بقلم بيتر نيرس
Investing.com – استمر الدولار في التداول بالقرب من أضعف مستوى له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات خلال الجلسة الأوروبية لليوم الخميس، تحت ضغط انتصار الديمقراطيين في انتخابات ولاية جورجيا، والتي حددت المقعدين الذين سيمثلان الولاية في مجلس الشيوخ للعامين المقبلين، وهو ما يعني أن من السياسة المالية الفضفاضة خلال نفس الفترة.
وعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 89.472. وبذلك، تبقى العملة الأمريكية ليست ببعيدة عن أدنى مستوياتها منذ شهر مارس من عام 2018، والتي كانت قد سجلته عند 89.206 يوم أمس.
وكان الدولار قد تعرض للضغوطات خلال الـ 24 ساعة الماضية، بعد أن تمكن الحزب الديمقراطي من كسر سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ والتي استمرت لـ 6 سنوات، ليستكمل الاستحواذ على الكونجرس بمجلسيه، بالإضافة إلى البيت الأبيض الذي فازوا به في نوفمبر.
وبعد الفوز بكلا المقعدين في جورجيا، انقسم مجلس الشيوخ بين الجمهوريين والديمقراطيين بالتساوي، وبـ 50 مقعد لكل حزب. وبحسب قانون المجلس، فإنه في حال تعادل الأصوات في أي تصويت فيه، فإن نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس (NYSE:LHX) ستمتلك حق فض التعادل بالإدلاء بصوتها، الذي سيكون حاسماً في تلك الحالة. ويشير ذلك إلى أن الرئيس القادم جو بايدن سيجد أنه من السهل تأكيد قرارات إدارته الرئاسية، والموافقة على خطط سياسته المالية، وحزم التحفيز التي يرغب بها، عندما تتولى إدارته السلطة في 20 من يناير الحالي.
وفي تقرير لبنك ING، قال المحلل جيمس نايتلي: "إن نتيجة انتخابات جورجيا تعني حزم إنفاق أسرع وأكثر قوة في عام 2021، يمكن أن تساعد في دفع الانتعاش الاقتصادي بسرعة أكبر مما كان الوضع لو احتفظ الجمهوريون بأغلبية مجلس الشيوخ. من المرجح أن يتعرض الدولار لضغوط هبوطية متزايدة في هذا السيناريو التحفيزي الأقوى".
عاجل: بيلوسي تعلن فوز المرشحين الديموقراطيين لمجلس الشيوخ
وأثارت احتجاجات مؤيدي الرئيس دونالد ترامب في مبنى الكابيتول هيل المخاوف لفترة وجيزة، لكن أسواق العملات بقيت هادئة بشكل نسبي خلال تلك الفترة. وتوقفت عملية التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية بسبب دخول أنصار الرئيس إلى المبنى، ولكن في وقت لاحق استأنف الكونغرس العملية بعد السيطرة على المبنى، بعد أن أمر الرئيس الحرس الوطني بالسيطرة على المبنى.
بعد ليلة دامية، ترامب يخفت وبايدن يبزغ، الطعون تتساقط
وتراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات اليورو/دولار بنسبة 0.1٪ ليسجل 1.2317، بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته في قرابة الـ 3 سنوات عند 1.2346. ووجدت العملة الموحدة الدعم في بيانات طلبيات المصانع الألمانية لشهر نوفمبر، والتي أفضل من المتوقع، في أحدث إشارة على القوة النسبية في أداء قطاع التصنيع العالمي منذ أواخر العام الماضي.
أما الين فلقد تراجع أمام الدولار بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 103.29، حيث تعرضت العملة اليابانية للضغط مع إعلان حالة طوارئ جديدة في طوكيو، ومن المُتوقع أن يتبع ذلك الإعلان عن حالة الطوارئ في محافظات سايتاما وكاناغاوا وتشيبا المجاورة في وقت لاحق من اليوم، بعد ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا.
كما تراجع الباوند بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.3581، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوى له في 3 سنوات تقريباً عند 1.3703 يوم الإثنين، قبل أن يتم الإعلان عن المزيد من إجراءات الإغلاق في البلاد، والتي وضعت العملة البريطانية تحت الضغط. وبذات النسبة، انخفض الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، ليتداول عند 0.7786، بعد أن كان قد سجل 78.195 يوم أمس الأربعاء، وهو أعلى سعر له في 3 سنوات.
وعلى الأجندة الاقتصادية، أصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء محضر اجتماع السياسة النقدية لشهر ديسمبر، والذي أظهر أن قرار البنك المركزي بترك برنامج شراء السندات دون تغيير، قد كان بالإجماع تقريباً.
عاجل: أهم ما ورد بمحضر اجتماع الفيدرالي
أما اليوم، فسوف تبحث الأسواق عن المزيد من المؤشرات على مدى صحة الاقتصاد الأمريكي، عندما يتم الإعلان عن أرقام جديدة لمطالبات البطالة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:30 بعد الظهر بتوقيت غرينتش).
ويتوقع المحللون ان ترتفع مطالبات البطالة الأولية بشكل معتدل من 787 ألف إلى 800 ألف مطالبة، لتبقى فوق حاجز الـ 700 ألف كما كان الحال في الأسابيع الأخيرة. أما المطالبات المستمرة، والتي تصدر بحسب بيانات الأسبوع الذي يسبق أسبوع المطالبات الأولية، فيُتوقع أن تتراجع بشكل هامشي وبنحو 19 ألفاً إلى 5.200 مليون مطالبة.
وتتضاعف أهمية التقرير الأسبوعي كونه يصدر بعد تقرير (أيه دي بي) بيوم وقبل تقرير وزارة العمل الشهري بيوم أيضاً. وكان تقرير شركة أيه دي بي لمعالجة الرواتب، والذي صدر يوم أمس، قد أظهر أن عدد الوظائف في القطاع الخاص قد انخفض بواقع 123 ألف وظيفة في ديسمبر، مما يمهد الطريق لمفاجأة سلبية كبيرة في تقرير الوظائف الشهري الرسمي، الذي ستصدره وزارة العمل الأمريكية يوم غد الجمعة، والذي يتضمن أيضاً معدل البطالة.
واستمرت الليرة التركية اليوم مسيرتها الصاعدة مقابل الدولار الأمريكي الأضعف، لتسجل مستوى 7.27 ليرة تركية لكل دولار أمريكي.
بينما صعد الشيكل الإسرائيلي لأقوى مستوياته في أكثر من 20 عام، ليسجل 3.1783 شيكل لكل دولار.
فيما يستمر الذهب ضعيفًا بعد انطلاقة يوم أمس التي رفعته لأعلى المستويات في شهرين، ومن ثم هوى من ارتفاع 1,960 دولار للأوقية لحوالي 1,900 دولار للأوقية.