Investing.com - يعتبر الاحتياطي الفيدرالي هو مرشد العالم فيما يتعلق بالسياسات النقدية، وتتبعه أغلب البنوك المركزية من حول العالم برفع معدل الفائدة أو خفضه.
لأن فارق معدلات الفائدة بين الفائدة على الدولار والفائدة على أي عملة محلية يصب في صالح الدولار الأمريكي كما شهدنا مع اليورو نهاية الأسبوع الماضي عندما أبقى المركزي الأوروبي على السياسة النقدية فائقة التيسير، وانخفض اليورو بقوة وقتها، وارتفع مؤشر الدولار.
نرى السيناريو نفسه يتكرر مع الدولار والين الياباني. ولتحركات العملات الست الكبرى: اليورو، الاسترليني، الين، الدولار الكندي، والكرونا السويدية، والفرنك السويسري، تأثير قوي على مؤشر الدولار، لأن العملات هي مكونات المؤشر.
ويتراجع الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي لأدنى مستوى في 20 عام. يأتي التراجع القوي جراء الاختلاف بالسياسة النقدية بين اليابان والولايات المتحدة. إذ تسعى الولايات المتحدة لتشديد سياستها النقدية لمواجهة التضخم المرتفع ورفع معدل الفائدة بقوة، ليرجح بعض الأعضاء رفعًا بـ 75 نقطة أساس مرة واحدة، بينما أبقت اليابان معدل الفائدة عن مستويات شديدة الانخفاض.
سجل زوج الدولار ين اليوم 128.97 ين، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2002. وارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 5.9% هذا الشهر، ليسجل أكبر زيادة شهرية منذ عام 2016.
يقول ريتشارد بينسون، من ميلنيوم جلوبال إنفيستمينت في لندن: "فعل بنك اليابان مخالف لتطبيع السياسات النقدية، فقد غرس البنك قدميه في محله."
ويرى بينسون بأن الجهات التنظيمية النقدية ربما تتدخل لتقوية اليوم، ولكن ليس عند مستوى محدد.
يقول بينسون: "لن يفاجئني تدخل بنك اليابان لأن لديهم الكثير من الدولارات، ويمكنهم بيعها بسهولة." "وهناك مستويات وأرقام معينة يمكن الحديث عنها، ولكن البنك سينتهج سياسة تدريجية وبطيئة."
وحذرت وزيرة المالية اليابانية، سونشي سوزوكي، تحذيرًا شديد اللهجة حيال انهيار الين مقابل الدولار، وقالت إن الضرر الواقع على الاقتصاد من ضعف العملة أكبر من العائد.
وفي مذكرة من مورجان ستانلي، قال المحللون إن تراجع الين مقابل الدولار، مبرر في ظل سوء أوضاع التجارة العالمية مع ارتفاع أسعار المواد الخام التي ترفع سعر الواردات، وكذلك توقعات التضخم القاسية بين البلدان.
وينتظر اليابان صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس، ومن المرجح ارتفاعها بنسبة 0.8% لشهر مارس مقارنة بالشهر السابق، ولكن معدل التضخم ما زال دون الهدف طويل المدى لبنك اليابان عند 2%.
يقف الدولار الأمريكي عند ارتفاع عامين، ووصل في وقت سابق من جلسة اليوم لـ 101.
ويستمد الدولار الأمريكي قوته من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وارتفع اليوم عائد سندات الخزانة أجل 10 أعوام إلى 2.93%، بينما وصل عائد السندات أجل 30 عام لـ 3%. وللمرة الأولى في عامين أوشكت سندات أجل 10 سنوات المرتبطة بالتضخم على التحول إلى الإيجابية لتقف عند 0.01%-.
وينتظر السوق رفع الفيدرالي معدل الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماع مايو المقبل، ويعلن الفيدرالي عن خطته لنهاية العام، لمحاربة التضخم المرتفع الذي وصل إلى 8.5% لشهر مارس الماضي، في أعلى ارتفاع للمعدل بـ 40 عام.
وتوقع أحد أعضاء الفيدرالي اليوم رفع لجنة السوق المفتوح معدل الفائدة بـ 225 نقطة هذا العام.