربة مع المخدرات، وكان منجذبا لكرة السلة أكثر منه إلى الكتب، إلا أنه كان طالبا ألمعيا ودرس السياسة بجامعة كولومبيا والحقوق في هارفارد.
وبالتوازي مع ذلك، بدأ الشاب رومني دراسته في ستانفورد قبل أن ينتقل إلى فرنسا كمبشر للديانة المورمونية.
وعندما عاد إلى الولايات المتحدة، وهو في سن الثانية والعشرين، تزوج من آن، التي لا تزال زوجته وأنجب منها خمسة أبناء، واستأنف دراسته في جامعة بريجهام يونج المرمونية، وأكملها بماستر في إدارة الشركات بهارفرد.
أما أوباما فقد أعطته شيكاغو الكثير، فعندما انتقل إليها في ثمانينيات القرن الماضي كان يعمل في مجال الخدمة الاجتماعية، وفي التسعينيات عمل مدرسا ومدافعا عن الحقوق المدنية، وسمح له التواجد بأحد مكاتب المحاماة التعرف على المحامية ميشيل روبنسون، التي تزوجها، وأنجب منها طفلتين.
وفي عام 1997 تم انتخابه عضوا بمجلس الشيوخ في ولاية إلينوي، وفي 2004، وبعد أن لفت إليه الأنظار في المؤتمر الوطني للديمقراطيين بخطاب يدعم من خلاله التصالح العرقي، خاض مجال العمل السياسي على الصعيد الوطني، وتمكن من دخول مجلس الشيوخ.
أما رومني، فكرس حياته منذ أن كان يافعا لعالم المال والأعمال، حيث التحق عام 1977 بهيئة تقديم المشورات "براين اند كامبني"، وبدعم من مؤسسها، تمكن من تأسيس شركة "براين كابيتال" عام 1984، والتي حقق من خلالها نجاحا كبيرا.
ولكن أولى محاولاته لخوض الحياة السياسية منيت بالفشل عام 1994، عندما نافس تيد كيندي على مقعد ولاية ماساشوستس في مجلس الشيوخ.
ورغم ذلك، عاود الكرة عام 2002، ولكن في انتخابات عمودية الولاية، المنصب الذي حصل عليه في نفس العام الذي تولى فيه رئاسة اللجنة المنظمة لدولة الألعاب الشتوية التي أقيمت في مدينة سالت ليك، المشروع الذي تعرض لأزمة كبيرة لم تستعص على رومني.
وكان من الممكن أن يتلاقى أوباما ورومني في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2008، الا أن الجمهوري جون ماكين فاز في الانتخابات التمهيدية، قبل أن يهزم في الانتخابات أمام المرشح الديمقراطي.
ويقول الأستاذ المتقاعد بجامعة فاندربيلت اروين هارجروف، إن أوباما "متأمل وينظر للأمام"، بينما يصف رومني بـ"المباشر المحب للسيطرة".
ويرى أن أوباما "خطيب سياسي تقليدي" وأدلى في مؤتمراته التي أقامها في 2008 بـ"بعض أفضل الخطابات السياسية الأمريكية منذ جون كينيدي"، وفقا لبروسي جرونبيك، المدرس المتقاعد بجامعة آيوا.
ويصف جرونبيك الرئيس الأمريكي الحالي بـ"الخبير في بناء رؤى حول العالم في صورته الحقيقية وصيغته المثلى" في مواجهة رومني الذي يبدو أحيانا "كرتونيا"، ولكنه يعرف على وجه الدقة "الجبهات التي يمكنه تحقيق الفوز فيها"، وهو مستعد لـ"المنافسة بقوة".
ويشير المراسل السابق لجريدة "يو اس ايه توداي" السابق في البيت الأبيض ومدرس الصحافة بالجامعة الأمريكية ريتشارد بينيديتو إلى أن المشكلة التي يواجهها أوباما في هذه الحملة هي "بث هذه الحماسة" في نفوس المصوتين على غرار 2008.
ويوضح مدرس التاريخ في الجامعة الأمريكية الان ليتشمان أن أوباما "فقد البريق الذي كان يتمتع به عام 2008 بعد أن وصل إلى سدة الحكم، وهو أقر بذلك"، في اشارة إلى مقابلة قال فيها إن أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها في ولايته الأولى هو أنه لم يتمكن من "التواصل" بشكل أفضل مع المواطنين.
وفيما يتعلق برومني يقول ليتشمان "انه ليس رونالد ريجان"، وفي الكثير من الأحيان اتهم بعدم وجود ثوابت تستند إليها سياساته، وأن خطابه "يتلون ليحصل على مزيد من الأصوات"، الأمر الذي أدى إلى اخفاق مساعيه 2008 للوصول إلى انتخابات الرئاسة، وفقا لجرونبيك.
بينما يؤكد أوباما في خطاباته على أن الحلم الأمريكي في متناول الجميع "بغض النظر عن هويتك أو منشأك. إذا عملت بجد فسيكون بامكانك تحقيقه".
وترتبط مسيرته بهذه الفكرة وتجعله أقرب من الأقليات ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية، في ظل شكوك حول ما اذا كانت قيمه الشخصية "كافية" لحل المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
ويرى جرونبيك أن الشكوك تدور حول تحلي رومني بـ"القيم الانسانية والسياسية" اللازمة إلى جانب خبرته الاقتصادية. (إفي)