بيا دوليد (إسبانيا)، 26 أكتوبر/تشرين أول (إفي): تحتفي الدورة 54 لأسبوع السينما العالمي "سيمنشي" في بلد الوليد (شمال غرب إسبانيا)، بشكل خاص بالسينما العربية الجديدة.
وضمن فعاليات المسابقة الرسمية تم عرض فيلم "أمريكا" للمخرجة شيرين دعيبس، ويدور في إطار ساخر حول قدوم امرأة فلسطينية مع نجلها إلى الولايات المتحدة للإقامة فيها، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 ، وقد بدأ تصوير الفيلم بعد غزو العراق عام 2003 ، ويصور مدى المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون بسبب القمع الداخلي من الاحتلال الإسرائيلي، والرفض الخارجي بسبب أصولهم العربية.
كما يعرض أيضا للمخرج المغربي نور الدين لكمي "كازانجرا"، عن مشاكل الشباب المغربي وأسباب اندفاعهم للهجرة إلى أوروبا.
جدير بالذكر أن (سيمنشي) اعتاد الاحتفاء بالسينما العربية والأفريقية التي تناقش قضايا المنطقة، حيث عرض العام الماضي في الافتتاح الفيلم الإسباني المغربي "العودة إلى حنصلة" ويدور حول قضية الهجرة غير الشرعية، كما عرض أيضا الفيلم الأردني "أبو رائد" أول فيلم أردني يرشح للأوسكار في نفس العام.
وقد عرض في الافتتاح فيلم المخرج البريطاني الشهير كين لوش "البحث عن إيريك" في المهرجان الذي بدأ أعماله في 23 من الشهر الجاري، ويستمر حتى نهاية الشهر.
ويدور فيلم لوش الذي عرض في الدورة السابقة لمهرجان كان، حول قصة ساعي البريد بيشوب الذي يعمل في مدينة مانشستر ويمر بوقت عصيب. وفي احدى الأمسيات، يتوجه بالحديث الى مثله الاعلى اللاعب الفرنسي اريك كانتونا، لاعب مان يونايتد السابق الذي يظهر فجأة الى جانبه ويساعده في التغلب على محنته.
ويكرم المهرجان الذي تختتم فعالياته في 31 من الشهر الجاري، المخرج الإيطالي المخضرم إيتوري سكولا، بمنحه السنبلة الذهبية، كما يعرض له فيلم "فلنتحدث عن النساء" انتاج 1964.
كما شهدت الدورة الحالية مشاركة محدودة من أمريكا اللاتينية اقتصرت على فيلم "باكو" وهو من النوع الوثائقي للمخرج الأرجنتيني دييجو رافيكاس، ويدور حول تجربة المخرج الشخصية مع عالم المخدرات من خلال نوعية رخيصة تستخرج من الكوكايين يطلق عليها باكو، ويطلق الفيلم صرخة تحذير من تحول بلاده لبلد منتج ومستهلك للمخدرات بعد أزمة 2001 الاقتصادية.
وتشهد الدورة (سيمنشي) الحالية حضور عدد كبير من المخرجين المتميزين في المسابقة الرسمية مثل روبرت جويديان بفيلمه "جيش الجريمة"، جوران باسكلفيتش بفيلمه "شهر العسل"، وتيو انجليوبولوس من خلال "غبار الزمن".
وتشارك الولايات المتحدة بمجموعة متنوعة من الأعمال مثل "آدم يبعث من جديد" لماكس ماير، و"تجربة الفتاة" لستيفن سودربيرج، صاحب فيلم "التشي"، كما تشهد الدورة حضور متميز للسينما الفرنكفونية.
ويمثل إسبانيا في المسابقة الرسمية المخرج فيلكس سابروسو بفيلمه "الجزيرة الداخلية"، كما يشهد عودة المخرج جارثيا رويث بعد ست سنوات من العمل في السلفادور بفيلمه "قلاع من ورق اللعب"، وهو سادس أعماله.
ويشهد المهرجان عدد من الندوات والمناقشات الهامة ومن أبرزها ندوة حول أعمال المخرج الإسباني الكبير كارلوس ساورا، الذي يعرض له على هامش المهرجان مجموعة من أعماله مثل "كارمن" و"تانجو" و"أشباح جويا" وغيرها.(إفي)