بقلم بيتر نيرس
ارتفع الدولار الأمريكي بقوة خلال الجلسة الأوروبية ليوم الجمعة، وصولًا لأعلى مستوياته في 20 عام، قبيل صدور بيانات سوق العمل الأمريكي، والتي ستكون ممهدًا لطريق تشديد السياسة النقدية.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي فوق مستوى 104، ليواجه مقاومة سعرية ويعود للتداول حول مستويات 103.
وأعلن أمس الاحتياطي الفيدرالي عن رفعًا للفائدة بمقدار 50 نقطة، وهي أكبر زيادة منذ عام 2000، وأشار جيروم باول، رئيس الفيدرالي، إلى أن صانعي السياسة لا يسعون لتحركات أضخم من هذا، ولكن السوق في حالة من عدم اليقين.
في مذكرة للمستثمرين، يقول محللو آي إن جي: "إن أي تراجع مستدام في قيمة الدولار يتطلب ثقة من السوق في الفيدرالي ومدى تنظيمه لدورة التشديد النقدي، وقدرته على الهبوط بسلام بنهاية الدورة."
"ويبدو أنه من المبكر اتخاذ أي قرار بشأن المخاوف المستمرة حول التضخم، والمخاطر، كما رأينا على مدار الـ 12 شهر الماضية، فالفيدرالي أعاد التسعير للأعلى."
وتمكن الاقتصاد الأمريكي من إضافة 428 ألف وظيفة خلال شهر أبريل، بأعلى بأكثر من المتوقع، وبالتالي يرى الاقتصاديون بأن دورة التشديد النقدي ستكون أقوى للتحكم بتضخم هو الأعنف في 40 عام.
ويضع البنك الفيدرالي ضغوطًا على البنوك المركزية الأخرى، مع إشارة معهد IFO الألماني إلى أن البنك المركزي الأوروبي بحاجة إلى الاصطفاف خلف الاحتياطي الفيدرالي، في ظل الارتفاع الهائل لتضخم منطقة اليورو.
ويأتي هذا عقب تصريح من فابيو بانيتا، عضو لجنة المركزي الأوروبي المعروف بميله للتيسير النقدي، في مقابلة صحفية حيال عجز الفائدة السلبية والتيسير الكمي عن مواكبة الأوضاع الاقتصادية الحالية.
وسجل اليورو دولار الأسبوع الماضي أدنى المستويات في 5 أعوام عند 1.0469، ويسجل الآن مستوى 1.0555.
وأضاف محللو آي إن جي: "التحديات في أوروبا والصين تخلق ظروفًا غير مواتية لليورو." "مخاطر الموازنة تدل على أنه من الصعب استدامة أي صعود لزوج اليورو دولار."
رفع بنك إنجلترا معدل الفائدة 25 نقطة أساس يوم الخميس، للمرة الرابعة على التوالي، وتراجع الجنيه استرليني دولار بأكثر من 2% ليسجل أكبر هبوط يومي منذ 2020، ويواجه الاقتصاد البريطاني مخاطر الركود، ويتداول الزوج باقتراب نهاية جلسة يوم الجمعة من 1.2346.
فيما ارتفع الدولار ين بعض الشيء، بعض وصوله لأعلى مستوياته في 20 عام الأسبوع الماضي. فيما هبط الاسترالي دولار لـ 0.7072، بعد قرار البنك المركزي برفع الفائدة بأكثر من المتوقع، وإشارته لحركة قوية منتظرة.
تداول زوج الدولار يوان عند 6.6819 لارتفاع 18 شهر، بعد دعم قادة الصين لاستراتيجية صفر إصابات بكورونا، مما يعني أن القيود ستظل قائمة في المستقبل القريب، مما يعيق أي جهود رامية لتدعيم النمو الاقتصادي.