بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تراجع الدولار خلال الجلسة الأوروبية لليوم الأربعاء، ووصل إلى أدنى مستوى له في شهر كامل، حيث ساعد التفاؤل المتزايد المحيط بحزمة التحفيز، في تعزيز الطلب على العملات ذات المخاطر العالية، على حساب العملة الأمريكية.
فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.3٪ ليشير إلى 92.787، وهو أدنى مستوى للمؤشر في شهر واحد.
كما ارتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات {{1|اليورو/دولار}} بنسبة 0.3٪ ليتداول عند 1.1859 وليسجل بدوره اعلى مستوى له في شهر واحد كذلك. أما {{3|الدولار/الين}} فلقد انخفض بنسبة 0.3٪، ليسجل 105.23.
وتعرض الدولار، إلى الضغوطات بسبب التقدم المحرز في مباحثات التحفيز، حيث يبدو أن الفجوة بين الجمهوريين والديمقراطيين تتضاءل بعد أن أشار الرئيس دونالد ترامب مساء يوم أمس الثلاثاء إلى أنه على استعداد لقبول حزمة أكبر، قائلاً: "أريد حزمة أكبر حتى من حزمة الديمقراطيين".
وساهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في رفع آمال الأسواق بإقرار حزمة التحفيز من قبل الكونجرس قبل الانتخابات، حيث قالت حول احتمالات التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوع القادم: "أتمنى ذلك. هذا ما نخطط له". وستواصل بيلوسي المحادثات مع وزير الخزينة ستيفن منوشين في وقت لاحق اليوم.
ومع ذلك، لم تصل خسائر الدولار إلى مستويات حادة، وذلك ومع استمرار معارضة الجمهوريين في مجلس الشيوخ لحجم الحزمة، ويبقى علينا الانتظار حتى نرى ما إذا كان الطرفان سيصلان إلى توافق في الآراء.
وفي تقرير بنك (أي إن جي) اليومي، كتب المحللون: "بشكل عام، لا يزال موضوع إقرار قانون تحفيز جديد قبل الانتخابات الرئاسية بعيداً كل البعد عن التأكد. نحن نعتقد أنه لا يتم تسعير جزء كبير من حالة عدم التأكد هذه من قبل الأسواق في الوقت الحالي، وهو ما سيبقي الجانب السلبي للأصول الخطرة محدود نسبياً، في حال انهارت محاولات الوصول إلى حزمة يتفق عليها كل من الحزبين".
وفي استمرار للأخبار الإيجابية، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز إن الارتفاع الحالي في حالات الإصابة بفايروس كورونا في البلاد قد لا يضعف الانتعاش الاقتصادي كثيراً، وقال إنه يبقى "متفائلًا إلى حد معقول" بأن البطالة ستنخفض إلى 5.5٪ بنهاية عام 2021. وكان عدد من زملاء إيفانز في الاحتياطي الفيدرالي، قد دعوا الكونجرس إلى إقرار المزيد من الدعم المالي، لاستكمال المساعدات النقدية غير المسبوقة المتعلقة بالوباء، لمساعدة الشركات والمواطنين على تخطي هذه الأزمة.
أما على جبهة البيانات، فمن المقرر أن يصدر الفيدرالي تقرير {{ecl-10||الكتاب البيجي}} لشهر أكتوبر، عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي. وسيعطي التقرير بعض الأدلة على تعافي الاقتصاد من عدمه، بالإضافة إلى لمحة عن الوضع الحقيقي للشركات وللمجتمعات المحلية في ظل عودة ظهور فايروس كورونا للانتشار في جميع أنحاء البلاد.
وبالإضافة إلى اهتمام المستثمرين بمحادثات التحفيز، سينتقل التركيز إلى المناظرة الرئاسية الثانية المقررة يوم غد الخميس. ويرى الكثيرون أن هذه المناظرة ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحريك إبرة السباق نحو البيت الأبيض لصالحه.
وتقدم {{2|الباوند/دولار}} بنسبة 0.3٪ ليلامس مستوى الـ 1.30، بعد صدور مؤشر {{ecl-67||أسعار المستهلكين}} البريطاني، والذي أظهر ارتفاعاً على أساس سنوي بنسبة 0.5٪ في سبتمبر، مقارنة بـ 0.2٪ في الشهر السابق. وبحسب التقرير، فإن المحرك الرئيسي لتحسن المؤشر، كان الارتفاع في أسعار الغذاء في المطاعم، بالإضافة إلى الارتفاع في تكاليف النقل.
وأظهرت بيانات منفصلة صدرت اليوم كذلك، أن الحكومة البريطانية قد اقترضت 36.1 بليون جنيه إسترليني (46.75 بليون دولار) خلال شهر سبتمبر، وهو ثالث أعلى مبلغ اقتراض شهري منذ بدء الاحتفاظ بالسجلات في عام 1993. ووجدت الحكومة نفسها مجبرة على الاقتراض للمساعدة في تمويل مختلف حزم المساعدة الاقتصادية المخصصة لمواجهة تأثير وباء كورونا على اقتصاد البلاد.
وقال وزير المالية البريطاني ريشي سوناك: "رغم أنه كان من الواضح أن وباء كورونا كان له تأثير كبير على موارد المالية العامة، إلا أن الأمور كانت ستصبح أسوأ بكثير لو لم نتصرف بالطريقة التي فعلناها لحماية سبل عيش الملايين من المواطنين".
ومن أخبار العملات الآسيوية، تراجع الدولار أمام {{2111|اليوان}} الصيني بنسبة 0.5٪ ليتداول الزوج عند 6.6411، وتسجل العملة الصينية، من جديد، أعلى مستوى لها منذ يوليو 2018، نتيجة الانتعاش القوي نسبياً للاقتصاد الصيني في مرحلة ما بعد الوباء، مقارنة ببقية الاقتصادات الكبرى في العالم.
وفي تقرير أعده لـ رويترز، كتب (موه سيونج سيم)، المحلل المتخصص بالعملات في بنك سنغافورة: "الصين هي القصة الاقتصادية التي تتحدث عنها كل المدينة، مقارنة باقتصادات أوروبا والولايات المتحدة". وأضاف المحلل أن رئاسة جو بايدن يمكن أن توفر المزيد من الدعم للاقتصاد الصني، من خلال تهدئة العلاقات الصينية الأمريكية.
وكانت الصين قد أصدرت بيانات {{ecl-461||الناتج المحلي الإجمالي}} يوم الإثنين. وأظهرت هذه البيانات ان ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد حقق نمواً بنسبة 4.9٪ خلال الربع الثالث. ورغم ان هذا الرقم قد جاء دون متوسط التوقعات البالغ 5.2٪، إلا أنه أفضل بمراحل من أرقام النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والقارة الأوروبية.
وفي ذات السياق، رفع بنك (أي إن جي) توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني لعام 2020، من 0.7٪ في التوقعات السابقة، إلى 1.7٪ في التوقعات المحدثة. كما رفع البنك كذلك من توقعاته للنمو الاقتصادي في البلاد في 2021 من 3.5٪ إلى 7.0٪، مشيراً إلى انتعاش محلي أقوى من المتوقع.