FXNEWSTODAY - تترقب أسواق المالية العالمية اليوم الخميس اجتماع السياسة النقدية لبنك إنجلترا، والذي يأتي وسط تطورات اقتصادية هامة فى المملكة المتحدة، توضح تباطؤ التضخم لأدنى مستوى فى عام ونصف، وأن الاقتصاد البريطاني ينزلق بأسرع من التوقعات إلى دائرة الركود.
وبعدما أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمس الأربعاء عن توقف مؤقت جديد فى الولايات المتحدة، وأعلن صباح اليوم الخميس البنك الوطني السويسري عن توقف مفاجئ بعد خمس زيادات متتالية فى أسعار الفائدة السويسرية، أصبح من غير المستبعد تمامًا أن يعلن بنك إنجلترا اليوم عن توقف مؤقت سيكون الأول منذ انطلاق حملة التشديد النقدي فى أواخر عام 2021 لمواجهة التضخم التاريخي فى المملكة المتحدة.
سيناريو التوقف المؤقت هو أحد ثلاث سيناريوهات لن يخرج عنها نتائج اجتماع السياسة النقدية اليوم لبنك إنجلترا على حسب معظم الآراء والتحليلات، سوف نتطرق إليه فيما هو قادم من هذا التقرير مع توضيح تأثير كل سيناريو على سعر صرف الجنيه الإسترليني.
بيانات التضخم
أعلن مكتب الإحصاءات الوطني فى المملكة المتحدة أمس الأربعاء ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين العام بنسبة 6.7% سنوياً فى آب/أغسطس، بأقل وتيرة منذ شباط/فبراير 2022، أقل من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 7.0%، وسجل المؤشر ارتفاعاً بنسبة 6.8% فى تموز/يوليو.
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي ارتفاعاً بنسبة 6.2% فى آب/أغسطس، أقل من التوقعات ارتفاع بنسبة 6.8%، أقل من القراءة السابقة عند 6.9% فى تموز/يوليو.
هبوط التضخم الإجمالي لأدنى مستوى فى عام ونصف والأساسي لأدنى مستوى فى خمسة أشهر، يظهر انحسار الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية ببنك إنجلترا، وتعزز التكهنات حول قرب انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة البريطانية.
توقيت القرارات
يصدر بحلول الساعة 11:00 بتوقيت جرينتش قرار الفائدة البريطانية، وبيان السياسة النقدية، بجانب الإعلان عن عملية تصويت أعضاء بنك إنجلترا على قرار الفائدة، ويتحدث محافظ البنك "أندرو بيلي" بحلول الساعة 11:30 بتوقيت جرينتش.
وقال محافظ بنك إنجلترا "أندرو بيلي" هذا الشهر أمام البرلمان البريطاني: إن بنك إنجلترا "أقرب بكثير" من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة، لا أقول إننا فى القمة لأن لدينا اجتماعًا قادمًا، لكنني أعتقد أننا أقرب بكثير إليها فيما يتعلق بأسعار الفائدة على أساس الأدلة الحالية.
التصريح أعلاه هو محور اهتمام السوق والمستثمرين حاليًا، فى حالة التأكيد على بلوغ ذروة أسعار الفائدة وانتهاء حملة التشديد النقدي الحالية، حينها سوف يواصل الجنيه الإسترليني خسائره فى سوق صرف العملات الأجنبية.
سيناريوهات الاجتماع
السيناريو الأول: الإعلان عن توقف مؤقت لأول مرة منذ بداية حملة التشديد النقدي التي انطلقت فى كانون الأول/ديسمبر 2021.
حيث سيبقي بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير، ويقول إنه سعيد بمراقبة البيانات الواردة عند اتخاذ أي قرار بشأن المزيد من رفع أسعار الفائدة.
وهذا السيناريو سوف يكون بمثابة نتيجة "تيسيرية" جوهرية للجنيه الإسترليني نظرًا لأن بنك إنجلترا سيكون قد رفع فعليًا حاجز المزيد من الارتفاعات.
هذا السيناريو سيسمح للسوق بتقديم التوقعات لخفض أسعار الفائدة في عام 2024، حيث يوجد نطاق ترددي واسع للحركة، وعليه سيواجه الجنيه الإسترليني قدرًا كبيرًا من الجانب السلبي بسبب مثل هذه النتيجة نظرًا لحجم التحولات المحتملة.
السيناريو الثاني: الإعلان عن زيادة جديدة فى أسعار الفائدة البريطانية بنحو 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.50%كأعلى مستوى منذ كانون الثاني/يناير من عام 2008.
ويتضمن هذا السيناريو تأكيد بنك إنجلترا بأن رفع سعر الفائدة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم غير مرجح، وأن الذروة قد تحققت، وذلك تمشياً مع الشهادة الواضحة التي أدلى بها المحافظ "أندرو بيلي" أمام البرلمان البريطاني في وقت سابق من هذا الشهر.
وهذا السيناريو مع السيناريو الأول، سيجل السوق قادرًا على تقديم توقعاته لخفض سعر الفائدة، مما يجعل هذه نتيجة ضعيفة أخرى للجنيه الإسترليني.
السيناريو الثالث: تخطي رفع أسعار الفائدة خلال هذا الاجتماع و الوعد برفع جديد فى أسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم المقرر له 2 تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
سيكون هذا السيناريو الأكثر دعمًا للجنيه الإسترليني، خاصة إذا أشار البنك إلى توقف مؤقت ولكنه ملتزم بشدة برفع سعر الفائدة في تشرين الثاني/نوفمبر، بحجة أن هذا يتيح لهم الفرصة للسماح للبيانات الواردة بالكشف عن تأثير الزيادات السابقة مع الاحتفاظ بتأمين رفع آخر في الحدث.