بقلم بيتر نيرس
Investing.com - ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي في مستهل التداولات الأوروبية ليوم الأربعاء، ليزيد من قوته مقابل اليورو. ويعاني اليورو اليوم تحت وطأة تعامل أوروبا مع وباء كورونا، وتراجع ملامح التعافي الاقتصادي مقارنة بتحسن الوضع الأمريكي في التصدي للوباء تحت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن.
عند الساعة 12:45 بتوقيت السعودية (9:45 بتوقيت جرينتش) سجل مؤشر الدولار الأمريكي 91.148 بارتفاع نسبته 0.15%.
وخلال الليل سجل اليورو مقابل الدولار الأمريكي انخفاضًا لـ 1.2011 دولار، بانخفاض 0.1%، وعند الساعة 12:45 سجل اليورو 1.2026 دولار، وهبط اليورو بذلك لأضعف مستوى منذ بداية شهر ديسمبر. وارتفع زوج الدولار الأمريكي مقابل الين بنسبة 0.1% لـ 105.06، وهبط الإسترليني دولار بنسبة 0.1% لـ 1.3653، بينما زوج الأسترالي/دولار ارتفع 0.1% لـ 0.7617.
وأوضحت البيانات الرسمية للناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو يوم الثلاثاء أن النمو في 19 دولة من دول منطقة اليورو هبط بنسبة 0.7% على أساس ربعي بنهايى عام 2020، وعلى أساس سنوي تراجع 5.1%.
وتظهر التقديرات الأولية بأن المنطقة متجهة لتراجع عنيف خلال الربع الأول من العام الجاري، مع استمرار الإغلاقات الرامية لمحاربة فيروس كورونا.
وسجلت الولايات المتحدة نموًا سنويًا لـ 4.0% خلال الربع الأخير من العام، ويوم الثلاثاء تحرك الكونجرس الأمريكي صوب منح الموافقة على الحزمة التيسيرية المقدرة بـ 1.9 تريليون دولار أمريكي، والتي اقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وفي وقت سابق من الأسبوع توقع مكتب الكونجرس للميزانية بأن الاقتصاد الأمريكي سيشهد تعافي سريع، مع عودة الناتج المحلي الإجمالي لمستويات ما قبل الوباء بانتصاف عام 2021.
وبذلت إدارة الرئيس بايدن قصارى جهدها لتسريع عمليات التطعيم، مع 33 مليون جرعة منتجة بالفعل. وفي أوروبا، لا تنافس هذه الوتيرة سوى بريطانيا، وسط معاناة القارة الأوروبية بشأن توفير وتنظيم إمدادات اللقاح.
وفي مذكرة من محللي آي إن جي يستمر المحللون في الإعراب عن قلقهم بشأن الدولار الأمريكي المرتفع، وسط تحورات فيروس كورونا، واستمرار تحديات إنتاج لقاحات فيروس كورونا، ويشيرون إلى زيادة التذبذب بأصول المخاطرة.
ولكن يرى محللو بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) أنه مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة سيحصل الدولار على دعم.
وأضاف بنك أوف أمريكا بمذكرة بحثية: "تحول العوامل لإمداد نظرية تحسن أساسيات الاقتصاد الأمريكي ستكون بمثابة قوة دافعة للدولار الأمريكي، مع زيادة صعود أصول المخاطرة بمرور العام."
بينما ارتفع زوج الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني بنسبة 0.1% لـ 6.4594، بعد أن أوضحت البيانات الاقتصادية نموًا أقل من المتوقع بالقطاع التصنيعي خلال شهر يناير، مع عودة تفشي فيروس كورونا، وزيادة الإغلاقات.
وهبط مؤشر مديري المشتريات لـ 52 من 56.3 مسجلة في ديسمبر الماضي، ولكنه يظل فوق 50، وهي إشارة لاستمرار التوسع.
فيما استمر صعود الليرة التركية، بعد ارتفاعها 5% مقابل الدولار الأمريكي من بداية العام الجاري، مع تأكيد البنك المركزي التركي على استمرار سياسات التشديد النقدي للسيطرة على التضخم.
كما أظهرت تركيا تحسنًا في أداء القطاع الصناعي بما يزيد من شهية المخاطرة، ويحفز المستثمرين الأجانب على ضخ أموالهم في أصول المخاطرة.
وسجلت الليرة التركية اليوم 7.1693، ويتوقع جولدمان ساكس (NYSE:GS) وصول الليرة التركية لمستويات 7.00.
وعن الشيكل استمر بحركة ضعيفة مقابل الدولار الأمريكي بعد إعلان البنك المركزي عن زيادة المشتريات من العملة الأجنبية بهدف إضعاف الشيكل، والسيطرة على صعود الذي استمر طويلًا عند أقوى المستويات في 25 عام، ويلقي هذا بظلال سلبية على قطاعات التصنيع، والتصدير.
وتوقع محللون أن هذا ربما لن يكفي لإنقاذ الشيكل، ولكن الشيكل مقيد بحركة الدولار، وأظهر الدولار الأمريكي تعافيًا في الآونة الأخيرة مع تحسن ملامح الاقتصاد الأمريكي المستقبلية.