FXNEWSTODAY - شهد سوق صرف العملات الأجنبية تقلبات كبيرة الأسبوع الماضي ،بسبب تباين البيانات الصادرة فى كبرى الاقتصادات العالمية ،وتضارب تعليقات صانعي السياسات النقدية عن مستقبل أسعار الفائدة.
وسط هذا التذبذب تصدر الدولار الأسترالي قائمة العملات الرابحة، متفوقًا على جميع العملات الرئيسية والثانوية، بفضل فرضية احتفاظ بنك الاحتياطي الأسترالي بأسعار الفائدة بدون تغيير على مدار هذا العام.
وتذيل الفرنك السويسري تلك القائمة، بسبب انحسار الضغوط التضخمية على البنك الوطني السويسري، مما أدي إلى تزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة السويسرية بداية من اجتماع مارس المقبل.
وقبل استكمال الأسباب التي دعمت الدولار الأسترالي وضغطت بشدة على الفرنك السويسري ،نتعرف أولاً على أداء العملات الثمانية الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية على مدار الأسبوع المنقضي.
حقق الدولار الأسترالي ارتفاعًا بمستوي 4 نقطة على مؤشر " أف اكس نيوز تودي " الأسبوعي لقياس قوة العملات ،ثم الدولار الأمريكي فى المركزي الثاني بمستوي 2 نقطة ، ثم اليورو فى المركزي الثالث بمستوي 1.75 نقطة ، وأحتل الفرنك السويسري المركز الأخير بمستوي سالب 5 نقطة.
الدولار الأسترالي
وبالنظر إلى تفاصيل أداء الدولار الأسترالي الأسبوع الماضي أمام السبع عملات الكبرى ،نجده قد تفوق على الفرنك السويسري وحقق ارتفاع بنسبة 0.8% ،وسجل يوم الجمعة 16 فبراير أعلى مستوى فى ستة أسابيع عند 1.7351.
وصعد بنسبة 0.7% مقابل الين الياباني وسجل يوم الجمعة أعلى مستوى فى 3 أشهر عند 98.26 ينات ،وزاد بنسبة 0.5% مقابل نظيره النيوزيلندي وسجل الجمعة أعلى مستوى فى أسبوع عند 1.0703.
وأضاف نسبة 0.35% مقابل الجنيه الإسترليني وسجل الخميس 15 فبراير أعلى مستوى فى أسبوعين عند 1.9248 ،وارتفع بنسبة 0.3% مقابل نظيره الكندي وسجل الخميس أعلى مستوى فى أسبوعين عند 0.8822.
وزاد بنسبة 0.2% مقابل اليورو وسجل أعلى مستوى فى أسبوع عند 1.6476 ، وارتفع بنسبة 0.1% مقابل نظيره الأمريكي وسجل الجمعة أعلى مستوى فى أسبوعين عند 65.45 سنتًا.
الفائدة الأسترالية
تتوقع بعض البنوك الكبرى فى وول ستريت ،وعلى رأسهم بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) ، احتفاظ بنك الاحتياطي الأسترالي بأسعار الفائدة ثابتة دون تغيير على مدار العام ،على عكس البنوك المركزية الأخرى التي من المتوقع أن تبدأ فى خفض أسعار الفائدة فى وقت مبكر هذا العام.
حيث تتمتع أستراليا بوضع مالي قوي مقارنة بنظرائها فى مجموعة الثمانية الكبرى ،سواء من حيث مستويات العجز أو الديون ،ويتيح هذا بعض المجال للدعم المالي فى حالة تراجع النمو ، مما يقلل الحاجة إلى التيسير النقدي.
ميشيل بولوك
عقب اجتماع 6 فبراير الجاري ،قالت رئيسة الاحتياطي الأسترالي "ميشيل بولوك": لا يزال التضخم بحاجة إلى مزيد من الانخفاض ،وأن جميع خيارات السياسة النقدية متاحة ، ويجب معالجة التضخم بشكل مقنع قبل تخفيض سعر الفائدة.
وأشارت بولوك إلى وجود طريق ضيق لتحقيق هدف التضخم ،وإنه يجب أن يعود التضخم إلى المستهدف ويظل هناك ،وأكدت على أن مخاطر أسعار الفائدة متوازنة إلى حد ما.
أراء وتحليلات
قال المحللون فى بنك "أيه إن زد" :لا نتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة قبل نوفمبر من هذا العام ،رغم بيانات سوق العمل الضعيفة فى شهر يناير.
قال كبير الاقتصاديين فى أيه إن زد "بلير تشابمان":جاءت بيانات سوق العمل لشهر يناير أضعف من المتوقع، ولكن كانت هناك بعض الحركات غير المعتادة مرتبطة بالتغيرات الموسمية.
وأضاف تشابمان :قد يعني هذا أن بنك الاحتياطي الأسترالي لا يضع وزنًا كبيرًا على هذا الإصدار ويتطلع إلى الإصدارات المستقبلية للحصول على مقاييس أكثر دقة بشأن العوامل الأساسية حول زخم سوق العمل.
الفرنك السويسري
توضح الصورة أعلاه الأداء السلبي للفرنك السويسري الأسبوع الماضي أمام العملات السبع الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية ،والذي يأتي للأسبوع الثاني على التوالي.
والسبب الرئيسي وراء استمرار خسائر العملة السويسرية هو تخلي البنك الوطني السويسري عن سياسة دعم العملة لمواجهة خطر التضخم الخارجي.
التضخم فى سويسرا
أظهرت البيانات الصادرة الأسبوع الماضي فى سويسرا ،ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 1.3% سنويًا فى يناير ،أقل من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 1.7% ،وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 1.7% فى ديسمبر.
وتعد تلك الزيادة هي الأقل منذ أكتوبر 2021 ،فى أحدث المؤشرات الدالة على انحسار الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية بالبنك الوطني السويسري ، الأمر الذي يعزز من احتمالات خفض أسعار الفائدة السويسرية فى مارس المقبل.