بقلم بيتر نيرس
Investing.com – استقبل الدولار الرئيس الأمريكي الجديد بالتراجع، والذي أمتد منذ الساعات التي سبقت حفل التنصيب وحتى الجلسة الأوروبية لليوم الخميس، وسط توقعات كبيرة بأن تتسبب سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة في إفقاد الدولار لقيمته على كل من المدى القصير والطويل. كما تترقب أسواق العملات اجتماع المركزي الأوروبي ECB والذي سيتم الإعلان عن نتيجته خلال الجلسة الأوروبية، إلا أن البنك لن يتخذ أي قرارات كبرى على الأرجح، نظراً لأنه قام بتغيير كبير في سياسته النقدية في الاجتماع الأخير.
وعند الساعة 3:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (8:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.2٪ ليشير إلى 90.297. لتتراجع لليوم الثالث على التوالي، بعد أن سجلت أعلى سعر لها في نحو شهر يوم الاثنين.
وتقدم الين أمام الدولار بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 103.41، بعد أن انتهى اجتماع بنك اليابان في وقت سابق اليوم بالإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير، إلا أن البنك رفع توقعاته للاقتصاد للسنة المالية القادمة.
وتقدم الباوند بنسبة 0.3٪ ليتداول عند 1.3695، ورافقه الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، الذي تقدم بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 0.7761، بعد أن أظهرت البيانات الأسترالية التي صدرت خلال الليل ارتفاعاً أخر في التوظيف.
ويوم أمس الأربعاء أدى جوزيف روبينيت بايدن اليمين الدستوري كالرئيس رقم 46 للولايات المتحدة، ويرى الخبراء أن التغيير في البيت الأبيض سيرفع فرص إقرار عدة حزمة تحفيزية نظراً لأن الرئيس الجديد كان قد اقترح بالفعل حزمة بحجم 1.9 تريليون دولار لمواجهة آثار الوباء على الاقتصاد الأمريكي. ويرى البعض أن هذه الحزمة، على الرغم من ضخامتها الفائقة، لن تكون الأخيرة لبايدن، وهو ما يثير احتمالات حقيقية لارتفاع ضخم في مستوى ديون الحكومة الأمريكية، وأيضاً في تكاليف خدمة الديون، وهو أمر من المرجح للغاية أن يؤذي الدولار على مدى الأشهر والسنوات القادمة، بشكل كبير.
وكان الدولار قد بدأ عام 2020 على أساس أكثر ثباتاً حيث ارتفعت عوائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الخزينة الأمريكية، بناءً على الاقتراض الأكبر المتوقع لتمويل التحفيز الإضافي. ومع ذلك، فلقد تغيرت هذه النغمة مع حرص أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على الإشارة إلى أن السياسة النقدية ستبقى متساهلة للغاية لسنوات قادمة، وهو أمر من شأنه أن يديم العجز المزدوج الكبير في الولايات المتحدة.
وفيما قد يكون دليلًا جديدًا على المزيد من الضعف في سوق العمل بسبب الوباء، سيتم الإعلان عن أرقام جديدة لمطالبات البطالة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:30 بعد الظهر بتوقيت غرينتش).
ويتوقع المحللون ان تتراجع مطالبات البطالة الأولية من 965 ألف إلى 910 ألف مطالبة، لتبقى قرب أعلى مستوياتها في أشهر، بعد القفزة الكبيرة التي شهدتها هذه البيانات الأسبوع الماضي. أما المطالبات المستمرة، والتي تصدر بحسب بيانات الأسبوع الذي يسبق أسبوع المطالبات الأولية، فيُتوقع أن ترتفع وبنحو 129 ألفاً إلى 5.400 مليون مطالبة.
وقد تساعد هذه الأرقام، إلى جانب تقرير الوظائف المخيب للآمال لشهر ديسمبر، في إقناع المشرعين بالموافقة على خطة بايدن التحفيزية المكلفة. كما من المقرر أيضاً صدور بيانات بدء بناء المنازل الجديدة، وتصاريح البناء لشهر ديسمبر.
وعلى قمة أجندة البنوك المركزية لليوم الخميس، يأتي إصدار البنك المركزي الأوروبي لقرارات السياسة النقدية، ولكن التغييرات في سياسة المركزي الأوروبي النقدية هي أمر غير مرجح، نظراً لأن البنك كان قد أعلن حزمة تسهيلية ضخمة في اجتماع الشهر الماضي.
وفي تقرير لبنك ING كتب المحللون: "مع التغيير الذي طرأ على أدوات السياسة خلال اجتماع ديسمبر، ومع ما نراه خطراً صعودياً متواضعاً في توقعات التضخم الحالية للبنك المركزي الأوروبي ... فإن نطاق المفاجأة، التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على اليورو، هو نطاق محدود في رأينا".
وكان بنك ING قد رفع مؤخراً توقعاته لسعر صرف اليورو/دولار بحلول نهاية العام إلى 1.30. وأضاف التقرير: "نتوقع أن تهيمن ديناميكيات الدولار الهابطة على الزوج، حيث سيعاني الدولار الأمريكي من مزيج من أسعار الفائدة الحقيقية السلبية، وعدم تفاعل بنك الاحتياطي الفيدرالي مع ارتفاع التضخم، والانتعاش الاقتصادي العالمي".
وأبقى البنك المركزي التركي على معدل الفائدة مستقرًا اليوم، وفق توقعات المحللين، وارتفع معدل الفائدة في الاجتماع قبل الأخير لـ 17%، لتتوقف الليرة التركية عن هبوطها المتوالي لمستوى قياسي تلو الآخر.