فيينا، 18 أكتوبر/تشرين أول (إفي): اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن فرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب سياستها النووية سيزيد من تفاقم الأوضاع مع الغرب وأن الحوار يعد هو الحل الأمثل لمعالجة تلك الأزمة.
وفي مقابلة مع صحيفة (دي بريسه) النمساوية اليوم، أكد مدير الوكالة الذرية أن قضية طهران تم التعامل معها بشكل سئ وأن النزاع جاء قبل أي شئ بسبب العلاقات المتردية بين طهران وواشنطن منذ عام 1953 ، عندما أبعدت الحكومة الشرعية الإيرانية من السلطة بمساعدة من الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك، أعرب البرادعي عن تفاؤله تجاه مستقبل المفاوضات بين طهران والغرب وذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "ليس لديها أي دليل على أن إيران تعمل بالفعل على صنع قنبلة (نووية)"، رغم تقارير العديد من أجهزة الاستخبارات التي تفيد بعكس ذلك.
وقال الدبلوماسي المصري الذي سيرحل عن منصبه في الوكالة شهر نوفمبر/تشرين ثان المقبل: "لا أعتقد أننا سنستيقظ غدا ونرى أن إيران تملك سلاحا نوويا".
ومع ذلك، أبدى البرادعي معارضته للكشف مؤخرا عن قيام الإيرانيين ببناء مفاعل نووي بالقرب من مدينة قم، دون علم الوكالة، التي سيقوم خبراؤها بتفتيشه لدى زيارتهم إيران في 25 من أكتوبر/تشرين أول الجاري.
وعول الخبير الدولي على الحوار، كأفضل السياسات التي يجب على الغرب اتباعها في تعامله مع الأزمة النووية الإيرانية، بعد أن أشار إلى أنه "من الطبيعي فرض عقوبات جديدة، بيد أنني أعتقد أنه من غير المحتمل تماما أن تؤدي العقوبات إلى حل دائم".
وقال البرادعي: "على العكس، فإن عقوبات جديدة من شأنها أن تتسبب في تفاقم المواجهة. الحل الوحيد هو إقامة جسور الثقة وهذا هو رأيي منذ عدة أعوام".
واعتبر في هذا الصدد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد فهم أن المفاوضات "دون شروط مسبقة" مع إيران هي الحل الأوحد، وأن "الطرفين الرئيسيين في هذا الصراع هما إيران والولايات المتحدة".
كما أبرز أن الاجتماع الذي سيعقد اعتبارا من غد الاثنين في فيينا بين طهران والغرب، يتعلق في المقام الأول بمسائل فنية، لكنه سيتناول كذلك الأمور "ذات الطابع السياسي".
واعتبارا من يوم غد، يبحث ممثلون عن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا مع خبراء إيرانيين إرسال نحو 1.2 طنا من اليورانيوم منخفص التخصيب إلى روسيا، حيث سيتم تخصيبه حتى نسبة نقاء تبلغ 20%.
ويرى الغرب أن هذه الخطة التي اتخذت خلال اجتماع نووي عقد في جنيف في الأول من أكتوبر/تشرين أول الجاري، ترمي إلى نقل اليورانيوم بعد ذلك إلى فرنسا، حيث سيتم تحويله إلى وقود نووي قبل أن يعاد إلى إيران لاستخدامه في أحد المفاعلات العلمية في طهران.
من ناحية أخرى، استبعد البرادعي قصفا نظريا للمنشآت النووية الإيرانية من جانب إسرائيل كحل لمعالجة الأزمة، حيث اعتبر أن تلك الخطوة ستحول الشرق الأوسط إلى كتلة عملاقة من النيران.(إفي)