Investing.com - يبني المتداولون مراكزهم في عقود الخيارات استعداداً لمزيد من الانخفاض في قيمة الدولار، مع توقعات بأن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، سيقدم مبررات قوية لخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع السنوي للبنك المركزي في جاكسون هول.
يدفع المتداولون أسعاراً أعلى لعقود الخيارات التي تحقق أرباحًا إذا انخفض الدولار خلال الأسبوع أو الشهر المقبلين، مقارنة بتلك التي تراهن على ارتفاعه، وفقاً لمؤشرات انعكاسات المخاطر على سلة من العملات الرئيسية المرتبطة بالدولار.
يشير هذا إلى أن المتداولين يتهيأون لهبوط الدولار قبل اجتماع جاكسون هول وإعلان السياسة النقدية لـ"الاحتياطي الفيدرالي" في سبتمبر. انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 1.6% حتى الآن في أغسطس، مسجلاً أدنى مستوى له في خمسة أشهر يوم الاثنين.
يعود جزء كبير من هذا الهبوط إلى توقعات بأن "الاحتياطي الفيدرالي" سيخفض تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل الشهر المقبل.
ونظرًا لأن الولايات المتحدة من بين الدول التي تتمتع بأعلى معدلات الفائدة، فإن أي تخفيض في هذه المعدلات سيقلل من الفارق مع العملات الأخرى، مما يعزز من قيمة العملات غير المرتبطة بالدولار.
اجتماع جاسكون هول
يركز اجتماع "جاكسون هول" هذا العام على أسواق العمل وإعادة تقييم فعالية السياسة النقدية. ويتوقع العديد من المشاركين أن يشير الفيدرالي إلى احتمالية خفض الفائدة في سبتمبر.
هذا الاجتماع السنوي، الذي يُعقد في ولاية وايومنغ، يستضيفه فرع الفيدرالي في كانساس ويجمع محافظي البنوك المركزية العالمية.
يشارك في "جاكسون هول" الفيدرالي الأميركي، البنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا، حيث تُلقى تصريحات مهمة حول الاقتصاد العالمي والسياسة النقدية.
ووفقًا لبنك غولدمان ساكس، سيركز موضوع المؤتمر هذا العام على "إعادة تقييم فعالية السياسة النقدية وانتقالها"، وهو محور النقاشات الأكاديمية.
وفي المقابل، يتوقع البنك الاستثماري أن يركز باول في خطابه والمقابلات اللاحقة على الاعتماد على البيانات واتباع نهج حذر في خفض أسعار الفائدة.
اتجاه سياسة الفيدرالي
من المتوقع أن يكرر باول استعداد الفيدرالي للتحرك بسرعة إذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية، مع تجنبه الالتزام بالتيسير النقدي الشديد دون وجود بيانات إضافية.
بوجه عام، ينظر غولدمان ساكس (NYSE:GS) إلى هذه الندوة كحدث رئيسي لقياس اتجاه سياسة الفيدرالي على المدى القريب، وتأثيرها على معنويات السوق والتوقعات الاقتصادية العالمية.
مع ذلك، يشير البنك إلى أن الجزء الأكاديمي من الندوة قد يؤثر على اتجاه السياسة على المدى الطويل، بينما من المتوقع أن تسلط المقابلات الجانبية الضوء على قضايا السياسة الفورية.
كان الاحتياطي الفيدرالي أبقى سعر الفائدة في نطاق 5.25 في المائة إلى 5.50 في المائة لأكثر من عام الآن لإبطاء النمو الاقتصادي والحفاظ على الضغط النزولي على التضخم. وأثارت بيانات سوق العمل الضعيفة في بداية هذا الشهر مخاوف بين المستثمرين من أن الاحتياطي الفيدرالي ترك السياسة مقيّدة لفترة طويلة جداً، وأنه سيحتاج إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، إن لم يكن قبل ذلك، لمواجهة الركود الوشيك.
وكانت البيانات الأخيرة، بما في ذلك تقرير مبيعات التجزئة القوي في وقت سابق من يوم الخميس، أكثر تشجيعاً، مما يشير إلى أن التضخم يتراجع بالفعل ولكن الاقتصاد بعيد عن الانهيار. ويتوقع المستثمرون الآن أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس أكثر شيوعاً الشهر المقبل.