Investing.com - تترقب الليرة التركية التي عانت الأمرين طوال الأشهر والأيام الماضية، ما ستسفر عنها نتائج اجتماع المسؤولين الأوروبيين اليوم.
فمن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيين، اليوم الاثنين، للتشاور بشأن العديد من الملفات والتي من بينها الخروقات التركية.
ويناقش الجانب الأوروبي ملفات نزاع الغاز في البحر المتوسط وغيرها من الملفات الشائكة.
وتمهد اجتماعات اليوم لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن أنقرة في القمة الأوروبية الخميس المقبل.
حيث طلب زعماء الاتحاد من تركيا في أكتوبر التوقف عن التنقيب في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط أو مواجهة العواقب.
امتصاص الغضب
وفي محاولة منها لامتصاص غضب الجانب الأوروبي، سعت أنقرة لتهدئة الأوضاع عبر وزير خارجيتها.
حيث قال مولود تشاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي أنها مستعدة للحوار مع اليونان دون شروط مسبقة.
في المقابل استمرت سفن التنقيب والمسح التركية العمل في المياه المتنازع عليها مع اليونان وقبرص، وهو أمر رفضه قادة الاتحاد.
سياسة العقوبات
يتبع الاتحاد الأوروبي سياسة ممنهجة مع الجانب التركي في فرض العقوبات.
حيث يعمد قادة الاتحاد الى تدريج العقوبات بدءا من الأفراد مرورا بالشركات والكيانات.
ومن المتوقع أن تمتد تلك العقوبات إلى قطاعات بأكملها وقد تصل إلى قطع المفاوضات بين الجانبين بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
حيث ان قضية الاتحاد الجمركي ومفاوضات الانضمام للاتحاد هما أهم ورقتي ضغط يملكها الاتحاد الأوروبي ضد أنقرة.
مسؤولون
وطالب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل تركيا الأسبوع الماضي إلى التوقف تقديم تنازلات والتراجع عنها بعد ذلك.
واعتبر حلف الناتو، أن انسحاب سفينة التنقيب التركية "أوروتش ريس" من مياه قبرص قبل أيام من انعقاد القمة الأوروبية، مؤشرا إيجابيا يساعد على تخفيف التوتر.
إلا أنه أكد أن هناك قلقا إزاء الوضع في شرق المتوسط، مشدداً على مواصلة السعي من أجل تفادي الصدام في المنطقة.
وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس أن تركيا تقوم بعمليات عسكرية على أراض أجنبية وتحتل أراضي في دول مجاورة وتهدد بإشعال حرب، وأنها تهدد استقرار أوروبا والعرب والقوقاز.
وأضاف وزير الخارجية اليوناني أن تركيا تنقل المتطرفين وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بدعم الحركات المتطرفة.
كما أشار إلى أنه إذا لم تكن هناك إدانة لابتعاد تركيا عن القيم الأوروبية فإن من يناصرون التحديث وتحسين العلاقات مع أوروبا داخل المجتمع التركي سيَضعفون في الساحة المحلية.
أمريكا تدخل على الخط
ومنذ العام تقريبا ابلغت واشنطن انقرة أن الخط الأحمر بالنسبة للولايات المتّحدة سيكون تشغيل منظومة إس-400 التي اشترتها أنقرة من موسكو في 2017 في إطار تقاربها مع موسكو.
ويعكف المشرعين الأمريكيين على التجهيز بفرض عقوبات على تركيا ضمن مشروع قانون للإنفاق على الدفاع، بسبب منظومة الدفاع الروسية إس 400.
ماذا عن الليرة التركية؟
وخلال تداولات اليوم قلصت الليرة جانبا من مكاسبها بعدا وصلت الى 7.8712 مقابل الدولار.
وتداول حاليا الليرة بارتفاع 0.5% عند مستويات 7.8402 مقابل الدولار.
وسجلت الليرة التركية أسوأ أداء لها خلال الأسبوع الماضي، وتراجعت بنسبة 2.53%.