بوخارست، 6 ديسمبر/كانون أول (إفي): تشير النتائج الأولية غير الرسمية عقب إغلاق صناديق الاقتراع في رومانيا إلى فوز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي ميرسيا جيوانا، مرجحة حصوله على نسبة تتراوح بين 51% و 52% في انتخابات جولة الإعادة الرئاسية، والتي ستتأكد نتائجها غدا.
وفي حال تأكيد فوز جيوانا، الذي لا يخفي إعجابه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بالظهور الجماهيري، فسوف يحصل على فترة رئاسة تمتد لخمس سنوات، تعد الأولى عقب انضمام البلاد للاتحاد الأوروبي في يناير/كانون ثان 2007 ، وتعني نتائج الجولة الثانية، والتي بلغت نسبة المشاركة بها 53.5%، إقصاء الرئيس الحالي الإصلاحي ترايان باسيسكو المنتمي إلى يمين الوسط.
وجيوانا (51 عاما) مهندس طاقة، غير مساره العملي ليدخل العمل الدبلوماسي عام 1990 عقب سقوط النظام الشيوعي في البلاد، ليعمل بعد تخرجه في الأكاديمية الباريسية رفيعة المستوى "المدرسة الوطنية للإدارة"، بوزارة الخارجية التي استطاع بعد أربع سنوات فقط أن يتقلد منصب مديرها العام.
عين سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة عام 1996 وهو بعد دون الثامنة والثلاثين، ليصبح أصغر سفير في السلك الدبلوماسي في واشنطن.
عاد جيوانا بعد أربعة أعوام إلى بلاده ليتقلد حقيبة الخارجية، ومنها بدأ صعود نجمه داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي انضم إليه بعد عام من تقلده الوزارة.
في 2004 عقب خسارة حزبه في الانتخابات ورحيل إيون إليسكو، زعيم الحزب المؤسس، وقع على عاتق جيوانا مسئولية تحديث الحزب الذي كان حتى ذلك التاريخ عالقا على صورته آثار الحقبة الشيوعية، فضلا عن أن الحرس القديم بالحزب كانوا هم المتصرفين الحقيقيين في أموره.
وبالرغم من أن الكثير من الخبراء السياسيين يصفون جيوانا بأنه "زعيم بلا شخصية سياسية"، إلا أنه نجح في قيادة حزبه للانتخابات الرئاسية والفوز بها وهو ما سيتأكد في غضون الساعات القليلة القادمة.
من جانبه يتهم باسيسكو مرشح يمين الوسط الذي باتت خسارته شبه مؤكدة، خصمه جيوانا بأنه مجرد واجهة "وبطل من ورق" تقع عليه مهمة تمهيد السبيل أمام وصول إليسكو للسلطة مرة أخرى.
طرح جيوانا برنامجا واضحا منذ البداية مفاده "إذا أردنا أن تتقدم البلاد فعلينا التخلص من السيطرة الاستغلالية لشخصية باسيسكو" كما دافع أيضا عن برامج التنمية الاجتماعية من أجل توفير فرص عمل ومساكن للشباب وحتى يوقف نزيف الهجرة والظروف الطاردة للسكان بالإضافة إلى تغيير الصورة النمطية المتعارف عليها دوليا وتحويل رومانيا إلى بلد جاذب للاستثمارات.
وجيوانا رب أسرة صغيرة مكونة من زوجة هي ميخائيلا جيوانا، وله ولدان صغيران في سن المراهقة، وقد حرص على غرار أسلوب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي لا يخفي إعجابه به، على شرح برنامجه الانتخابي وللتواصل مع الجماهير.
ومن المقرر أن يتولى الرئيس الجديد مقاليد الأمور في ظل ظروف اقتصادية صعبة بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية، وبدون حكومة حقيقية منذ أكتوبر/تشرين أول الماضي، الذي مني بحجب ثقة، عجلت بإجراء الانتخابات التي أجريت يوم جولة إعادتها.(إفي)